توقيت القاهرة المحلي 03:39:18 آخر تحديث
  مصر اليوم -

التطهير لم يبدأ بعد

  مصر اليوم -

التطهير لم يبدأ بعد

بقلم : أمينة خيرى

ادث الإسكندرية ليس الأول، ومادامت الحلول الثقافية والتربوية الجذرية عصِيّة على التفعيل، فلن يكون الأخير. نحمد الله كثيرًا على نعمة التعقُّل والتفكُّر والتدبُّر. ونحمده على فهم الغالبية أن جنون الشطط الفكرى الذي ضرب عقول وقلوب البعض لا يمكن أن يكون حكمًا عامًّا أو تعميمًا. وسواء أثبتت التحقيقات أن مُنفِّذ الطعن «مريض» أو «مُسِنّ» أو لم تثبت، فإن الجريمة تُذكِّرنا بأننا أبعد ما نكون عن إتمام واجب التطهير ورفع آثار الخلل الثقافى والعدوان الاجتماعى والقرف الفكرى الذي اجتاح مصر منذ السبعينيات، وإن ظل كامنًا ساكنًا منذ عام 1928، تاريخ تأسيس الجماعة المشؤومة أس البلاء الفكرى. وكون الشكل العام الخارجى مبهرًا وجميلًا لا يعنى أبدًا أن الداخل بخير.
وكون الرئيس السيسى والكثيرين ممن هُمْ وهُنَّ في مناصب حيوية على قناعة تامة بحتمية تطهير الخطاب الدينى الذي خرّب العقول وكاد يهدم البلاد على رؤوس الجميع لا يعنى أن جميعنا يحمل القناعة نفسها. وما علينا سوى متابعة أحاديث مَن حولنا، وبعضهم من الأهل والأقارب والأصدقاء، لنعى حجم الخرابة التي أحدثها خطاب التطرف والتشدد والانغلاق ورفض كل ما هو ليس صورة طبق الأصل منهم. وعلى فكرة، حكاية «شركاء الوطن» وغيرها من مفردات وعبارات «الشراكة» ليست إلا ترجمة حرفية لعوار في فهم المواطنة. المواطن مواطن كامل شامل قائم بذاته بغض النظر عن خانة الديانة. وما زرعه أدعياء الدين- وما زال بعضهم يعمل بكل همة ونشاط ودون كلل أو ملل أو مساءلة- على مدار عقود طويلة لن يُمحى بالطبطبة أو بطريقة «داوِها بالتى كانت هي الداء». للمرة المليون، إما هي دولة مدنية خالصة يتمتع الجميع فيها بالمواطنة الكاملة مع احتفاظ الكل بحرية العقيدة والفكر، وإما هي دولة دينية أو شبه دينية. ثم يأتى دور التطهير الذي يواجَه بمقاومة شرسة غير مسبوقة. علاج الخطاب الدينى المتشدد المتطرف المريض لا يكون عبر خطاب دينى يقدم نفسه باعتباره وسطيًّا معتدلًا فقط، فربما يتكفل به غدًا متشدد غير معتدل، ويقوم عليه بعد غد متطرف متعنت.

الأفكار المريضة تم زرعها ونشرها والتأكيد على تمكُّنها من مفاصل العقل على مدار عقود مرئية من حولنا في كل كبيرة وصغيرة. اقرأوا تعليقات «المتدينين بالفطرة» على أي حديث لأى فنانة، وتمعّنوا في الأوصاف التي يطلقونها عليها بكل أريحية. وطالِعوا تعليقاتهم على ما يشير إليه بعض مشايخنا من أن تنظيم الأسرة ليس حرامًا وأن العيل لا يأتى برزقه ونعتهم لهؤلاء العلماء بنعوت مريعة على أساس أن الدين قائم على التكاثر العددى. والحقيقة أن هذا يؤكد أن علاج النسخة المشوهة من الدين والتدين لا يكون بعرض نسخ بديلة من الدين والتدين فقط، بل يكون بتطهير العقل وإزالة الصدأ. رحم الله كاهن كنيسة السيدة العذراء وماربولس، القمص أرسانيوس وديد، ورحمنا جميعًا برحمته الواسعة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

التطهير لم يبدأ بعد التطهير لم يبدأ بعد



GMT 09:44 2025 الخميس ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

من زهران إلى خان... كل منهما محكوم بالأسطورة القديمة

GMT 22:12 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

استراتيجة ترمب لمكافحة الإرهاب وتغيرات تكتيكية

GMT 22:05 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

الحليب والسلوى

GMT 10:43 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

أجمل إطلالات نانسي عجرم المعدنية اللامعة في 2025

بيروت ـ مصر اليوم
  مصر اليوم - مكالمة سرية تكشف تحذيرات ماكرون من خيانة أمريكا لأوكرانيا

GMT 20:14 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر
  مصر اليوم - ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر

GMT 05:43 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 01 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 01:38 2025 السبت ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

رونالدو يتسلم المفتاح الذهبي للبيت الأبيض من ترامب

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 07:30 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية مدهشة لعام 2026 ستعيد تعريف متعتك بالسفر

GMT 10:52 2020 الإثنين ,14 كانون الأول / ديسمبر

كل ما تريد معرفته عن قرعة دور الـ 16 من دوري أبطال أوروبا

GMT 11:36 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

عبد الحفيظ يكشف انتهاء العلاقة بين متعب والأهلي

GMT 22:15 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

وزير الرياضة يكرم بطل كمال الأجسام بيج رامي الإثنين

GMT 18:12 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

الشرطة المصرية تستعرض قوتها أمام الرئيس السيسي

GMT 22:53 2020 السبت ,25 إبريل / نيسان

إطلالات جيجي حديد في التنورة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt