توقيت القاهرة المحلي 08:38:15 آخر تحديث
  مصر اليوم -

عكس التيار!

  مصر اليوم -

عكس التيار

بقلم - دينا عبد الفتاح

«الأزمات فرص المبدعين للنجاح».. ونحن الآن محاصرون بالعديد من الأزمات الاقتصادية، أزمات فى الأسواق الناشئة، وأزمات فى الدول المتقدمة، فضلاً عن الحروب والصراعات المسلحة الدائرة بمنطقة الشرق الأوسط، وهنا السؤال الذى يطرح نفسه هو: هل نحن بحاجة لاتخاذ إجراءات اقتصادية جديدة أو تعديل سياساتنا الحالية؟!

فى البداية أعتقد أن هذه الأزمات كما تحمل العديد من التحديات والتحذيرات، تحمل أيضاً العديد من الفرص التى يمكن استغلالها.

حيث إن انهيار السوق التركية، والمشاكل التى تواجهها دول الخليج العربى، وعدم الاستقرار السياسى والأمنى فى ليبيا والعراق واليمن، يرفع بشكل كبير أسهم مصر كسوق استثمارية واستهلاكية واعدة، نتيجة استقرارها من جميع النواحى السياسية والمالية، وتحقيقها مؤشرات إيجابية على مدار الفترة الماضية فى أعقاب تطبيق برنامج الإصلاح الوطنى فى عام 2016.

ولابد أن نستغل هذا المؤشر الصاعد، ونكثف من جهودنا الترويجية للفرص الاستثمارية المتاحة، ونتواصل مع الكثير من الشركات العالمية لجذبها للسوق المصرية، بحيث تتخذ هذه الشركات مصر كمركز لإنتاجها ومبيعاتها فى السوق الأفريقية ومنطقة الشرق الأوسط، خاصة فى ظل تمتع مصر بموقع جغرافى متميز يتوسط 3 قارات.

كما تكمن فى الحرب التجارية الدائرة بين الصين والولايات المتحدة العديد من الفرص التصديرية للشركات المصرية، وينبغى التحرك بشكل سريع لاستغلال هذه الفرص، حتى تضمن الشركات المصرية أن تصبح البديل المناسب أمام المستوردين فى كل من الصين والولايات المتحدة للسلع التى ارتفعت أسعارها نتيجة تطبيق الرسوم الجمركية من كلا الجانبين.

وهنا استغلال هذه الفرص وتعظيم العائد منها يتطلب تكثيف الضغط على الولايات المتحدة لتوقيع اتفاقية تجارة حرة مع مصر خلال الفترة الحالية بهدف تعظيم صادراتنا، حيث تعد الصادرات هى المصدر الرئيسى الذى ينبغى على الحكومة أن تركز عليه فى زيادة الإيرادات الدولارية، مع ضرورة تقييد القروض الخارجية، والسماح بالحصول عليها فى حالة التأكد من توجيهها لمشروعات مرتفعة العائد، وبشروط مالية ميسرة للغاية.

أما فيما يتعلق بالتحديات التى تحملها الأزمات الاقتصادية الراهنة، فى تقديرى أنها ليست بالتحديات شديدة الخطورة، ولكن بشرط أن نُحسن التعامل معها، ونتحوط ضد مخاطرها بشكل علمى وصحيح.

وينبغى على صانعى السياسات إدراك مجموعة من الأمور التى تتعلق بالهبوط المستمر فى أسعار العملات الأجنبية للكثير من الدول، وهذا الأمر يمنح صادراتهم فرصاً مضاعفة، الأمر الذى قد يقلص من فرص منافسة المنتج المصرى فى بعض الأسواق خلال الفترة المقبلة.

وهذا الأمر يتطلب ضمان مرونة سعر الصرف للتغيرات فى مؤشرات الطلب والعرض على العملات الأجنبية، بحيث تعبر العملة المصرية عن قيمتها الحقيقية، وتتحرك مع دفة السوق.

كذلك الأمر بالنسبة لسعر الفائدة، الذى ينبغى المحافظة عليه عند مستويات مرتفعة نسبياً فيما يتعلق بأدوات الدين الحكومى، لضمان عدم تخارج الأجانب منها، وبقائها جاذبة للمستثمرين.

يأتى ذلك بالإضافة إلى ضرورة تحوط قطاع السياحة المصرى ضد مخاطر انخفاض قيمة العملات فى عدد من الأسواق، وبالتالى تصبح هذه الأسواق أكثر جذباً للسياحة العالمية، الأمر الذى قد يهدد مستقبل إيرادات مصر من هذا القطاع المهم الذى يسهم بنسبة كبيرة فى إجمالى الإيرادات الدولارية للاقتصاد.

وبالتالى فشركات السياحة مطالبة بتقديم عروض مناسبة لمنافسة الأسواق المحيطة خاصة السوق التركية، بعد أن فقدت الليرة التركية نحو 25% من قيمتها فى فترة وجيزة، وتوجه الحكومة التركية حالياً لدعم النشاط السياحى باعتباره مصدراً مهماً للنقد الأجنبى هناك.

أضف إلى ذلك خريطة التحالفات الجديدة على الساحة الدولية، واتخاذ العلاقة بين واشنطن وبكين -الاقتصادين الأكبر عالمياً- مساراً مقلقاً للغاية، ينذر بظهور حروب مالية كبيرة قد تعصف ببعض حلفاء هذا الطرف أو ذاك.

لذا ينبغى أن نحافظ على علاقات متوازنة بالجميع، انتظاراً لما ستسفر عنه الأيام المقبلة، مع ضرورة الاهتمام بشكل العلاقة مع اللاعبين الجدد على الساحة الدولية، خاصة الهند والبرازيل والكوريتين، والمملكة العربية السعودية والإمارات المتحدة.

كما يتطلب الأمر ضرورة اهتمامنا بتحركات الولايات المتحدة خلال الفترة المقبلة، فقد تستعين ببعض الدول الحليفة وتمنحها قوة إضافية، تمكنها من لعب دور أكبر على الساحة العالمية، وتمنحها حجماً أكبر من حجمها، من أجل مساندتها سياسياً واقتصادياً فى حربها التجارية والمالية ضد بكين.

الخلاصة؛ أن فشل من حولك ليس دافعاً لفشلك، ولكنه مؤشر على عدم تقديم المساندة فى المستقبل، لذا علينا أن نساعد أنفسنا!

نقلا عن الوطن

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عكس التيار عكس التيار



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

أجمل إطلالات نانسي عجرم المعدنية اللامعة في 2025

بيروت ـ مصر اليوم
  مصر اليوم - مكالمة سرية تكشف تحذيرات ماكرون من خيانة أمريكا لأوكرانيا

GMT 20:14 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر
  مصر اليوم - ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر

GMT 05:43 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 01 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 01:38 2025 السبت ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

رونالدو يتسلم المفتاح الذهبي للبيت الأبيض من ترامب

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 07:30 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية مدهشة لعام 2026 ستعيد تعريف متعتك بالسفر

GMT 10:52 2020 الإثنين ,14 كانون الأول / ديسمبر

كل ما تريد معرفته عن قرعة دور الـ 16 من دوري أبطال أوروبا

GMT 11:36 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

عبد الحفيظ يكشف انتهاء العلاقة بين متعب والأهلي

GMT 22:15 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

وزير الرياضة يكرم بطل كمال الأجسام بيج رامي الإثنين

GMT 18:12 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

الشرطة المصرية تستعرض قوتها أمام الرئيس السيسي

GMT 22:53 2020 السبت ,25 إبريل / نيسان

إطلالات جيجي حديد في التنورة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt