توقيت القاهرة المحلي 19:36:37 آخر تحديث
  مصر اليوم -

المسؤول الإخواني «الخواجة»!

  مصر اليوم -

المسؤول الإخواني «الخواجة»

بقلم: مشاري الذايدي

رجل يحمل الجنسية الأميركية، والده أو جدّه، أو ربما هو نفسه، وفد إلى أميركا، ثم صار أميركياً، وهو من «بيئة» إخوانية، وحين نقول إخوانية، فلا يعني ذلك «التقوى» والورع، بل الانتماء السياسي.
ماذا لو كان هذا الرجل، أو السيدة، عضواً في الحكومة الأميركية أو مسؤولاً مؤثراً في القضايا الأمنية والسياسية التي تخص منطقة الشرق الأوسط؟ وهو «مؤثر» في تقرير الموقف من هذه الدولة العربية أو تلك؟
ثمة حديث قديم عن الهجرة الإخوانية للغرب منذ زمن مبكر، وهم الآن، أعني الشريحة الإخوانية، يمّثلون الجيل الثالث ربما في الغرب كله.
لورينزو فيدينو أكاديمي وخبير أمني إيطالي له دراسة بعنوان (الإخوان المسلمون في الغرب: التطوّر والسّياسات الغربيّة) نشرت فبراير (شباط) 2011.
الباحث الإيطالي يؤكد تعقيد وتباين السّياسات الغربيّة تجاه الإخوان المسلمين، واصفاً إيّاها بالسياسات التي تعاني من حالة انفصام.
يقسّم فيدينو المحلّلين الغربيين في تعاطيهم مع الإخوان إلى نوعين؛ متفائلين ومتشائمين. يجادل المتفائلون بأنَّ إخوان الغرب لم يعودوا مشغولين بتأسيس دولة إسلاميّة في العالم الإسلاميّ، بل يركّزون على القضايا الاجتماعيّة والسّياسيّة التي تهمّ المسلمين في الغرب، وتقديم نموذج معتدل.
يجادل المتشائمون، طبقاً لفيدينو، بأنَّ إخوان الغرب يعملون على مشروع هندسة اجتماعيّة يسير ببطء لتغيير أو على - الأقل التأثير - في هوية الغرب، من داخله، لصالح أفكار الجماعة طبعاً.
يخبرنا الباحث الإيطالي عن خدعة الإخوان للغرب، فهم في حواراتهم مع المسؤولين ووسائل الإعلام الغربيّة يؤكّدون قِيَم الدّيمقراطيّة، لكن عندما يتحدّثون بالعربيّة أو الأرديّة أو التّركيّة يستخدمون خطاب «نحن وهم» المعادي للاندماج والتّسامح. وفيما يقومون بإدانة العمليات الإرهابية في بياناتهم الرّسمية، فإنَّهم يستمرون في جمع التّبرعات لصالح هذه الجماعات المسلّحة.
يكشف مارتين فرامبتون عن تاريخ العلاقات بين الغرب والإخوان المسلمين منذ التأسيس حتى عام 2010 معتمداً على وثائق المحفوظات البريطانية والأميركية في كتابه المعنون (الإخوان المسلمون والغرب: تاريخ من العداء والارتباط).
يرى فرامبتون أن جماعة الإخوان المسلمين معادية حتماً للغرب، ورغم عدم توافق الغرب مع فكرها يبدو الغرب يتعامل ببراغماتية انتهازية مع الجماعة و«مواطنيها» في الدول الغربية، لتبادل المنافع معهم.
علاقة بريطانيا بـ«الإخوان»، كما يقول الباحث فرامبتون، كانت دوماً تحت مبدأ بريطاني ميكافيلي هو سياسة «أفضل الأعداء». الولايات المتحدة ورثت هذه العلاقة من بريطانيا مع الإخوان، ولعلّ مثال الجاسوس والمستشرق البريطاني الأميركي هيوارت دنّ، خير ترجمان لهذا الانتقال، وقد شرح ذلك بإفاضة الباحث السعودي علي العميم في مقدمته على كتاب هيوارت دنّ.
نشطاء «الإخوان» بأميركا، لديهم عدة قبعات ومؤسسات - كما قال الباحث هاني غرابة - مثل: منظمة «المصريون الأميركيون من أجل الحرية والعدالة» التي اشتغلت مبكراً، والتقت إليزابيث وارين، المرشحة الرئاسية الديمقراطية سابقاً، ومن صقور التيار الأوبامي.
إذن، وزير أو وزيرة إخوانية أميركية... هل أوشكت الصورة على التحميض؟!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المسؤول الإخواني «الخواجة» المسؤول الإخواني «الخواجة»



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

GMT 12:49 2024 الإثنين ,20 أيار / مايو

افكار تساعدك لتحفيز تجديد مظهرك
  مصر اليوم - افكار تساعدك لتحفيز تجديد مظهرك

GMT 12:36 2024 الإثنين ,20 أيار / مايو

أنواع وقطع من الأثاث ينصح الخبراء بتجنبها
  مصر اليوم - أنواع وقطع من الأثاث ينصح الخبراء بتجنبها
  مصر اليوم - ظافر العابدين يعود الى دراما رمضان بعد طول غياب

GMT 01:54 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

أغنياء المدينة ومدارس الفقراء

GMT 12:24 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الأسد الاثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 12:57 2023 الأربعاء ,12 تموز / يوليو

لكى تعرفَ الزهورَ كُن زهرةً

GMT 08:45 2024 الجمعة ,19 كانون الثاني / يناير

برج الجوزاء تبدو ساحرا ومنفتحا

GMT 14:27 2019 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تفسدوا فرحة ”الديربي“

GMT 18:30 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

قمة نارية بين ميلان ضد يوفنتوس في الدوري الإيطالي الأربعاء

GMT 11:36 2020 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

بارتوميو يعلن مشاركة برشلونة في بطولة كبيرة قبل استقالته

GMT 23:41 2018 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

تطبيق جديد تستخدمه المرأة الحامل للعثور على مكان في المترو

GMT 03:22 2017 الإثنين ,25 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على أسعار البيض في الأسواق المصرية الإثنين

GMT 06:41 2017 الأحد ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا تنشر صورتها بملابس السيدة العذراء

GMT 21:57 2021 الثلاثاء ,02 شباط / فبراير

رمضان صبحي يفوز بجائزة لاعب الشهر في بيراميدز
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon