توقيت القاهرة المحلي 21:56:56 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«أوبك» تواجه منافساً يزداد قوة مع ارتفاع أسعار النفط

  مصر اليوم -

«أوبك» تواجه منافساً يزداد قوة مع ارتفاع أسعار النفط

بقلم-وليد خدوري

بعد نحو عامين من تعاون «أوبك» مع حلفائها من الدول المصدرة غير الأعضاء في المنظمة، نفذت هاتان المجموعتان تعاوناً غير مسبوق في تاريخ الصناعة النفطية، من خلال الالتزام بتعهدات ذات صدقية بتنفيذ اتفاقات زيادة الإنتاج أو خفضه، وما رافق هذه الاتفاقات من تأثير في الأسعار.

ويوجد لاعب جديد على الساحة النفطية الدولية ذات طاقة إنتاجية ضخمة، أي الولايات المتحدة، التي استطاعت أن تضيف خلال فترة قصيرة جداً طاقة جديدة لم تكن متوفرة لها سابقاً من خلال إنتاج النفط الصخري. وعملت السعودية وروسيا لعقود لإيصال الطاقة الإنتاجية لكل منهما إلى أكثر من 10 ملايين برميل يومياً، في وقت راوحت الطاقة الإنتاجية الأميركية طوال العقود الماضية عند 7 ملايين برميل يومياً، ولكنها استطاعت خلال العقد الحالي زيادة طاقتها التقليدية والجديدة إلى أكثر من 12 مليون برميل يومياً، وهي الأعلى عالمياً.

ويُتوقع أن يرتفع إنتاج النفط الصخري بشكل ملحوظ أوائل العقد المقبل، إذ تم حفر آلاف الآبار في حوض «بيرمين» العملاق في ولايتي تكساس ونيومكسيكو، لكن لم يبدأ الإنتاج منها بعد، إذ يجب تصنيع الأنابيب اللازمة وتشييد الخزانات والموانئ. وبدأ بالفعل تشييد هذه البنية التحتية لتكون جاهزة للإنتاج الإضافي المتوقع عند تنفيذ المشاريع المخطط لها.

ومن الملاحظ في صناعة النفط الصخري زيادة الإنتاج مع محاولة تحالف الدول المصدرة و«أوبك» زيادة الأسعار، إذ إن زيادة الأسعار تساعد الشركات الاستثمارية الصغيرة التي طورت الصناعة، على تسديد ديونها الضخمة بسرعة للمصارف والمؤسسات المالية، ومما يساعد الصناعة أيضاً أن الولايات المتحدة لا تستطيع التعاون مع «أوبك» قانونياً، لاتهامها بأنها منظمة احتكارية، كما أن شركات الإنتاج الصخري تنتج وتصدر بأوسع طاقاتها كلما سنحت الفرص لذلك.

واعتمدت صناعة النفط الصخري على استعمال التقنيات الحديثة في تأسيسها وانطلاقها بهذه السرعة وتحقيق طاقة إنتاجية ضخمة وضع الولايات المتحدة ضمن أكبر ثلاث دول نفطية عالمياً. والعامل الأول هو الاعتماد على التقنيات الحديثة من دمج الحفر المائل، الذي يشمل مساحات واسعة وطبقات متعددة مع الحفر الهيدروليكي، الذي يستعمل المياه المضغوطة والممزوجة بالكيماويات لتوسيع الثقوب في الصخور لاستخراج النفط المحصور فيها.

وساعد على انطلاق الصناعة الحديثة نظام ملكية الأراضي في الولايات المتحدة، الذي يعطي حق الملكية لصاحب الأرض لما هو على سطح الأرض وما في باطنها. وساعد هذا النظام في سرعة التوصل الى اتفاقات لبيع الأراضي وما في باطنها إلى الشركات الاستثمارية الصغيرة. ويُلاحظ أن الشركات النفطية الكبيرة والمعروفة لم تبادر في البداية إلى تطوير الصناعة، بل تولت الأمر شركات مساهمة صغيرة جداً مؤلفة من أفراد، بينهم عادة جيولوجيون ومستثمرون وأصحاب الأراضي.

ولم يبدأ اهتمام شركات النفط الأميركية أو العالمية بهذه الصناعة إلا بعدما تحقق نجاحها، كما ساعد نجاح الصناعة في الولايات المتحدة الإمكانات والمرونة المتوفرة للحصول على القروض، إلى جانب توافر البنية التحتية اللازمة للإنتاج والتصدير. ولكن، وكما تظهر الآن الحاجة إلى بنية تحتية إضافية، على رغم المنشآت المتوافرة.

وبرزت خلال الأشهر الأخيرة ظاهرة جديدة في صناعة النفط الصخري، وهي ازدياد حفر الآبار من دون إمكان الإنتاج في الأسواق الأميركية أو الدولية، بسبب غياب البنية التحتية اللازمة لإيصال النفط إلى الأسواق. وتشير المعلومات إلى أن عدد الآبار التي تم حفرها في حقول النفط الصخري لكن لم تكتمل البنية التحتية لها ازداد 60 في المئة خلال العامين الماضيين، ما يعني توفّر الكثير من الإمدادات المستقبلية المؤكدة والجاهزة للأسواق، وذلك يعني إمكان الضغط على الأسعار بعد استكمال تشييد بنية تحتية بعد سنتين أو ثلاث سنوات.

وتشير المعلومات إلى أن عدد الآبار التي تم حفرها بلغ 8723 بئراً في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، بزيادة 287 بئراً مقارنة بالشهر السابق. وما يشير إلى ازدياد أهمية تأثير هذه الآبار في الأسعار مستقبلاً، اهتمام إدارة معلومات الطاقة الأميركية بالأمر، إذ ستبدأ خلال الأسبوع الجاري نشر أرقام شهرية عن عدد هذه الآبار. وتدفع التكهنات الشركات إلى الانتهاء من التطوير الكامل لحقولهم قبل الزيادة الكبرى في الإنتاج عند استكمال عدد واسع من البنية التحتية في أوائل العقد المقبل.

وفي الوقت ذاته، تواجه صناعة النفط الصخري الأميركية، حالها حال العديد من الصناعات، تحديات تؤثر سلباً في نموها وتطورها. فمن الملاحظ في إنتاج النفط الصخري، استخدام كميات كبيرة من المياه الممزوجة بالكيماويات، وامتزاجها مع أحواض مياه الشرب للقرى والمدن المجاورة. وأدى هذا التخوف من الاستعمال الواسع للمياه إلى اعتراض عدد من الدول على السماح بتأسيس الصناعة. ويُلاحظ أن طاقة إنتاج آبار النفط الصخري تبدأ بالاضحلال بسرعة أكبر من آبار النفط التقليدية.

نقلا عن الحياه اللندنيه 

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«أوبك» تواجه منافساً يزداد قوة مع ارتفاع أسعار النفط «أوبك» تواجه منافساً يزداد قوة مع ارتفاع أسعار النفط



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

نجوى كرم تتألق في إطلالات باللون الأحمر القوي

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 03:33 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

عمرو يوسف يتحدث عن "شِقو" يكشف سراً عن كندة علوش
  مصر اليوم - عمرو يوسف يتحدث عن شِقو يكشف سراً عن كندة علوش

GMT 13:37 2023 الجمعة ,03 آذار/ مارس

افتتاح مطعم وجبات خفيفة أثري في إيطاليا

GMT 08:36 2021 الخميس ,14 تشرين الأول / أكتوبر

خبير ديكور يوضح الفرق بين الحجر الطبيعي والحجر الصناعي

GMT 16:31 2021 الأربعاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

"AZZI & OSTA" تطلق تشكيلتها الجديدة

GMT 23:47 2021 الأربعاء ,18 آب / أغسطس

"Dior Baby" تكشف عن مجموعتها لموسم خريف شتاء 2021-2022

GMT 23:17 2017 الأحد ,10 كانون الأول / ديسمبر

​المصري يبحث التعاقد مع حارس مرمى في كانون الثاني

GMT 03:00 2020 الثلاثاء ,15 كانون الأول / ديسمبر

فتاة توجه نصيحة للمصريين بعد إصابة 12 فردًا من أسرتها بكورونا

GMT 21:54 2020 الأربعاء ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

5 خطوات لاستخراج بدل فاقد لبطاقة التموين فى مصر إلكترونيا

GMT 22:12 2020 الجمعة ,18 أيلول / سبتمبر

الأسهم الباكستانية تغلق التعاملات على ارتفاع

GMT 22:31 2020 الثلاثاء ,28 تموز / يوليو

أسعار الأسمنت في مصر اليوم الثلاثاء 28 يوليو

GMT 09:35 2020 السبت ,25 تموز / يوليو

غاريث بيل يضع شرطًا للرحيل عن ريال مدريد

GMT 10:49 2020 الإثنين ,08 حزيران / يونيو

تعرف على عمر هالة فاخر في عيد ميلادها

GMT 06:42 2020 الجمعة ,05 حزيران / يونيو

طريقة إعداد الدجاج على الطريقة التركية

GMT 11:54 2020 الأحد ,17 أيار / مايو

بريشة : علي خليل
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon