توقيت القاهرة المحلي 16:07:05 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مصير واحد.. هدف واحد!

  مصر اليوم -

مصير واحد هدف واحد

بقلم - دينا عبد الفتاح

لفتت نظرى بشدة الفلسفة الجديدة التى تُدار بها سياسة مصر الخارجية خلال الفترة الحالية، والأفكار الجديدة التى يتم ضخّها فى هذا الملف، واللغة المتطورة التى تتحدث بها القيادة السياسية مع العالم، والأهداف التى ترجو تحقيقها من التعامل مع كل الأطراف.

وأرى أن إنجازات هذا الملف تُحسب للقيادة السياسية، والقائمين على إدارته، فقد شكلوا قصة نجاح حقيقية، علينا أن نرويها مرات ومرات، حتى يحصل كل ذى حق على حقه.

فقد استعادت مصر حيويتها فى الوجود على الساحة العالمية، بفضل الزيارات المتعدّدة للرئيس وتحركه بخطة منضبطة تحدد بشكل واضح، ماذا تريد مصر من العالم الخارجى، وماذا يمكنها أن تُقدم له.

ويعتبر تطوير العلاقات المصرية - الأفريقية من أهم مكاسب هذا الملف، بعد فترات طويلة من الخمول، ابتعدنا فيها عشرات الأميال عن القارة السمراء، حتى ظن شعوبها أننا لا نعترف بجغرافيتنا الواحدة، ومصيرنا الواحد، وبدأت الحكومات الأفريقية تتحرك فى إدارة أهدافها الخارجية، دون أدنى درجات التنسيق مع مصر، الأمر الذى أفقدنا الكثير من التأثير فى إدارة شئون الشرق الأوسط، وأفريقيا.

أما اليوم، فقد شكلت زيارات الرئيس السيسى لقارة أفريقيا، التى بلغ عددها 25 زيارة تقريباً لدول أفريقية، تمثل أكثر من 30% من إجمالى الزيارات الرئاسية الخارجية، تطوراً كبيراً فى علاقة مصر بالقارة، يمكن أن نلمسه فى الروح الجديدة التى يتعامل بها القادة الأفارقة مع مصر وقيادتها خلال الفترة الحالية، بعد إزالة أى أفكار مغلوطة عن التوتر أو التهميش فى العلاقات المصرية مع دول القارة.

الجميع أصبح مدركاً بشكل تام أن سياسة «المصالح المشتركة» هى التى تسيطر على توجهات مصر فى القارة، وحماية حقوق الشعوب الأفريقية الفقيرة هى محور تحدث القيادة السياسية المصرية مع العالم الخارجى، وبرز ذلك بشكل كبير فى الكلمة التاريخية التى ألقاها الرئيس السيسى أمام قمة المناخ التى انعقدت قبل أسابيع فى نيويورك، حيث تحدث للعالم قائلاً إن أفريقيا قد تكون القارة الأشد تضرّراً من تغيرات المناخ، رغم كونها الأقل إسهاماً فى مسبّبات هذه الظاهرة، مشدّداً على تمسّك القارة الأفريقية بمفاوضات تفعيل اتفاقية باريس التى تنص على أن تنشئ الدول الغنية صندوقاً سنوياً بقيمة 100 مليار دولار لمساعدة الدول الفقيرة، نظراً لعدم قدرة الدول الأفريقية النامية على تحمّل أعباء إضافية جراء التلوث البيئى.

هذه المفردات التى قالها الرئيس السيسى أمام العالم تُثبت بما لا يدع مجالاً للشك، نوايا مصر تجاه شعوب أفريقيا، وحرصها التام على مصالحهم، وقدرتها على عرض قضاياهم فى جميع القمم والمحافل الدولية.

وأعتقد أن ثمار التعاون المصرى - الأفريقى لن تقتصر على الشق السياسى فقط، وإنما ستمتد إلى الجانب الاقتصادى فى ضوء الفرص الكبيرة التى تزخر بها القارة والإمكانيات الضخمة، التى يمكن تسخيرها لتحقيق التكامل الاقتصادى، فى التجارة والاستثمار والتشغيل، حيث يمكن لمصر أن تكون بوابة أفريقيا للعالم، وبوابة العالم لأفريقيا، فى ضوء الموقع الجغرافى المميز الذى يربط بين أكبر 3 قارات فى العالم، والممرات الملاحية المميزة التى تمتلكها، ومشروعات الربط البحرى والنهرى التى يتم تنفيذها على أراضيها.

من الممكن أن تأتى لمصر أى دولة ترغب فى الاستثمار والتصدير السهل إلى السوق الأفريقية، ويمكن أن تكون مصر ممراً ملاحياً دائماً لمنتجات أفريقيا إلى العالم الخارجى.

يمكننا أن نتكامل فى تجارتنا، فنستورد من الشعوب السمراء ما تحتاجه السوق المحلية، ونصدّر إليهم ما تحتاجه أسواقهم، يمكننا استغلال الثروات التعدينية الضخمة فى إنشاء مشروعات مشتركة، يمكن أن نستغل المراعى الواسعة فى السودان والجزائر وإثيوبيا فى تصدير اللحوم إلى العالم، على غرار تجربة البرازيل التى قادت تقدّم السامبا فى الملف الاقتصادى.

وأدعو القطاع الخاص المصرى إلى أن يستثمر قنوات الاتصال رفيعة المستوى التى يفتحها الرئيس السيسى ليس مع قادة الدول فحسب، وإنما مع الشعوب نفسها، وقدرته الفائقة على رسم صورة جديدة لمصر أمام العالم، تُظهر حالة التغيير الحقيقية التى تشهدها، والمستقبل المزدهر الذى تُقبل عليه.

فعلى سبيل المثال، تمكن الرئيس أثناء وجوده مؤخراً فى الخرطوم من إلغاء حظر دخول المنتجات المصرية إلى السودان، وبالتبعية ينبغى على كل الشركات التحرّك السريع لاستثمار هذا القرار والحصول على نصيب جيّد من السوق السودانية التى تتسم بمستويات استهلاك مرتفعة، خاصة فى الصناعات الغذائية والملابس، والأدوية، والمنتجات الكيماوية.

ينبغى أن نتحرّك معاً من أجل استثمار هذه العلاقات، حتى لا يكون المردود منها اتفاقيات دون تفعيل، ونخسر جهوداً كبيرة بذلتها القيادة السياسية والقائمون على الملف الخارجى، من أجل إعادة هيكلة علاقة مصر بالعالم.

نقلا عن الوطن القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مصير واحد هدف واحد مصير واحد هدف واحد



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

أجمل إطلالات الإعلامية الأنيقة ريا أبي راشد سفيرة دار "Bulgari" العريقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 15:09 2024 الخميس ,16 أيار / مايو

«عادل إمام» الحاضر الأقوى في سينما 2024
  مصر اليوم - «عادل إمام» الحاضر الأقوى في سينما 2024

GMT 19:30 2018 الأربعاء ,24 كانون الثاني / يناير

طريقة إعداد ورق عنب مع كوسا وريش

GMT 08:40 2014 الأربعاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

التونة والدجاج تساعدان في زيادة خصوبة الزوجين

GMT 08:42 2017 الإثنين ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

ريم البارودي تبدو أنيقة في بدلة وردية اللون

GMT 05:38 2017 السبت ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

الدكتور محمود الموجي يُبيّن أسباب رائحة الفم الكريهة

GMT 20:55 2014 الخميس ,14 آب / أغسطس

استقرار اﻷوضاع اﻷمنية في شوارع الأقصر

GMT 05:44 2015 السبت ,03 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة عمل مربى التفاح بالقرفة

GMT 16:29 2021 الإثنين ,11 تشرين الأول / أكتوبر

شركة سكودا تطلق الجيل الجديد من موديل سوبيرب

GMT 11:12 2021 الجمعة ,03 أيلول / سبتمبر

حمو بيكا يدعم طفلة مريضة سرطان ويقدم لها هدية

GMT 16:42 2021 السبت ,12 حزيران / يونيو

فساتين صيفية بتصميمات مُريحة من وحي النجمات

GMT 17:36 2021 الإثنين ,24 أيار / مايو

تراتيل
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon