توقيت القاهرة المحلي 04:09:20 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الثورة مستمرة على حكم الملالى!

  مصر اليوم -

الثورة مستمرة على حكم الملالى

بقلم-مكرم محمد أحمد

تسوء الأوضاع فى إيران وجنوب العراق بما يقرب أن تكون ثورة شاملة ومستمرة على حكم الملالى، لا تكاد تهدأ حتى تثور من جديد، وأصبح الهتاف السائد فى الشارع الإيرانى «الموت للديكتاتور» فى إشارة صريحة إلى المرشد الأعلى خامنئى، ولا غزة ولا لبنان روحى فداء لإيران، كما طالب المتظاهرون فى مدينة قم بسقوط حزب الله اللبنانى الذى يرى كثير من الإيرانيين أنه يسترزق على حساب فقراء الإيرانيين، حيث يخصص له المرشد الأعلى موازنة سنوية بعيداً عن أي رقابة حكومية، وقد شملت المظاهرات مدن طهران وأصفهان وكرج وشيرار، يطالب معظمها المرشد الأعلى بالتنحى احتجاجا على التضخم وارتفاع الأسعار، ويأتى اشتعال المظاهرات هذه المرة قبل أيام من بدء تطبيق العقوبات الأمريكية على إيران التى تستهدف وقف تصدير النفط الإيرانى إلى الأسواق العالمية وحرمان الخزانة الإيرانية من عوائده، فى إشارة واضحة إلى تفكك إيران وعزوف الشارع الإيرانى عن مساندة حكم الملالى، بينما البلاد مقدمة على أزمة اقتصادية حادة، وقال تقرير للبنك الدولى إن الاقتصاد الإيرانى انخفض من المركز الـ 27 إلى المركز الـ17 على مستوى العالم.

وفى مدينة كازرون فى محافظة فارس أضرم المتظاهرون النار فى تمثال الصحابى سلمان الفارسى منتقدين دوره فى تاريخ إيران، لأنه خان فارس باتباعه الإسلام قبل 14 قرناً!!، وقد أمهل النواب الرئيس حسن روحانى شهرا للمثول أمام البرلمان لبيان كيفية تعامل الحكومة مع بدء تطبيق العقوبات الأمريكية وانهيار القوة الشرائية للإيرانيين التى تراجعت بنسبة 72 فى المائة نتيجة الانخفاض المتلاحق لسعر العملة الوطنية، وأشارت بعض المصادر الإعلامية إلى أن ورقة الـ 10 آلاف ريال إيرانى التى كانت تساوى150 دولارا هبطت إلى ما يساوى 10 سنتات فى سوق الصرف المتقلبة، وحسب تقديرات البنك الدولى أصبح الإيرانى أكثر فقرا بنسبة 32%، ومن المؤكد أن الوضع الاقتصادى لإيران سوف يصبح بالغ الصعوبة بعد أن تعيد الولايات المتحدة فى السابع من أغسطس فرض العقوبات على إيران، كما يتوقع الاقتصاديون تراجع صادرات النفط الإيرانى إلى حدود الثلثين، وقد أجرى الحرس الثورى الإيرانى مناورات عسكرية بحرية قرب مضيق هرمز شاركت فيها مئات السفن فى محاولة لاستعراض القوة وتأكيد صلابة الموقف أمام الشعب الإيرانى، وإن كان معظم المحللين العسكريين يعتقدون أن إيران لن تقدم على غلق مضيق هرمز رغم استطاعتها العسكرية غلق المضيق خشية ردود أفعال الولايات المتحدة. ويزيد من سوء الموقف الإيرانى تطورات الوضع فى جنوب العراق واحتشاد آلاف العراقيين الشيعة يطالبون برحيل الأحزاب الدينية وتعديل الدستور وإنهاء النفوذ الإيرانى فى العراق وغلق الميليشيات الموالية لإيران فى البلاد وتحميل مسئولية ما آلت إليه أوضاع البلاد إلى الرئاسة والبرلمان والحكومة، وإنهاء نظام المحاصصة الطائفية واعتماد معيار الوطنية والكفاءة بدلا من الطائفية، وأعلنت اللجان التنسيقية للتظاهرات أنها سوف تستمر فى حشد المظاهرات لحين تحقيق المطالب وتقديم الفاسدين للعدالة، وأفادت صحف محلية عراقية باندلاع مواجهات بين عشيرة الخزرج العربية وميليشيات الحشد الشعبى الشيعية أدت إلى مقتل ستة من شيوخ عشائر الخزرج، وقال الأمين العام لمجلس العشائر العربية الشيخ أحمد الغانم إن التظاهرات تجاوزت الانتماءات الطائفية وأن ما يجرى فى جنوب العراق هو ثورة على الظلم، وأن جوهر المشكلة أن إيران لديها مشروع لتفتيت وحدة العراق، وأن القضية فى العراق قضية وطنية وليست مذهبية.

ورغم أن الحكومة العراقية برئاسة حيدر العبادى خصصت 3 مليارات دولار لمشروعات الكهرباء والمياه فى البصرة و 675 مليون دولار لتوفير فرص العمل فإن المواطنين لا يعولون على الحكومة لأنها فقدت مصداقيتها، وفى أول عمل من نوعه أقالت حكومة العبادى وزير الكهرباء قاسم الفهداوى بعد أن تعرض أحد الخطوط الأساسية الذى يزود محافظات كركوك ونينوى وصلاح الدين بالكهرباء لعمل تخريبى، وكشف مصدر عراقى مسئول عن قائمة تضم 73 اسما من بينهم شخصيات سياسية نافذة أعدها حيدر العبادى، تشمل كل من يمتلك أموالاً طائلة خارج العراق، كما بات من المؤكد أن جميع الأحزاب الدينية فقدت سيطرتها على الشارع العراقى، كما يبدو واضحا لكل العيان أن الأموال التى خصصتها حكومة العبادى فشلت فى إخماد التظاهرات، وأن الثورة مستمرة تنتشر فى كل محافظات العراق وصولا إلى بغداد.

نقلا عن الأهرام القاهرية 
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الثورة مستمرة على حكم الملالى الثورة مستمرة على حكم الملالى



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

GMT 17:14 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

النوم الجيد يطيل حياة الإنسان ويضيف سنوات لعمره
  مصر اليوم - النوم الجيد يطيل حياة الإنسان ويضيف سنوات لعمره

GMT 20:02 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم "عصابة المكس"
  مصر اليوم - أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم عصابة المكس

GMT 15:00 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك

GMT 02:46 2017 السبت ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

نجم تشيلسي يرفض دعوة ساوثجيت لوديتي ألمانيا والبرازيل

GMT 03:35 2017 الجمعة ,09 حزيران / يونيو

سهر الصايغ تعرب عن سعادتها بنجاح مسلسل "الزيبق"

GMT 13:23 2017 الأربعاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

التنورة المحايدة تعطيك المجال الأوسع لإطلالة مختلفة

GMT 12:43 2021 الإثنين ,13 أيلول / سبتمبر

سيرين عبد النور تأسر القلوب بجمبسوت أنيق

GMT 00:46 2021 الثلاثاء ,03 آب / أغسطس

الحكومة تنتهي من مناقشة قانون رعاية المسنين

GMT 11:57 2021 الخميس ,10 حزيران / يونيو

مالك إنتر ميامي متفائل بتعاقد فريقه مع ميسي

GMT 09:23 2021 الخميس ,21 كانون الثاني / يناير

ضغوط متزايدة على لامبارد بعد أحدث هزيمة لتشيلسي

GMT 04:38 2021 الثلاثاء ,19 كانون الثاني / يناير

نفوق عشرات الآلاف من الدواجن قرب بلدة "سامراء" شمال بغداد
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon