توقيت القاهرة المحلي 22:38:43 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الغاز يشكل ربع الطلب العالمي على الطاقة

  مصر اليوم -

الغاز يشكل ربع الطلب العالمي على الطاقة

بقلم: وليد خدوري

يزداد الطلب على الغاز الطبيعي سنوياً، حيث أخذ يشكل 24.7 في المائة من مجمل الطلب على أساسيات الطاقة في عام 2021، بحسب «تقرير بريتش بتروليوم السنوي للطاقة 2021». يعود السبب الرئيس لهذه الزيادة إلى ارتفاع استهلاك الكهرباء من جهة، والاعتماد المتزايد على الغاز لتوليد محطات الكهرباء، بدلاً من الفحم و«الفيول أويل» (زيت الوقود). وتشير التقديرات إلى أن نحو 733 مليون شخص في العالم لا تصل إليهم الطاقة الكهربائية، نحو 77 في المائة منهم من سكان أفريقيا جنوب الصحراء. ما يعني أن هناك مجالاً واسعاً من «فقر الطاقة» لا يزال بالإمكان ملؤه مستقبلاً.
أدت حرب أوكرانيا إلى بروز تطورات جديدة في جيو-استراتيجية اقتصادات الغاز. فمتطلبات أوروبا الغازية أصبحت على المحك، والصراع الغربي – الروسي، أخذ أبعاداً طويلة المدى من الممكن أن تعيدنا إلى مرحلة الحرب الباردة مرة أخرى، ما يعني احتمال إطالة مدة انقطاع الإمدادات البترولية الروسية إلى أوروبا والاستمرار في المقاطعة لفترة ما بعد الحرب. ما سيعني بدوره بروز متغيرات مهمة في صناعة وتجارة الغاز العالمية، من احتمال استمرار ارتفاع الأسعار طوال هذا الصراع الغربي -الشرقي، بل وحتى تحوله إلى جبهات أخرى مثل الصين، وإمكانية تراوح الأسعار العالية لفترة النزاع الجيواستراتيجي. وتبلغ أسعار الغاز في الفترة الراهنة نحو 36.50 دولار للمليون وحدة حرارية بريطانية للغاز المسال في شمال شرقي آسيا و38.24 دولار للمليون وحدة حرارية بريطانية في أوروبا و6.94 دولار للمليون وحدة بريطانية في الولايات المتحدة.
ويتوقع أيضاً تغير الأسواق ومدى الاعتماد على الغاز في بعض الدول أكثر من غيرها. وكذلك كيفية تصدير الغاز، بالأنابيب للغاز الحر أو بالناقلات المتخصصة للغاز المسال.
تتزامن هذه التغيرات في سوق الغاز في نفس وقت الانتقال من مرحلة طاقة إلى أخرى، والإجراءات القانونية لتقليص انبعاثات الكربون في المشروعات الجديدة، ما يزيد من كلف إنشاء هذه المشروعات.
وهناك تحدٍّ خاص تواجهه أوروبا، هو خططها لتصفير الانبعاثات التي كانت تقتضي بدء تقليص الاعتماد على الغاز بحلول 2030-2035. لذا، فيما تضطر أوروبا إلى استيراد معظم إمداداتها الغازية الجديدة من الغاز المسال، ستضطر أيضا إلى دفع أثمان أعلى من ناحية، وإعادة النظر بخططها لتقليص استهلاك الوقود الأحفوري خلال العقد المقبل من ناحية أخرى.
لكن، من الواضح، أن الخيارات محدودة لأوروبا. فمن ناحية، بدأت دول صناعية كبرى مثل ألمانيا والنمسا، إعادة الإنتاج من مناجم الفحم الحجري، الوقود الأكثر تلوثاً، خشية عدم توفر إمدادات وافية من الغاز في القريب العاجل، أو لعدم توفر إمدادات طاقة مستدامة كافية لتعويض الغاز الروسي.
الملاحظ أن النفط والغاز الروسيين بدآ يتجهان بسرعة إلى الأسواق الآسيوية الكبرى (الصين والهند)، حيث بادرت الشركات الروسية بعرض الحسومات. وتشير المعلومات إلى أن الصين قلصت استيرادها السنوي من الغاز المسال بنحو 28 في المائة أو انخفاض نحو 4.93 مليون طن من الغاز المستورد، وتستبدل بها الصادرات الغازية من روسيا وتركمنستان عبر الأنابيب الطويلة المدى التي ازداد حجم إمداداتها 26 في المائة أو نحو 4.15 مليون طن هذا العام.
من الواضح، أن التوسع الأهم في صناعة الغاز المسال هو في قطر. إذ وقعت «قطر إنرجي» في 12 يونيو (حزيران) مع «توتال إنرجيز» لتوسيع الطاقة الإنتاجية لصناعة الغاز المسال من حقل الشمال الشرقي. كما وقعت لاحقاً عقداً آخر مع «كونوكو فيليبس». ومن المتوقع أن توقع قريباً عقداً أيضاً مع «إكسون موبيل» في نفس المشروع.
يشكل توسيع مشروع حقل الشمال الشرقي-2 تشييد أضخم مصنع في العالم لتصنيع الغاز المسال. كما يمثل المشروع بادرة جديدة في علاقة شركة «قطر إنرجي» مع الشركات الدولية العاملة في المشروع، إذ إن هذه الشركات ستكون شريكة بنسب مختلفة. ويتوقع أن يبدأ الإنتاج من مشروع التوسع هذا في أوائل عام 2026. وتبلغ التكاليف نحو 30 مليار دولار. وستصبح قطر عند الانتهاء منه أكبر دولة في العالم لإنتاج الغاز المسال. إذ ستتم إضافة 32.6 مليون طن متري سنوياً، ليزداد إنتاج الغاز المسال في قطر عند الانتهاء من المرحلة الثانية من المشروع 128 مليون طن متري بحلول عام 2027، مقارنة بالطاقة الحالية البالغة 77 مليون طن متري.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الغاز يشكل ربع الطلب العالمي على الطاقة الغاز يشكل ربع الطلب العالمي على الطاقة



GMT 22:38 2024 السبت ,15 حزيران / يونيو

هل سينتهي السرطان؟

GMT 22:35 2024 السبت ,15 حزيران / يونيو

المذبح والمجمع والعيد

GMT 22:32 2024 السبت ,15 حزيران / يونيو

فوق جبل عرفات

GMT 22:30 2024 السبت ,15 حزيران / يونيو

درجات ألمانيا.. وهيبتها!

GMT 13:28 2024 السبت ,15 حزيران / يونيو

خروف مسكوفي!

الأميرة رجوة بإطلالة ساحرة في احتفالات اليوبيل الفضي لتولي الملك عبدالله الحكم

عمان ـ مصر اليوم

GMT 03:52 2024 الخميس ,13 حزيران / يونيو

هل تدريس الرياضيات يحسّن من مستوى الطلبة؟

GMT 00:10 2020 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

ظهور نادر لبنات تامر حسني مع والدتهما بسمة بوسيل

GMT 01:07 2019 الجمعة ,18 تشرين الأول / أكتوبر

مرسيدس تطلق نسخة مايباخ من طراز GLS

GMT 19:11 2018 الإثنين ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن قوائم المُرشَّحين للتتويج بجوائز "جلوب سوكر"

GMT 07:45 2018 الجمعة ,07 أيلول / سبتمبر

ألوان ظلال العيون الأكثر رواجًا في خريف 2018

GMT 17:59 2018 الإثنين ,26 آذار/ مارس

لعشاق العاب القتال جرب DC Legends: Battle For Justice

GMT 05:57 2017 الجمعة ,22 كانون الأول / ديسمبر

نبيلة عبيد تكشف استحقاق ياسر جلال للكثير من الجوائز

GMT 19:48 2017 الأحد ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

طريقة إعداد المسخن بأسلوب بسيط وسهل

GMT 08:12 2022 السبت ,16 تموز / يوليو

مومياء مصرية تحمل دليلاً لمرض روماتيزمي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon