توقيت القاهرة المحلي 09:07:51 آخر تحديث
  مصر اليوم -

البحرين... 7 أعوام على فبراير الأسود

  مصر اليوم -

البحرين 7 أعوام على فبراير الأسود

بقلم - سلمان الدوسري

في الخامس من مارس (آذار) 2011 كنت انتهيت للتو من لقاء صحافي مع زعيم المعارضة الشيعية البحرينية علي سلمان، وفي طريقي للقاء الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد البحريني للقاء صحافي آخر. شوارع العاصمة المنامة على غير عادتها تخلو من السيارات والمارة. ليست البحرين التي نعرفها. الاحتقان بلغ أشده. والطائفية في أقصى مستوياتها في بلد عرف بتسامحه. المعارضة المتطرفة نظمت يومها سلسلة بشرية بنكهة طائفية، تبدأ من ميدان مجلس التعاون (اللؤلوة)، حيث مقر تجمع الميليشيات المطالبة بإسقاط النظام، باتجاه جامع الفاتح أكبر مساجد البحرين. استفزاز للشارع البحريني ما بعده استفزاز. في لقائي معه في مقر جمعية الوفاق تحدث علي سلمان بلغة المنتصر الواثق من السقوط المنتظر، بينما قال سلمان بن حمد: «ستبقى بلادنا لكل البحرينيين، سنتهم وشيعتهم، أزمة قاسية لكنها ستمر، لن نسمح بأن تتغلغل الطائفية بيننا». بعد سبع سنوات من فبراير البحرين الأسود، ها هي مملكة ديلمون فعلاً تمر من أزمتها القاسية والمروعة بسلام، بتكاتف أبنائها المخلصين، أما من راهن على سقوطها من متطرفي الداخل، وعملاء الخارج، وداعمي الفوضى، مثل إيران وقطر، فها هم ينكشفون ويسقطون واحداً تلو الآخر.

بدأت البحرين ربيعها الخاص قبل الربيع العربي المزعوم بعشر سنوات، في 2001 أطلق الملك حمد بن عيسى آل خليفة مشروعه الإصلاحي، وتضمنت «فلسفة الإصلاح» أهم مبادئ وأسس وغايات المشروع، التي تتناول المقدمات الأساسية للمجتمع البحريني، وأهداف الحكم وأساسه، والحريات والحقوق الأساسية للمواطن. أصدر ملك البحرين في فبراير 2011 مرسوماً بإلغاء قانون ومحكمة أمن الدولة، ثم أعقب ذلك بالسماح بعودة جميع المنفيين إلى البلاد من دون قيد أو شرط، للمشاركة الفعلية في إقامة دولة المؤسسات والقانون والعدل والمساواة، وتم توزير من كان ضمن قادتهم في الخارج، ومنحهم حرية إنشاء صحف، كما تم الإفراج عن جميع المعتقلين من سجناء الرأي، حتى أصبحت سجون البحرين خالية من أي معتقل سياسي، وجرى تنظيم السلطة التشريعية وفق نظام المجلسين، وهما المجلس النيابي ومجلس الشورى؛ الأول يتم انتخابه انتخاباً حراً مباشراً، والآخر معين يضم رموزاً وشخصيات تمثل الخبرة والتخصص النوعي، بما يسهم في تطوير الأداء التشريعي والرقابي للمجلس الوطني، الذي يضم كلاً من مجلس النواب ومجلس الشورى. ليس من المبالغة القول إن السنوات الأربع الأولى من إنشاء الجمعيات السياسية البحرينية والمتزامنة مع أول فصل تشريعي للبرلمان الجديد 2002 - 2006، كانت الفترة الذهبية للمعارضة عندما سمح بتأسيس جمعيات سياسية كصيغة بديلة عن الأحزاب، وهي خطوة غير مسبوقة في المنطقة، وربما تناسب التجربة البحرينية. واستمر تطوير التجربة لعقد كامل من خلال تصويب الأخطاء التي يمر بها المشروع الإصلاحي، والتي كانت المعارضة جزءاً أساسياً من عملية الإصلاح بأكملها، مما أفضى إلى تنازل الحكومة عن كثير من صلاحياتها لصالح السلطة التشريعية، ثم وقعت الكارثة المزلزلة عندما تحالفت المعارضة الشيعية مع ميليشيات متطرفة استغلت ما حدث في دول أخرى أسقطت فيها الأنظمة، إبان «الربيع العربي»، للعمل على إسقاط النظام الملكي، فكانت الضربة القاصمة للمعارضة التي بددت كل مكاسبها في عشر سنوات، فخسرت كل ما شاركتها به الدولة ومنحتها إياه، وثبت لها وللعالم أن مساعي التغيير من الخارج تكلفته هائلة ونتيجته خاسرة.

ما حدث في البحرين في أعقاب أحداث فبراير 2011 لم يكن أزمة سياسية كما يبدو للمطلع من الخارج، بل تسببت المعارضة المتطرفة بأزمة طائفية وأمنية وأيضاً إرهابية، ومنذ ذلك التاريخ وحتى اليوم تعيش تلك المعارضة أزمة حقيقية مستمرة.
البحرين، بعد أن تخلصت من آثار كارثة فبراير الأسود، بحاجة إلى معارضة وطنية مخلصة، لديها الإرادة الحقيقية لنفض غبار تراكماتها، تتجاوب مع سلسلة المبادرات الإصلاحية التي انطلقت في مطلع الألفية الجديدة، والساعية لإيجاد حلول وطنية واقعية وموضوعية، بتكاتف أبنائها بمختلف انتماءاتهم وأطيافهم وأديانهم ومذاهبهم.

نقلا عن الشرق الاوسط اللندنية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

البحرين 7 أعوام على فبراير الأسود البحرين 7 أعوام على فبراير الأسود



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

بلقيس بإطلالة جديدة جذّابة تجمع بين البساطة والفخامة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 18:31 2020 الأربعاء ,30 كانون الأول / ديسمبر

آندي روبرتسون يخوض لقائه الـ150 مع ليفربول أمام نيوكاسل

GMT 06:47 2020 السبت ,19 كانون الأول / ديسمبر

ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز بعد نهاية الجولة الـ 13

GMT 02:10 2020 الخميس ,10 كانون الأول / ديسمبر

7 أسباب تؤدي لجفاف البشرة أبرزهم الطقس والتقدم في العمر

GMT 22:29 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

أحمد موسى يعلق على خروج الزمالك من كأس مصر

GMT 11:02 2020 الجمعة ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرّف على أعراض التهاب الحلق وأسباب الخلط بينه وبين كورونا

GMT 03:10 2020 الأربعاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

زيادة في الطلب على العقارات بالمناطق الساحلية المصرية

GMT 22:14 2020 الجمعة ,18 أيلول / سبتمبر

بورصة بيروت تغلق التعاملات على انخفاض

GMT 12:08 2020 الثلاثاء ,21 إبريل / نيسان

خسائر خام برنت تتفاقم إلى 24% في هذه اللحظات

GMT 17:36 2020 الأحد ,12 إبريل / نيسان

الصين تعلن تسجيل 99 إصابة جديدة بفيروس كورونا

GMT 12:34 2020 الأربعاء ,08 إبريل / نيسان

شنط ماركات رجالية لم تعد حكرا على النساء
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon