توقيت القاهرة المحلي 11:29:43 آخر تحديث
  مصر اليوم -

حبر علي ورق

  مصر اليوم -

حبر علي ورق

بقلم - نوال مصطفي

شئ رائع أن تخرج الصحيفة عن المألوف والروتيني في متابعة الأحداث المحلية والعالمية، وأن تقتحم موقعا خاصا جدا، نسج الخيال حوله آلاف القصص والحكايات. أتحدث عن الانفراد الرائع الذي فاز به الزميل عاطف عبد اللطيف، المحرر بالأخبار بزيارة المعتقل الأشهر في التاريخ "جوانتانامو" الذي يضم أشهر إرهابيي العالم، وبين جدرانه يعيش خمسة من المتورطين في هجمات سبتمبر 2001. استطاع عاطف عبد اللطيف أن ينقل لنا شكل معتقل "جوانتانامو" من الخارج والداخل، ويحكي كيف يعيش السجناء هناك.

من الخارج يبدو كسجن عادي جدا ليس هناك شيء يميزه، من الداخل وصف لنا شكل الزنزانة، ونوعية المعاملة التي يتلقاها المعتقل، وهي ـ كما ذكر ـ تراعي الاحتياجات الأساسية، وتوفر لكل منهم الحقوق التي يتضمنها قانون السجون الأمريكي. فلكل معتقل زنزانة نظيفة بها سرير وفرش، وحمام. يتسلم المعتقل ملابس وأدوات النظافة الشخصية، ويحافظون علي تقديم الطعام في مواعيده، وخاصة في رمضان حيث إن كل المعتقلين من المسلمين. هناك جرس يعلن مواعيد الأذان وسجادة صلاة وسبحة تقدم لكل منهم.

يقول عاطف إنه كان ممنوعاً من إجراء أي أحاديث مع المعتقلين الموجودين حاليا داخل المعسكر، باعتبارها أحد الشروط الرئيسية لموافقة وزارة الدفاع الأمريكية علي القيام بتلك الجولة. لذلك لم يستطع التحقق من مدي صحة تلك الأحاديث أو اختلافها. وأكد أنه في الوقت نفسه كان هناك تعاون من فريق الضباط والمسئولين الذين كانوا بصحبته، وحرصوا علي الإجابة علي تساؤلاته بقدر الإمكان.
هذا المعتقل يتكلف سنويا 445 مليون دولار، وتكلفة المعتقل الواحد سنويا تصل إلي عشرة ملايين دولار! مبلغ كبير جدا توقفت أمامه بمزيد من الدهشة. ويحتوي مكتبة تضم 33 ألف محتوي بتسع لغات. والله شيء رائع إذا كان حقيقيا.
الصور التي نشرت مع هذا الانفراد الرائع للأخبار تعطينا إحساساً أن كل ما رسمناه بخيالنا عن أشهر معتقل في التاريخ بعيد عن الواقع. أو ربما تكون الفخامة وتوفير كل الاحتياجات الإنسانية للمعتقل هي الغلاف الخارجي البراق، الذي يحجب الرؤية عن ممارسات أخري رهيبة وشائنة من تعذيب وانتهاك لحقوق الإنسان. وكيف نتبين ذلك دون السماح للمحرر بلقاء المعتقلين والتحاور معهم؟.
علي كل حال، أري أنها مغامرة صحفية افتقدناها منذ زمن، وانفراد حقيقي للأخبار يستحق صانعه جائزة الانفراد الصحفي في جوائز نقابة الصحفيين وجوائز مصطفي وعلي أمين وجوائز أخري.
فهذا المعتقل أثار منذ نشأته في 2002 جدلاً واسعاً في العالم كله لأسباب عديدة تتعلق بحق المحتجزين في محاكمات عادلة، وبرغم تأسيس محكمة جوانتانامو التي تختص بالأساس بالنظر في قضايا المعتقلين والبت في التهم الموجهة إليهم إلا أنه مازال هناك بعض المعتقلين داخل السجن دون تهم محددة.
تلك المحاولة للاقتراب من هذا اللغز الغامض الذي كان ولايزال يمثل رعباً في أذهان الناس في العالم كله تستحق التقدير والإعجاب. فشكراً لرئيس التحرير خالد ميري الذي أتاح الفرصة لعاطف عبد اللطيف وساند مغامرته الصحفية حتي تخرج إلي النور. وأتمني أن تعود الانفرادات الصحفية لتحتل مكان الصدارة في صحفنا المصرية، ويعود زمن كان للصحافة تأثير ودور وهيبة.
*** فيلم "The Post" المرشح لجائزة الأوسكار يحكي قصة حقيقية لصحيفة عريقة وكيف تصدت بشجاعة وبطولة لتبقي صوتاً لحرية الصحافة والرأي. الصحافة التي يتحدث عنها الفيلم هي التي تكشف الفساد وتتصدي للمنحرفين وتكون صوتاً حقيقياً للشعب. الرائعة ميرل ستريب والعبقري توم هانكس قدما دوريهما بتقمص ومعايشة، والمخرج ستيفن سبيلبرج أفاض في التفاصيل في الجزء الأول من الفيلم، لكنه سرعان ما أخذنا في الجزء الثاني إلي ملحمة درامية عالية المستوي في التمثيل والتصوير والإخراج العبقري. فيلم يستحق المشاهدة والأوسكار أيضا

نقلا عن الاخبار القاهريه

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حبر علي ورق حبر علي ورق



GMT 01:22 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

طهران ــ بيونغيانغ والنموذج المُحتمل

GMT 01:11 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

ماذا نريد؟

GMT 01:07 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

أكذوبة النموذج الإسرائيلي!

GMT 23:18 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

تنظيم العمل الصحفي للجنائز.. كيف؟

GMT 23:16 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

الأهلي في أحلام الفيفا الكبيرة..!

GMT 06:56 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

شهر مناسب لتحديد الأهداف والأولويات

GMT 14:29 2018 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

مؤمن زكريا يتخلّف عن السفر مع بعثة الأهلي

GMT 05:35 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

شوبير يفجر مفاجأة حول انتقال رمضان صبحي إلى ليفربول

GMT 13:45 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

ماكينات الـ ATM التى تعمل بنظام ويندوز XP يمكن اختراقها بسهولة

GMT 02:15 2017 الجمعة ,15 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على سعر الدواجن في الأسواق المصرية الجمعة

GMT 17:17 2017 الإثنين ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

المنتخب الوطني يصل السعودية لأداء مناسك العمرة

GMT 16:08 2017 الثلاثاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

اكتشاف تابوت يحوي مومياء تنتمي للعصر اليوناني الروماني
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon