توقيت القاهرة المحلي 16:47:26 آخر تحديث
  مصر اليوم -
عطل تقني يشل عمليات السفر في مطار بريطاني رئيسي والجهات المسؤولة توضح أن الخلل محلي إيرباص توضح أن تسليمات نوفمبر سجلت تراجعا بسبب خلل صناعي وأزمة جودة في خطوط الإنتاج المحكمة الجنائية الدولية تعتبر عقد جلسات الاستماع لنتنياهو أو بوتين في غيابهم ممكناً الرئاسة الفلسطينية تحذر من خطورة أوضاع الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي إصابة عدد من الفلسطينيين جراء قصف مدفعية الاحتلال الإسرائيلي على منطقة بيت لاهيا مقتل 79 مدنيا من بينهم 43 طفلا في هجوم بطائرة مسيرة استهدف كالوقي في جنوب كردفان قوات الدعم السريع تقول إن الجيش السوداني استهدف معبر أدري الحدودي مع تشاد بطائرات مسيرة تركية البنتاغون يعلن موافقة الخارجية الأمريكية على صفقة بيع مركبات تكتيكية متوسطة ومعدات إلى لبنان بتكلفة تتجاوز تسعين مليون دولار إنفانتينو يسلم ترمب جائزة فيفا للسلام قبل قرعة المونديال الاتحاد الأوروبي يفرض غرامة 120 مليون يورو على «إكس» لمخالفته قانون الخدمات الرقمية
أخبار عاجلة

بى خفيفة وخيبة ثقيلة

  مصر اليوم -

بى خفيفة وخيبة ثقيلة

بقلم : أمينة خيرى

 هذا وقد آليت على نفسى عدم الانخراط فى ملحمة البكاء على أطلال الإنجليزية الموشكة على الرحيل أو التهليل للتعريب واستعادة الهوية المنهوبة والانتماء المسلوب، وذلك إلى أن تتضح معالم خطة الإصلاح المقررة وأمارات إعادة الهيكلة المزمعة أو -كما جرت العادة- أن يتم التأجيل لأجل غير مسمى والتسويف لحين إشعار آخر غالباً لا يأتى.

وما يأتى إلينا هذه الآونة من علامات تحلل سلوكى داخلى وأمارات تهلهل أخلاقى لا تخطئه عين، ما هو إلا نتيجة متوقعة لما ألم بمدارسنا التى هى انعكاس للمجتمع برمته. فبدءاً بزى مدرسى فى المدارس الحكومية بات درباً من دروب الماضى لا يعترف به أحد، مروراً بمنظومة مدرسية لم تعد تحتفظ لنفسها بأسس، اللهم إلا سور ومبنى وبقايا من فصول، وأما السور فمزدان بآيات قرآنية تحض على العلم وأحاديث نبوية تشجع على النظافة وأقوال مأثورة تطالب بالوقوف للمعلم وأن نوفه تبجيلاً، لكن واقع الحال أمام السور ينضح بتلال من قمامة وجيوش من ذباب وأدمغة صغار خاوية من التعليم وأولويات معلمين غالباً تهيمن عليها منافع الدروس الخصوصية وتربية الصغار بالشتم والسب حيناً والضرب والسخرية حيناً.

والمبنى لا يختلف كثيراً، حيث اهتمام بطلاء الجدران وحرص على الإبقاء على معالم أثرية تشير إلى أن معلمين حقيقيين وطالبى علم أصليين مروا ذات يوم من هناك، وفى داخل الفصول فإنها لا تنضح بالعلم إلا قليلاً، ولا تعكس تربية ولا حتى رائحتها.

رائحة ما جرى فى نظام التعليم المدرسى المصرى تزكم الأنوف، فبدءاً بترسخ منظومة «بى ثقيلة» وقرينتها الخفيفة للتفرقة بين الـB وP، مروراً بمعارف يقسمون بأغلظ الأيمانات أن بين معلمى اللغة الإنجليزية فى المدارس الرسمية من لا يعرف قواعدها ولا يتقن أسسها، وليس مجرد نطق فاضح ومخارج حروف لا تمت للإنجليزية بصلة من قريب أو بعيد، وانتهاء بعلاقة كراهية تربط الصغار بالمدرسة، فهى إما شر لا بد منه، أو وسيلة للخروج من البيت والتزويغ من المدرسة إلى آخر معالم تحلل منظومة المدارس فى مصرنا المحروسة.

سنتر «المحروسة» يعد بمستوى تعليمى بازغ ونتائج لأبنائنا الطلاب تشرف وتكلفة أقل من مثيلتها فى المراكز المجاورة، إنه عالم المدارس البديلة الذى نما نمواً سرطانياً على هامش المدارس الأصلية حتى أكلها وهضمها وجار حالياً لفظها، والسنتر قد ينجح فى حشو الأدمغة بمعلومات أو يضمن نجاح أصحابها فى الامتحانات لكنه أبداً لا يربى أو ينشئ أو يعمل على تخريج مواطن ومواطنة صالحين، بل العكس هو الصحيح، فهل ينتظر أحد منا أن يتوجه ابنه إلى السنتر وهو يعلم أنه بات بديل المدرسة، وأن «المستر» الذى يتقاضى منه بضعة آلاف فى الشهر إنما يشرح ما يمتنع عن شرحه فى الفصل وذلك لقلة راتب المدرسة ثم يتحول إلى خريج يطمح إلى القيام بعمله على خير وجه والمشاركة بدور فى بناء مجتمعه؟ طيب بأمارة إيه؟!

الأمارات التى تحيط بنا تؤكد أن المشكلة الحقيقية لا تكمن فى «آى باد» لكل تلميذ، أو منهج «حزمة» يحوى تاريخاً وجغرافيا وعلوماً ورياضيات يدرس بالعربية لطلاب المرحلة الابتدائية، أو وضع كلمة النهاية أمام إنجليزية المدارس التجريبية، أو إنعاش تجارة المدارس الخاصة وضمان اكتناز أصحابها للملايين فى مشروعاتهم التجارية الجبارة، أو تحويل الامتحان من مسابقة سكب للمعلومات المختزنة على ورقة الإجابة إلى تشغيل للمخ عبر أسئلة اختيارات أو «أوبن بوك إكزام».

الأمارات تشير إلى أن المعلم الذى ينجب من الأبناء ستة، لأن تنظيم الأسرة حرام، هو ذاته الذى سيدعو طلابه إلى مناقشة أهمية الأسرة الصغيرة اتقاء لشرور سباق الأرانب المتفجر، وتشير كذلك إلى أن نسبة كبيرة من سائقى التوك توك غير القانونى وغير المرخص، الذى يرتع فى أرجاء المعمورة نماذج حية تؤكد مما لا يدع مجالاً للشك أن الذهاب إلى المدرسة مضيعة للوقت واستنفاد للجهد والمال فى مقابل أن تكون أسطى فى العاشرة أو الـ11 من عمرك تحقق 150 جنيهاً يومياً تؤمن لك السجائر وتضمن لك رجولة مبكرة.

والأمارات تشير إلى أن المعلمين أصابهم ما أصاب بقية المجتمع، فكما أن سائق التاكسى الأبيض يرفض تشغيل العداد لأنه يريد قدراً أكبر من المال، فإن المعلم يرفض أن يشرح فى الفصل طلباً لقدر أكبر من المال فى الدرس الخصوصى.

الأمارات يطول شرحها ولا تنتهى أمثلتها، لكننا لا نملك الوقت الذى داهمنا قبل عقود وانفتحت أغطية بالوعاته التى كانت مغلقة بإحكام بعد يناير 2011.

أكذب إن قلت إننى أمتلك حلولاً أو لدىّ رؤى، ومن ثم فأنا على العهد باقية وعلى إجراءات تطوير التعليم غير معلقة! فالـ«بى» بالفعل خفيفة لكن الخيبة ثقيلة.

نقلا عن الوطن القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بى خفيفة وخيبة ثقيلة بى خفيفة وخيبة ثقيلة



GMT 09:44 2025 الخميس ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

من زهران إلى خان... كل منهما محكوم بالأسطورة القديمة

GMT 22:12 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

استراتيجة ترمب لمكافحة الإرهاب وتغيرات تكتيكية

GMT 22:05 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

الحليب والسلوى

GMT 10:43 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

أجمل إطلالات نانسي عجرم المعدنية اللامعة في 2025

بيروت ـ مصر اليوم

GMT 18:51 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

تقرير يكشف أن"غروك" يشارك معلومات حساسة لأشخاص عاديين
  مصر اليوم - تقرير يكشف أنغروك يشارك معلومات حساسة لأشخاص عاديين

GMT 06:13 2025 الثلاثاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الثلاثاء 02 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 23:59 2018 الخميس ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

هرمون الإستروجين والبروجسترون يؤثران على اللوزة الدماغية

GMT 10:54 2025 السبت ,04 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج العذراء السبت 04 أكتوبر / تشرين الأول 2025

GMT 22:58 2020 الخميس ,16 تموز / يوليو

إطلالة جذابة لـ هند صبري عبر إنستجرام

GMT 00:37 2019 الخميس ,25 إبريل / نيسان

ديكورات خارجية لمتعة الصيف حول المسابح

GMT 22:24 2022 الإثنين ,25 تموز / يوليو

باريس سان جيرمان يهزم غامبا أوساكا بسداسية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt