توقيت القاهرة المحلي 07:03:21 آخر تحديث
  مصر اليوم -

لماذا لا نصدق الناس؟

  مصر اليوم -

لماذا لا نصدق الناس

بقلم : نادين عبد الله

ينهال علينا الخطاب الإعلامي دومًا ليؤكد لنا أن المجتمع جاهل لا يفهم، وأن الشعب غير ناضج وغير متعلم، فهو لا يعرف الأصلح له، كالطفل الذى يحتاج إلى ولى أمر يقرر عنه. وهو خطاب يفتح الباب لعدم التصديق فى الناس وتصوراتهم فى المطلق، مع أنهم أصحاب الشأن والحق الأصيل فى تقرير مصيرهم. يتخذ الكثيرون من ارتفاع مستوى الجهل والفقر ذريعة لفرض فكرة ما مفادها أنه لا ينبغى الإنصات لأفكار الناس فيما يتعلق بتفضيلاتهم لطريقة معيشتهم وشكل شوارعهم ورصف طرقاتهم وأولويات حياتهم. والحقيقة هى أن مثل هذه التصورات التى لا تخلو من كبرياء غير مبرر تتناسى من ناحية، أن البلد ملىء بالأكفاء ذى العلم الوفير، ومن ناحية أخرى، أن فطرة الإنسان وتفضيلاته هى الأولى بالاحترام.

حمل كثير من سكان الأحياء المختلفة بالقاهرة أحلاما وتصورات فيما يتعلق بطريقة تطوير مناطق سكنهم ومعيشتهم، لكن لم يعبأ بها أحد، بل صارت عملية التطوير بغض النظر عن احتياجاتهم وبدون استشارتهم. ظهرت مجموعات عدة نشطت فى الأحياء التى ولدت فيها وتواصلت مع السلطات المحلية والتنفيذية من أجل الحفاظ على التراث والمساحات الخضراء فى الأحياء الأغنى، أو من أجل التبليط والإنارة والضغط من أجل التنمية والتطوير فى المناطق الفقيرة والعشوائية.

وعلى عكس ما يصور البعض أو يتصور جاءت طلبات أهالى هذه المناطق الغنى منها والأقل ثراءً مبنية على خطط مدروسة، والأهم، هى جاءت معبرة عن احتياجات الناس فى هذه المناطق وتطلعاتهم. فهؤلاء المواطنون أبدوا رغبة حقيقية فى أن يكونوا جزءًا من التخطيط والخطة، بل وتطلعوا إلى المساندة فى تطبيقها، وهو الأمر الوحيد الذى يضمن استدامتها اجتماعيًا وعمرانيًا.

أما تفضيلات الناس فكانت فى الحفاظ على الجمال (المساحات الخضراء والجمال والتناسق العمرانى) وموازنة ذلك مع تحقيق السيولة المرورية، أو تنمية مناطق المعيشة المتهالكة وغير الآدمية، خاصة فى المناطق العشوائية، بشكل يجعل سكانها جزءا لا يتجزأ من المعادلة. وهو ما يجعل التطوير لهم وبهم، هذا بدلا من التفكير فى نقل بعضهم إلى أماكن أخرى بعيدة عن سبل الرزق والعيش الكريم. فمتى نفكر فى جعل الناس جزءا من الحل لا المشكلة؟ ومتى نصدق أن الحل بهم ولهم، وأبدًا لن يكون من غيرهم؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لماذا لا نصدق الناس لماذا لا نصدق الناس



GMT 04:56 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

المستفيد الأول إسرائيل لا إيران

GMT 04:15 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

الغضب الساطع آتٍ..

GMT 04:13 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

جبر الخواطر.. وطحنها!

GMT 04:11 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

عامٌ يبدو أنه لن يكون الأخير

بلقيس بإطلالة جديدة جذّابة تجمع بين البساطة والفخامة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:49 2024 الخميس ,18 إبريل / نيسان

نصائح لاختيار العطر المثالي لمنزلكِ
  مصر اليوم - نصائح لاختيار العطر المثالي لمنزلكِ

GMT 03:24 2018 الثلاثاء ,11 أيلول / سبتمبر

"الثعابين" تُثير الرعب من جديد في البحيرة

GMT 22:38 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

نادي سموحة يتعاقد مع محمود البدري في صفقة انتقال حر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon