توقيت القاهرة المحلي 23:53:34 آخر تحديث
  مصر اليوم -

السودان في قلب مصر

  مصر اليوم -

السودان في قلب مصر

بقلم : كرم جبر

 لن تجد أطيب من الشعب السوداني الشقيق، يحبون مصر والمصريين، وتجري في عروقنا مياه النهر الخالد، وفي الأزمات لن تجد شقيقاً قلبه عليك مثل السودانيين، ولكن هناك من يحاول إفساد المحبة والتفاهم، ومسرباً دخاناً أسود في سماء العلاقات الطيبة بين البلدين.

نحن - مصر والسودان - في أوقات الخطر، يجب أن نوقظ كل عوامل التقارب والتعاون، ونستبعد أسباب الجفوة والخلاف، ونستدعي المخزون الاستراتيجي لوحدة وادي النيل، فبيننا رصيد رائع، وفي أمس الحاجة أن نزيح عنه الصدأ والتراب، وليكن لنا في قيادات الدولتين أسوة طيبة، وننظر بتأمل وعمق لصورة المصافحة بين الرئيسين »السيسي والبشير« في أديس أبابا، ففي لحظة صدق ومصارحة، وانقشعت سحب الخلافات، وسادت الأجواء شمس صافية.

لا أنسي أبداً يوم خرج السودانيين بالملايين، لاستقبال الرئيس جمال عبد الناصر في الخرطوم، بعد هزيمة يونيو 1967، وحطموا كل الحواجز وصاحبوا سيادته حتي الفندق الذي يقيم فيه، وبعثوا برسالة قوية إلي العالم، بأن العرب لن يقبلوا الهزيمة ولن يستسلموا، وخرجت قمة اللاءات الثلاثة «لا صلح، لا تفاوض، لا اعتراف»، متسلحة بروح الاستقبال الأسطوري لعبد الناصر.

والتاريخ لا ينسي للرئيس السوداني إسماعيل الأزهري ورئيس وزرائه محمد أحمد المحجوب، قيامهما بالمصالحة بين عبد الناصر والعاهل السعودي الملك فيصل، وكان عبد الناصر يخشي من فيصل، بسبب الجروح التي سببتها حرب اليمن، ولكنهما تصافحا وتصالحا، وداعب فيصل عبد الناصر بأنه زعيم العرب، واكتسبت العروبة قوة جديدة، مستمدة من طيبة وأصالة الشعب السوداني الشقيق.

علينا أن نعترف أن بعض الأعمال الفنية، لم تكن في مستوي التآخي والمحبة بين الشعبين، وأساءت كثيراً للإخوة السودانيين، وهو ما يجب أن نشجبه ونتصدي له، ولكن عمل عظيم مثل مسلسل «الخواجة عبد القادر» الذي أذيع في رمضان منذ عدة سنوات، للرائع «يحيي الفخراني» ضمد الجراح، وأعلن المصالحة بين الشعبين في الأعمال الفنية، وساهم في إزالة الجفوة، وتعميق روح المحبة والأخوة، وإبراز إسلام القيم وجمال الروح، وليس الهوس والتطرف والانغلاق.

السودان كانت دائماً في قلب مصر، وكانت حضناً آمناً يستقبل الكتاب والشعراء والأساتذة والمفكرين، فمتي تعود تلك الأيام الجميلة، حينما فتح السودانيون قلوبهم، وهم يستقبلون رفاعة رافع الطهطاوي، ومحمود سامي البارودي والدكتور محمد حسين هيكل وعباس محمود العقاد، وآلاف الأسماء الأخري، التي تؤكد أن مصر كانت حاضرة بقوة في السودان، وأن السودان كان العمق الاستراتيجي والثقافي والتاريخي لمصر، وكذلك كانت مصر، علي قدم المساواة والمحبة والتآخي.

لن يستفيد أحد من الوقيعة إلا أعداء الشعبين، فلننس خلافات الماضي، ونتطلع للمستقبل ونستعيد ذكريات الزمن الجميل، حين تآلفت القلوب علي صوت أم كلثوم، وهي تغني «أغداً ألقاك» للشاعر السوداني الكبير الهادي آدم، في أعقاب زيارتها التاريخية للخرطوم إبان هزيمة 67، واصطحبها ملايين السودانيين من الطائرة إلي مقر إقامتها.. وكانت دائماً تقول: «دول أهلنا، إحنا وهما إخوات، لأننا إحنا الاثنين ولاد النيل

نقلا عن الاخبار القاهريه

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

السودان في قلب مصر السودان في قلب مصر



GMT 01:22 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

طهران ــ بيونغيانغ والنموذج المُحتمل

GMT 01:11 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

ماذا نريد؟

GMT 01:07 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

أكذوبة النموذج الإسرائيلي!

GMT 23:18 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

تنظيم العمل الصحفي للجنائز.. كيف؟

GMT 23:16 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

الأهلي في أحلام الفيفا الكبيرة..!

أيقونة الجمال كارمن بصيبص تنضم لعائلة "Bulgari" العريقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 16:30 2024 السبت ,27 إبريل / نيسان

نادين نجيم تكشف عن علامتها التجارية الخاصة
  مصر اليوم - نادين نجيم تكشف عن علامتها التجارية الخاصة

GMT 16:02 2024 السبت ,27 إبريل / نيسان

طرق سهلة لتحسين صحة الأمعاء والحفاظ عليها
  مصر اليوم - طرق سهلة لتحسين صحة الأمعاء والحفاظ عليها

GMT 18:29 2018 السبت ,01 أيلول / سبتمبر

طلعت زكريا يفاجئ جمهوره بخبر انفصاله عن زوجته

GMT 12:07 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

كيفية تحضير كب كيك جوز الهند بالكريمة

GMT 09:10 2018 الأربعاء ,15 آب / أغسطس

"الهضبة" يشارك العالمي مارشميلو في عمل مجنون

GMT 10:56 2018 الأربعاء ,01 آب / أغسطس

النسخة العربية للعبة كابتن تسوباسا

GMT 14:08 2018 الأربعاء ,27 حزيران / يونيو

أوستراليا تسجل أدنى درجة حرارة خلال 10 سنوات

GMT 01:41 2018 الإثنين ,28 أيار / مايو

تريزيجيه يدعم محمد صلاح بعد الإصابة

GMT 22:03 2018 السبت ,31 آذار/ مارس

السبب العلمي وراء صوت "قرقعة الأصابع"

GMT 08:14 2018 الأحد ,21 كانون الثاني / يناير

محلات flamme تعرض مجموعتها الجديدة لشتاء 2018

GMT 18:05 2017 السبت ,16 كانون الأول / ديسمبر

"مازدا" تطرح الطراز الجديد من " CX-3 -2017"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon