توقيت القاهرة المحلي 03:39:18 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أدواتك فى رأسك وضميرك صاحى

  مصر اليوم -

أدواتك فى رأسك وضميرك صاحى

بقلم : ماجدة الجندى

ظل حضوره فى حياتى المهنية مكثفا حتى بعد بعد مرور عقود طويلة فى مهنة الصحافة، سنوات طويلة تباعدت خلالها سبل التلاقى المكانى بيننا، دون أن يبهت فى داخلي، لا ما جسده من قيم مهنية ولا قدرته على ان يكون استاذا فى مهنة الصحافة، بمنتهى البساطة والتواضع، وإيثاره دوما البعد عن الزحام.. كان الأستاذ رءوف توفيق، أطال الله فى عمره، لى دوما بمثابة المعلم الرمز فهو الأسطى الذى يعلمك أصول الصنعة، وكودها، الأخلاقى أو ميثاق شرفها.

يعرف اغلب المهتمين الاستاذ رءوف توفيق، كناقد ومبدع كبير فى مجال السينما، ويكفى ان تستدعى أعمالا كزوجة رجل مهم أو مستر كاراتيه ليدرك المتلقى من هو، او كيف يفكر رءوف توفيق، لكن السينما على تفرد ما أنجزه الاستاذ رؤوف فيها، من افلام وكتب، ليست إلا جانبا من رءوف توفيق، الذى هو صاحب مدرسة فعلية فى الصحافة.. رءوف توفيق هو هذا الحضور الانسانى والمهنى الذى يحفر فيك علامات الطريق منذ الصغر دون ان تعي، لتصير هذه العلامات نقشا فى الحجر.. لم يكن ما تلقيته منه وغيرى من نفس الجيل، مجرد دروس مباشرة فى ممارسة العمل، بل كانت بمثابة مفاتيح وعي، لكيف تصبح صحفيا حقيقيا، اهم مقوماته ان يحمل ضميرا انسانيا ومهنيا، لا يتوقف عن ان يزن كل خطاك، قبل ان يراقب كل ما تكتبه.

يعلمك رءوف توفيق فى مهنتنا، كيف تحتفظ بطزاجتك وتحافظ على الحبل السرى بينك وبين الناس، الذى انت واحد منهم والذى عليك ان تعبر عنهم. ظل فى داخلى ما حفره الاستاذ رءوف توفيق بمثابة مرجع قيمى أهتدى به وأزن به خطواتى فى المهنة، ولا أعرف بالضبط عدد المرات التى رحت خلالها، امتن له دون أن أجد تلك القنوات المباشرة ليصل اليه ذلك الامتنان، ولا كم مرة تمنيت أن أكتب عنه، كنموذج للكاتب الصحفي، الايقونة، او مالك المعادلة الصعبة فيما يحمله من مهارة وقيم معا، وهو ليس بالأمر الشائع ولا الهين. كلما عانت مهنة الصحافة، أو كلما استشعرت، تيه معاييرها و بعدها عما ينبغى أن تكونه، كنت أستحضر رءوف توفيق الذى لم يكن يتهاون ولا يتنازل مع من أهدتهم الحياة، الفرصة ليتتلمذوا على يديه، تحت أى ظرف، والذى كانت دقته وحرصه على تكامل اى معالجة صحفية، لتحقيق أو حوار، يمكن ان تستدعى ان يعيد المحرر عمله مرة واثنتين وثلاثا، فرءوف لا يتسلم الا عملا صحفيا جامعا مانعا.

لذلك تابعت صدور كتاب الزميل سمير شحاته: «رءوف توفيق.. سينما رجل مهم»، عن بعد لظروف سفر طويل، بكثير من الفرح الحقيقي، وحين أمسكت بالكتاب بين يدى انتهيت من قراءته دفعة واحدة، دون ان يغادرني، لا أثر كاتبه الاستاذ سمير شحاته، ولا حضور محوره الاستاذ رءوف توفيق.

هذا كتاب كنت أنتظره ليس لأن الاستاذ رءوف حتى حين تعامل مع الفن، كان الانسان مؤشره وغايته، ولا كونه فى تعامله مع الفن إبداعا وتلقيا، كان انعكاسا لموقعه واختياره الثابت كواحد من الناس، منهم جاء وعنهم ظل الناطق باسم أشواقهم وأوجاعهم، ولكن لأن رءوف توفيق قيمة مهنية وإنسانية، نحن أحوج ما نكون لاستحضارها فيما نعيشه اليوم على المستوى المهنى والاجتماعى الإنساني.

توقف زميلى الأستاذ سمير شحاته مع السينما فى حياة رءوف توفيق كناقد وكاتب، متلق محترف، وهو ليس كل رءوف توفيق، أضاف للمكتبة العربية عملا شديد المتعة عن كاتب كبير ومعلم ومهنى أسطي، أهم سماته أنه كان صادقا طوال الوقت، وأنه دفع الفاتورة كاملة.. فاتورة أن تكون نفسك، وأنه الذى علمنا أن ألف باء الصحافة ان تكون فى أتون الشارع، وأن استقلالك بقناعاتك جمر، لكنه السبيل الوحيد لتكون كاتبا محترما. على مدى أكثر من ستين عاما لم يغير رءوف توفيق الشعار: «أنت من الناس..أدواتك فى رأسك، وضميرك صاحي، ورزقك على الله».

وقد كان رءوف توفيق دوما كذلك،

ومازال ..

ومازلنا نحن تلامذته الأوفياء .

نقلا عن الاهرام

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أدواتك فى رأسك وضميرك صاحى أدواتك فى رأسك وضميرك صاحى



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

أجمل إطلالات نانسي عجرم المعدنية اللامعة في 2025

بيروت ـ مصر اليوم
  مصر اليوم - مكالمة سرية تكشف تحذيرات ماكرون من خيانة أمريكا لأوكرانيا

GMT 20:14 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر
  مصر اليوم - ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر

GMT 05:43 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 01 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 01:38 2025 السبت ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

رونالدو يتسلم المفتاح الذهبي للبيت الأبيض من ترامب

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 07:30 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية مدهشة لعام 2026 ستعيد تعريف متعتك بالسفر

GMT 10:52 2020 الإثنين ,14 كانون الأول / ديسمبر

كل ما تريد معرفته عن قرعة دور الـ 16 من دوري أبطال أوروبا

GMT 11:36 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

عبد الحفيظ يكشف انتهاء العلاقة بين متعب والأهلي

GMT 22:15 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

وزير الرياضة يكرم بطل كمال الأجسام بيج رامي الإثنين

GMT 18:12 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

الشرطة المصرية تستعرض قوتها أمام الرئيس السيسي

GMT 22:53 2020 السبت ,25 إبريل / نيسان

إطلالات جيجي حديد في التنورة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt