توقيت القاهرة المحلي 10:47:43 آخر تحديث
  مصر اليوم -

هل تفتقد الميديا ترمب؟

  مصر اليوم -

هل تفتقد الميديا ترمب

بقلم: مشاري الذايدي

هل تذكرون أولَ خطبة للرئيس الأميركي دونالد ترمب بعد مغادرته الصاخبة للبيت الأبيض؟
افتتحها بالقول؛ هل تشتاقون لي... هل تفتقدونني؟
والجواب أتاه ربما من حيث لا نتوقع... مقالة للكاتب إدوارد لوس في صحيفة «فاينانشال تايمز» البريطانية تحت عنوان: «وسائل الإعلام تفتقد ترمب بشدة».
مقاربة الكاتب مباشرة هنا، وهي أنَّ الميديا الأميركية خاصة، والعالمية عامة، كانت «تقتات» وتعيش على ظهر أو رأس ترمب، والمبالغة في رسم صورة شيطانية استهزائية به... وأن هذا الاستقتال، بحجة الخوف على الديمقراطية المهدّدة من وحش ترمب... هو الذي كان يرفع معدلات المشاهدة والقراءة والبيع والشراء والإعلان.. يعني باختصار، وباللهجة المصرية «أكل العيش» في مؤسسات ومنصات الميديا، الكلاسيكي منها، مثل «واشنطن بوست»، والجديد كـ«تويتر» و«فيسبوك».
يقول لوس إنّ صحيفة «واشنطن بوست» «زادت قاعدة مشتركيها 3 أضعاف خلال رئاسة ترمب». مشيراً إلى انخفاض زيارة موقع الصحيفة بنسبة 26 في المائة، ومثلها صحيفة «نيويورك تايمز» بنسبة 17 في المائة.
كما خسرت شبكة «سي إن إن» 45 في المائة من جمهورها. ويشير الكاتب إلى أنَّ منافستها «فوكس نيوز» المحسوبة على الجمهوريين أكثر، كانت الأقل تضرراً بسبب نقدها المستمر لإدارة بايدن.
الكاتب يعتقد أن الأخبار السلبية، أو «القاتمة» كما وصفها، هي بغية المستهلك الإعلامي، وأن هذا السبب التجاري هو سبب حماسة «واشنطن بوست» و«سي إن إن»، في الحرب الشعواء ضد ترمب، فقط لجلب الجمهور. بل يذهب إلى أن هذا السبب التجاري البحت، هو سبب ترجيح بعض الدراسات التي أشار إليها، وخلاصتها أن «فيسبوك» و«تويتر» تزدهران بوجود الأخبار السلبية، وتكون المعاناة من الركود عندما تكون الأخبار جيدة!
كما يشير إلى دراسة تؤكد التحيّز السلبي لوسائل الإعلام في تغطيتها لجائحة كورونا. يقول: «باختصار، تركّز وسائل الإعلام على الأخبار السيئة المتعلقة بالوباء، وتهمّش الأخبار السارة».
لكن، ومع وجاهة، بل صحة، السبب التجاري الانتهازي الذي بنى عليها لوس مقاربتَه لصنيع الميديا وقت ترمب، وفي تعاملها مع أخبار «كورونا»، يظلّ من الخلل في التفسير، إهمال العامل السياسي العقائدي في توجّهات هذه المؤسسات الصحافية ومنصات الديجيتال كـ«تويتر» و«فيسبوك» و«يوتيوب».
«حروب» هذه المنصّات أثناء عهد ترمب، ليست خصومة «شخصية» ولا بحثاً عن زيادة عدد المشتركين والمتابعين، وحسب، بل هي من باب «النضال» الآيديولوجي عند مسيّري هذه المؤسسات والمنصات، ولا تناقض بين النضال... مع غنائم الدنيا، بل قد يكون النضال أحياناً فقط من أجل الغنائم، أو حافزه الرئيس هو الغنائم!
هذا كما قيل هنا سابقاً، وضعٌ شاذّ، أعني احتكار الميديا والفنون والرأي العام، لا يمكن استمراره - بصرف النظر عن إعجابك بترمب وتياره أو احتقارك له - فمن أوضح حقوقه، بالمسطرة الليبرالية الغربية، أن يفصح عن نفسه وفكره وتياره الملاييني، وهذا ما بدأ فعله مؤخراً، حين دشّن موقعاً إلكترونياً باسم «45office» ليكون منصة لمؤيديه، علماً بأن جيسون ميلر، المتحدث باسم حملته الانتخابية 2020 تحدّث عن نيّة ترمب إطلاق تطبيق خاص على الإنترنت.
حاصل الكلام... العالم يتنفَّس من رئتين، لا واحدة. والميديا اليوم مشوَّهة بحماسات سياسية مراهقة، ونزغات تجارية مراوغة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل تفتقد الميديا ترمب هل تفتقد الميديا ترمب



GMT 03:37 2024 الجمعة ,17 أيار / مايو

وصايا صلاح منتصر

GMT 03:36 2024 الجمعة ,17 أيار / مايو

الندم على ما فات!

GMT 03:34 2024 الجمعة ,17 أيار / مايو

هل لغزة «يوم تالي»؟!

GMT 03:31 2024 الجمعة ,17 أيار / مايو

صبر مصر

GMT 03:19 2024 الجمعة ,17 أيار / مايو

هوامش قمة البحرين: كثر الكلام وقل الخبز

أجمل إطلالات الإعلامية الأنيقة ريا أبي راشد سفيرة دار "Bulgari" العريقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:02 2017 السبت ,07 تشرين الأول / أكتوبر

إنفوغراف 2

GMT 15:01 2021 الإثنين ,26 تموز / يوليو

أحمد مجدي يشارك كواليس مسلسل "الآنسة فرح "

GMT 11:30 2021 الأحد ,18 إبريل / نيسان

تعرف على مدة غياب هاري كين عن صفوف توتنهام
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon