توقيت القاهرة المحلي 08:41:59 آخر تحديث
  مصر اليوم -

لماذا عادت الواردات للتزايد؟!

  مصر اليوم -

لماذا عادت الواردات للتزايد

بقلم - دينا عبد الفتاح

مع انطلاق برنامج الإصلاح الاقتصادى فى مصر عام 2016، واتخاذ القرار الجرىء بتحرير أسعار الصرف، الذى ترتب عليه تراجع قيمة الجنيه بأكثر من 100%، بدأت الواردات فى التراجع، وسجلت نسبة تراجعها 24% فى أول 6 أشهر عقب القرار، وذلك فى انعكاس مباشر لارتفاع أسعار الواردات فى السوق المحلية، وتفضيل المستهلكين للمنتجات الوطنية.

وهنا اتّسعت فرص بيع المصانع المحلية، وتوقعنا طفرة صناعية مرتقبة مدعومة بتمكين المنتجات الوطنية فى السوق المحلية بعد ارتفاع أسعار الواردات، وتمكينها فى السوق العالمية بعد ارتفاع سعر الدولار.

وبالفعل تحسّنت الصادرات المصرية وارتفعت بنحو 14% فى أعقاب تحرير سعر الصرف، وزادت مبيعات الشركات الصناعية فى السوق المحلية بنحو 20%، وانخفض العجز فى الميزان التجارى بنحو 25%.

وبعد مرور عامين على قرار تحرير أسعار الصرف، وبدء خطة الإصلاح، عادت الواردات للارتفاع مرة أخرى، حيث سجلت زيادة بنحو 13% خلال الشهور الستة الماضية، وسجلت نسبة الزيادة ذروتها فى أكتوبر 2018 بنحو 21% وبفاتورة استيراد بلغت 7 مليارات دولار فى شهر واحد فقط!

ظاهرة «زيادة الواردات» من الممكن أن تكون «ظاهرة صحّية» وتفيد الاقتصاد، لكن بشرط أن تكون البنود السلعية التى ارتفعت عبارة عن «سلع استثمارية أو إنتاجية»، أى آلات ومعدات، ومواد خام ووسيطة، تستخدم فى الإنتاج، ففى هذه الحالة تكون الزيادة انعكاساً طبيعياً لتطور الصناعة المحلية.

لكن الواقع يشير إلى أمر مخالف تماماً، حيث اقتصرت الزيادة فى فاتورة الواردات على السلع الاستهلاكية، التى لا تتعلق بالعملية الإنتاجية، ويعنى هذا أننا نستورد، ونستنزف العملة الأجنبية، بغرض الاستهلاك.

حيث ارتفعت واردات السلع المعمّرة، مثل الأجهزة الكهربائية بنحو 63% فى أول 10 شهور من 2018، وزادت واردات المحمول 80%، وزادت واردات سيارات الركوب بـ69%، وزادت واردات التليفزيونات والشاشات بنحو 112%.

ويُعد هذا التطور بمثابة أمر خطير للغاية، له أكثر من مدلول، علينا الانتباه إليها.

الأول يتعلق بتراجع الصناعة المحلية، وعدم قدرتها على توفير الاحتياجات الاستهلاكية للمواطنين، خاصة من السلع التى يتم إنتاجها أو تجميعها فى الداخل، وفشلها مرة أخرى أمام المنتجات المستورَدة، وهذا الأمر يتطلب من الدولة إعادة النظر فى أوضاع المصنّعين المحليين، وتكلفة الإنتاج الصناعى وجميع الأسباب التى من الممكن أن تلعب دوراً فى هذا التراجع.

الثانى يتعلق بالاختلاف عن العالم كله فى إدارة تجارتنا الخارجية، ففى الوقت الذى تمرّدت فيه كل الدول الكبرى على النظم واللوائح الخاصة بمنظمة التجارة العالمية، وقواعد إدارة التجارة بين الدول واتّخذت سياسات مباشرة لحماية صناعتها المحلية من خلال فرض قيود جمركية وغير جمركية لتقييد الزيادة فى الواردات، ما زالت مصر سوقاً مفتوحة ترحب بكل «سلع العالم»، الرديئة قبل الجيّدة، والاستهلاكية قبل الاستثمارية!

وبالتالى، نحن مطالبون بإعادة النظر فى سياساتنا التجارية، وفرض قواعد جديدة لتقييد دخول المنتجات الأجنبية إلى أراضينا، على غرار ما تفعله الصين والولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبى حالياً، وفى الوقت ذاته نحن مطالبون بوضع قواعد جديدة لحماية المستهلك من استئثار الشركات المحلية بالسوق، وإمكانية استغلال ذلك فى تحريك الأسعار دون داعٍ.

الثالث يتعلق باستمرار تطور الغريزة الاستهلاكية لدى المصريين، وعدم التفهّم بشكل كامل لمتطلبات المرحلة الحالية، التى تفرض علينا جميعاً ترشيد الاستهلاك، وزيادة الإنتاج، من أجل دعم الاقتصاد وتحقيق الحلم المصرى فى التقدم والازدهار، خاصة بعد أن توافرت جميع مقومات هذا التقدم على أرض الواقع.

ويتطلب هذا الأمر أن يعيد كل منا النظر فى سلوكياته خاصة على صعيد ثقافة الاستهلاك، وأن نعتبر «التسوق» بمثابة أداة فعّالة لدعم الاقتصاد والصناعة الوطنية من خلال تفضيل المنتج المصرى، والتنازل، ولو مؤقتاً عن اقتناء جميع الكماليات التى لا نحتاج إليها.

نقلا عن الوطن 

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لماذا عادت الواردات للتزايد لماذا عادت الواردات للتزايد



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

أجمل إطلالات نانسي عجرم المعدنية اللامعة في 2025

بيروت ـ مصر اليوم
  مصر اليوم - مكالمة سرية تكشف تحذيرات ماكرون من خيانة أمريكا لأوكرانيا

GMT 20:14 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر
  مصر اليوم - ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر

GMT 13:35 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

استمرار استبعاد صلاح من التشكيل يفتح باب الرحيل في الشتاء
  مصر اليوم - استمرار استبعاد صلاح من التشكيل يفتح باب الرحيل في الشتاء

GMT 05:43 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 01 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 01:38 2025 السبت ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

رونالدو يتسلم المفتاح الذهبي للبيت الأبيض من ترامب

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 07:30 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية مدهشة لعام 2026 ستعيد تعريف متعتك بالسفر

GMT 10:52 2020 الإثنين ,14 كانون الأول / ديسمبر

كل ما تريد معرفته عن قرعة دور الـ 16 من دوري أبطال أوروبا

GMT 11:36 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

عبد الحفيظ يكشف انتهاء العلاقة بين متعب والأهلي

GMT 22:15 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

وزير الرياضة يكرم بطل كمال الأجسام بيج رامي الإثنين
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt