توقيت القاهرة المحلي 03:00:58 آخر تحديث
  مصر اليوم -

لماذا النفط دائماً في واجهة المواجهة؟!

  مصر اليوم -

لماذا النفط دائماً في واجهة المواجهة

بقلم: سلمان الدوسري

منذ أمد طويل وسؤالنا الدائم: من يقود الآخر... السياسة أم الاقتصاد؟ الأغلب، ومن خلال الأحداث والمعطيات المتسارعة؛ مال كثيرون لاعتبار الاقتصاد قائداً. أنا أيضاً، عندما أتابع العديد من الملفات أميل للتصنيف نفسه أحياناً، لكن ما رأيته مؤخراً، تحديداً من تغير فيما يمكن وصفه بالقيم الدولية، جعلني أُراجع كل القناعات القديمة.
الأكيد، أن لا الاقتصاد ولا السياسة يملكان القيادة الدائمة، وإنما المصلحة الوقتية بحسب كل ملف، وكل دولة. بل إن التغيير في الملف نفسه قد يحدث بتطور الظروف المصاحبة، ووجود ما يلغي قيادة أحدهما. هذه الحقيقة التي يجب أن نتذكرها على الدوام.
السرد آنفاً، فقط لأقول بمباشرة إن تعاطي بعض دول العالم مع النفط، وأعني مواقفها تجاه منظمة «أوبك» ومجموعة «أوبك بلس»، ينطلق من مواقفها السياسية بالدرجة الأولى تجاه الدول المُنتجة فقط لا غير. لذلك تجد الإعلام يضخم من رواية ارتفاع أسعار النفط (الأسواق المنظمة)، ويتجاهل عمداً كل التضخم في أسواق الغاز وبقية أسواق الطاقة وغيرها (غير المنظمة).
ولعلي هنا أستعير من الأمير عبد العزيز بن سلمان، رجل الطاقة المخضرم ووزيرها في السعودية، بعض الحقائق التي يجب أن نتحدث عنها بصوت مسموع، حتى تقف في وجه التلاعبات الإعلامية الممنهجة، التي تحاول أن تجعل من النفط سبباً لإخفاقات الدول والأحزاب والرؤساء.
في أرقام منشورة قبل أيام، كان الارتفاع بالبترول فقط 70 في المائة، بينما أكثر من 300 في المائة لبقية الأنواع (الغاز والفحم). ما يعني بالضرورة أن تنظيم السوق عبر «أوبك بلس» مفيد حتى للمستهلكين... أيضاً، وبالعودة لهامش ربح المصافي كان في المتوسط خلال الخمس سنوات 6 في المائة، بينما حالياً 650 في المائة، وهذا يشير إلى نقص في القدرة التكريرية للمصافي، وينبئ بوجود مشكلة بالمصافي بسبب الدعوات التي تنادي بتقليص الاستثمارات فيها وتقليلها. ليس ذلك وحسب؛ فبالرجوع لسعر النفط الخام فهو لا يمثل سوى أقل من 40 في المائة، للسعر الكلي من سعر المشتقات البترولية التي يدفعها المستهلك في محطات الوقود، أما النسب الباقية من مجموع التسعير فتذهب لعناصر أخرى، كالضرائب وربح المصافي وغير ذلك.
ليس من المبالغة القول إن ملفات الطاقة هي جزء من ملفات كثيرة، تستخدم لبناء حملات تشويه ممنهجة، ضد السعودية دائماً ودول أخرى أحياناً، تهدف للضغط على القرار من أجل تحقيق أهداف ثابتة ومتغيرة؛ تتطور بحسب الظروف والمراحل، والعلاقات بين الدول.
ما يجب أن نذكره ونذكر به باستمرار، أن قيم الصحافة والحرية والحقوق هي مجرد شماعات غربية، تستخدم عند الحاجة؛ كعوامل ضغط لا كمستحقات حقيقية. وأعود لمقالي المنشور سابقاً هنا، بعنوان: «أزمة أوكرانيا: المكارثية الجديدة في إرهاب الخصوم»، لأستعير منه: «إن فكرة التجارة الحرة، وابتعادها عن السياسة أمر في غاية الدجل... لأنه لا يمكن لشركات في مجالات النفط والغاز والترفيه والتكنولوجيا وقطاع التمويل والتجزئة والسيارات والمأكولات، بالإضافة إلى الشركات الاستشارية وغيرها، أن تنسحب معاً بمحض الصدفة، أو بتطابق الموقف، وإنما بالإملاء المباشر من قبل الحكومات الغربية، فقد انسحبت سلسلة من العلامات التجارية البارزة من روسيا (نتيجة الأزمة مع أوكرانيا)، حتى ولو ادعت تلك الشركات العملاقة، أنها شركات مستقلة، ولا تتلقى أي تعليمات من قبل الحكومات الغربية، فتلك كذبة كبرى، الحذر كل الحذر من تصديقها».
لفترات طويلة ونحن نستهلك الأكاذيب الغربية، ولترويجها نافح سفراء عرب أكثر من الغربيين أنفسهم، اعتادوا أن يقللوا من أفكارنا وفهمنا، بحجة المشروع الغربي المتحضر، الذي برهنت على زيفه الأيام والأحداث. لا بد أن تكون روايتنا قوية، بحدة وشراسة أكاذيبهم، وأن نوضح مواقفنا ومنتجاتنا وثقافتنا وطريقتنا كندٍّ لا كتابعٍ يستهلك بلا تفكير.
لقد حان الوقت أن نبدأ الغزو بأفكارنا المتحضرة، ورؤانا التي سبقتهم، وهم في سبات التاريخ القديم!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لماذا النفط دائماً في واجهة المواجهة لماذا النفط دائماً في واجهة المواجهة



GMT 02:56 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

«حماس» 67

GMT 02:50 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

نهاية مقولة «امسك فلول»

GMT 02:30 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

الإعلام البديل والحرب الثقافية

GMT 02:26 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

«الدارك ويب» ودارك غيب!

GMT 02:11 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

الاستثمار البيئي في الفقراء

أيقونة الجمال كارمن بصيبص تنضم لعائلة "Bulgari" العريقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 16:30 2024 السبت ,27 إبريل / نيسان

نادين نجيم تكشف عن علامتها التجارية الخاصة
  مصر اليوم - نادين نجيم تكشف عن علامتها التجارية الخاصة

GMT 16:02 2024 السبت ,27 إبريل / نيسان

طرق سهلة لتحسين صحة الأمعاء والحفاظ عليها
  مصر اليوم - طرق سهلة لتحسين صحة الأمعاء والحفاظ عليها

GMT 18:29 2018 السبت ,01 أيلول / سبتمبر

طلعت زكريا يفاجئ جمهوره بخبر انفصاله عن زوجته

GMT 12:07 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

كيفية تحضير كب كيك جوز الهند بالكريمة

GMT 09:10 2018 الأربعاء ,15 آب / أغسطس

"الهضبة" يشارك العالمي مارشميلو في عمل مجنون

GMT 10:56 2018 الأربعاء ,01 آب / أغسطس

النسخة العربية للعبة كابتن تسوباسا

GMT 14:08 2018 الأربعاء ,27 حزيران / يونيو

أوستراليا تسجل أدنى درجة حرارة خلال 10 سنوات

GMT 01:41 2018 الإثنين ,28 أيار / مايو

تريزيجيه يدعم محمد صلاح بعد الإصابة

GMT 22:03 2018 السبت ,31 آذار/ مارس

السبب العلمي وراء صوت "قرقعة الأصابع"

GMT 08:14 2018 الأحد ,21 كانون الثاني / يناير

محلات flamme تعرض مجموعتها الجديدة لشتاء 2018

GMT 18:05 2017 السبت ,16 كانون الأول / ديسمبر

"مازدا" تطرح الطراز الجديد من " CX-3 -2017"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon