توقيت القاهرة المحلي 13:17:08 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الرهان على هذا الشعب.. والقانون

  مصر اليوم -

الرهان على هذا الشعب والقانون

بقلم - ماجدة الجندي

قررت أن اشرك القارئ فيما عشته هذا الأسبوع لا أنسى أبدا من اى نقطة جئنا، او بالأصح من فم أى نوع من التماسيح أنقذنا فى الثلاثين من يونيو. أمارس ذلك الاستحضار، الذى لم يحل بينى وبين صدق الرصد، وأمانته، والوعى بأن 30 يونيو كانت لحظة شعب عظيم، خرج مدافعا عن هويته أولا ومارست فئاته فى اغلبيتها إدراكا إنسانيا ووطنيا فى دفع قوى شرهة للدم وإن تسربلت فى الدين. على المستوى الشخصى لم أعرف ذعرا داهمنى فى حياتى كلها، قدر الذى عشته لحظة إطلالة من شرفة بيتي، فاذا بالأعلام السوداء التى تحمل شعارات منسوبة للدين والسيوف والسنج، والاصوات التى تعادى الحياة،.ايام الرعب هى ما عشناه ، كأبناء لهذا الوطن وايضا كأسرة، تحت وطأة تهديدات مباشرة، بسبب ما يكتبه جمال الغيطانى بشكل يومى فى جريدة «الاخبار» بدءا من يوم تنصيب محمد مرسي، بادئا بيومياته التى أوجزت الامر «وداعا.. مصر التى نعرفها» وحتى تلقى تهديدات تطول حياة ابننا محمد الذى خيل الى هؤلاء، انه سوف يكون الذراع التى يمكن ليها، او نقطة الضعف التى سوف تسكت كاتبا يراهم جسما دخيلا .. التفاصيل كثيرة لكن كان التهديد واضحا بغير لبس ولا التباس وبرسائل جبانة، لم يكن امامنا ازاءها كغيرنا، إلا التوكل على الله، والتسليم بأنه لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا، كنت اقولها، وقلبى يهرسه خوف بغير حدود.....حين لمحت من وراء الشيش الموارب الذى اختبأت وراءه، تباشير ظهور مركبات الجيش عند اول شارعنا، فتحت الشباك على مصراعيه، ورحت ألوح، باكية ضاحكة هاتفة صارخة «تحيا مصر».. لم تكن الكلمتان مجرد هتاف لكنها بدت تشبثا باستعادة أطراف شعور حقيقى بالأمان. كان ذلك ما يجيش داخلى وانتويت التوقف عنده هذا الاسبوع. لكنى نزلت وسط الناس لأشاهد آخر مباريات الفريق القومى ورحت أستقرىء الوجوه.. لم أستطع تجاهل رد فعل الناس، الذى بدا وكأن الفساد الطافح والعك الذى حفل به ملف اتحاد الكرة والشركة الراعية وقد انفجر فى وجوههم، فانكفأوا ..الناس ادركت ان وجود فرد عبقرى لا يمكن ان ينتشل فريقا غارقا فى منظومة فساد.. مو صلاح الذى يكاد ان يكون احسن لاعب فى العالم وتقرب قيمته المادية من مائتى مليون استرلينى ليس بديلا عن المنظومة السليمة. لفتنى كغيرى غيمة الإحباط . فى مساء نفس اليوم رحت أتابع برنامجا تليفزيونيا للزميل محمد الباز، فاتحا من خلاله ملف مستشفى 57357 على مصراعيه وبمنتهى الوضوح، هذا الملف الذى فجره الاستاذ وحيد حامد ..كان الاستاذ الباز يقرأ ردا موثقا للشركة الإماراتية المنتجة للمسلسل الذى شارك فى إنتاجه المستشفى بأموال التبرعات.. هالنى ما جاء فى الرد من حقائق حول استنكار الشركة لفكرة التربح من اموال تبرعات تذهب لعلاج الاطفال، ومقاومتها لهذا النهج، وكيف انها فوجئت بالمسئول فى المستشفى يطالب ليس فقط بالمشاركة فى انتاج المسلسل بل ورفع ميزانيته، الى خمسة وستين مليون جنيه! وكيف انها سعت للتخفيض حتى دار الرقم حول خمسة واربعين مليونا وكيف ان الشركة التى كانت تسعى لعمل درامي، لما استكثرت المبلغ، ورفضت مبدأ التكسب من اموال التبرعات، عرضت ان تقوم بدعاية للمستشفى بسعر التكلفة دون أرباح. رد الشركة الإمارتية المنتجة، نص بوضوح على ان المسئول فى مستشفى 57357 اقحم مجموعة من المجهولين فنيا فى عملية الإنتاج ينتمون لجمعية اصدقاء مرضى السرطان وأكد اكثر من مرة انه لم يقبل بهذه التصرفات التى تخضع من يقوم بها ليس فقط لعقوبات اخلاقية تتنافى والعمل الخيرى بل تقع تحت طائلة القانون. خفت حدة الإحباط لشعورى ان احدا لم يعد قادرا على الإفلات او الاحتماء بشبكات ايا كان نوعها.. بصراحة نزلت كلمات الاستاذ الباز، بالبرد والسلام على نفسى حين طالب بمنطقية الرد وصراحته وبمنتهى التهذيب.

لكن الامر لم يتوقف عند هذا الحد لان المسئول فى مستشفى 57357، وصف الشعب المصرى بما فيه المرضى الغلابة بأوصاف غير لائقة..! لهذا المسئول الأول عن مستشفى 57357، عليه أن يدرك انه لا يوجد احد فوق الحساب وكله حايتحاسب.. الرهان على هذا الشعب الذى استأصل سرطانا وعلى تطبيق القانون هو 30 يونيو.

نقلا عن الاهرام القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الرهان على هذا الشعب والقانون الرهان على هذا الشعب والقانون



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

أجمل إطلالات نانسي عجرم المعدنية اللامعة في 2025

بيروت ـ مصر اليوم
  مصر اليوم - مكالمة سرية تكشف تحذيرات ماكرون من خيانة أمريكا لأوكرانيا

GMT 20:14 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر
  مصر اليوم - ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر

GMT 05:43 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 01 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 01:38 2025 السبت ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

رونالدو يتسلم المفتاح الذهبي للبيت الأبيض من ترامب

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 07:30 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية مدهشة لعام 2026 ستعيد تعريف متعتك بالسفر

GMT 10:52 2020 الإثنين ,14 كانون الأول / ديسمبر

كل ما تريد معرفته عن قرعة دور الـ 16 من دوري أبطال أوروبا

GMT 11:36 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

عبد الحفيظ يكشف انتهاء العلاقة بين متعب والأهلي

GMT 22:15 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

وزير الرياضة يكرم بطل كمال الأجسام بيج رامي الإثنين

GMT 18:12 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

الشرطة المصرية تستعرض قوتها أمام الرئيس السيسي

GMT 22:53 2020 السبت ,25 إبريل / نيسان

إطلالات جيجي حديد في التنورة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt