توقيت القاهرة المحلي 03:39:18 آخر تحديث
  مصر اليوم -

نحن لا نتعلم!

  مصر اليوم -

نحن لا نتعلم

بقلم - ماجدة الجندي

 بل نلدغ من نفس الجحر مرة ومرات، وبنفس الأسلوب ومن نفس الاشخاص، ثم نتكلم عن التغيير ونحلم بخطى إلى الأمام. مازلت اذكر واقعة «المغرب» الشقيق، التى كدنا كلنا ندفع ثمن تداعياتها، واكتوى بنارها سفيرنا فى المغرب آنذاك السيد إيهاب عبد الأحد جمال الدين، مساعد وزير الخارجية الآن لشئون حقوق الانسان، والذى لولا حنكته وصموده وتعاونه مع بعض المثقفين المصريين، وكان فى مقدمتهم الكاتب جمال الغيطاني، ما استطعنا احتواء «كارثة» اسقطتها نفس السيدة التى تتصدر الشاشات حتى الآن وتسببت فيما يشبه واقعة المغرب، وهذه المرة مع سلطنة عمان. والحق أننى أدعو السيد مساعد وزير الخارجية، ليفرج عن شهادته وتجربته ومعاناته مع اعلامنا الجاهل متجسدا فى تصريحات هذه السيدة، وأن يقدم خدمة لمصر فى التبصير بما أحدثته تصريحاتها فى برنامج يطل على العالم من مصر. تكرر الموقف، والرئيس فى عمان.. «بعملة» اعلامية ولا اقول برنامجا، و لم يكد يمر ساعة، بعد «عملتها»، إلا وخرج بعض الاخوة العمانيين على شاشات التواصل يردعون هذه السيدة التى أترك توصيفها، فقط لأقول إن الحس الاعلامى المفتقد لديها لا يدانيه إلا ركاكة محاولاتها التى تشبه فى غشوميتها محاولات الدببة التى تقتل صاحبها.

رئيس مصر فى عمان لثلاثة أيام والسيدة تريد لمشاهدها أن يتعرف على أسباب الزيارة بأسلوب يختلف, كما قالت, عن نشرات الاخبار فتصف سلطنة عمان لأكثر من مرة بأنها الامارة «الصغيرة» والدولة «الصغيرة»، وتضع خريطة منقوصة لعمان وتتوج ذلك بما معناه أن هناك من يرسم لعمان دورها كإمارة صغيرة بلا موارد، وتقارنها بإمارة صغيرة أخرى لها موارد هى قطر، قطر هى الأخ الشرير وعمان هى الأخ الهادئ، وتمعن فى الشرح «ليه ما قلتش الاخ الطيب»؟! هى تقول، لأنهم أردوا لها ذلك، رسموا لها هذا الدور! وهذا الذى يرسم لها الدور هو القوى الاستعمارية التى كانت تهيمن على المنطقة (الانجليز)، واختارت لها أن تكون «جنيف» المنطقة، وطاولة المفاوضات التى يلتقى عندها الأضداد فهى الأخ الهادئ الذى بسبب أنه لا يملك موارد رشحه الموقع الجغرافى لهذا الدور. راقب كم مرة نعتت السلطنة بكونها (الدولة الصغيرة) و(الامارة الصغيرة) حتى لو أنها بعدها راحت تعدد مزايا هذه الدولة التى وصفتها بالصغر وكيف أنها تمتلك أعظم أنواع أشجار اللبان والبخور وأن حتشبسوت كانت ترسل بالسفن..الخ . الاخوة العمانيون ولهم كل الحق ردوا بما يليق. واحدة أرسلت الى المهندس نجيب ساويرس على صفحته تقول له ما معناه «نحن نحترمك ونحبك لكن بالله عليك ارفع عنا هذه السيدة» ورد المهندس ساويرس والله أنا بعت القناة من زمان وسبق ان أوقفت هذه المذيعة أيام واقعة المغرب.

أقل ما ينبغى قاله أخوتنا العمانيون، لهم كل الحق :١- لسنا مجرد امارة صغيرة ٢- عمان لا يرسم لها احد دورها ٣- العمانيون لا يفرطون فى أرضهم وبالتالى خارطتك منقوصة. هناك أمور لا تشتري.. المعرفة لا تشتري..

عندما تصف هذه السيدة السلطنة بأنها صغيرة، ثم دون أى خجل أو مواربة تقول إن هذه الدولة الصغيرة يرسمون لها دورها، وتصف راسمى هذه الدور بأنهم «القوى الاستعمارية» ، ماذا تريد أن تقول؟ وما قيمة كل ما تقول بعد هذا التوصيف؟ يعنى مصر ذاهبة «لدولة أو إمارة صغيرة» تتلقى دورها من خارجها؟. هنا يخرج الأمر عن اى سياق مقبول.

دعك من الأسلوب المدرسى الركيك فى التعريف بها بأن لها «مكان حضاري». يعنى إيه لها مكان حضاري؟. فارق عظيم ما بين الاستيعاب المعرفي، والتمثل للمعلومات وهضمها، ثم اعادة إنتاجها عبر الوسيط الاعلامى وبين هذا الترداد الذى أن نم على شئ، أو دل على أمر، فإنه يدل على مساحة من المشهد الاعلامي، يتسيده الجهل، مساحة صوتها عال. أنت ازاء مساحة إعلام بلا رأس .. بلا عقل. إعلام تدفع مصر فواتيره الباهظة.. خصما من أرصدتها التى تعمقت عبر عقود وخصما من مكابدتها لتقف حيث ينبغى لها الآن.

نقلا عن الاهرام القاهرية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نحن لا نتعلم نحن لا نتعلم



GMT 09:44 2025 الخميس ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

من زهران إلى خان... كل منهما محكوم بالأسطورة القديمة

GMT 22:12 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

استراتيجة ترمب لمكافحة الإرهاب وتغيرات تكتيكية

GMT 22:05 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

الحليب والسلوى

GMT 10:43 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

أجمل إطلالات نانسي عجرم المعدنية اللامعة في 2025

بيروت ـ مصر اليوم
  مصر اليوم - مكالمة سرية تكشف تحذيرات ماكرون من خيانة أمريكا لأوكرانيا

GMT 20:14 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر
  مصر اليوم - ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر

GMT 05:43 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 01 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 01:38 2025 السبت ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

رونالدو يتسلم المفتاح الذهبي للبيت الأبيض من ترامب

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 07:30 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية مدهشة لعام 2026 ستعيد تعريف متعتك بالسفر

GMT 10:52 2020 الإثنين ,14 كانون الأول / ديسمبر

كل ما تريد معرفته عن قرعة دور الـ 16 من دوري أبطال أوروبا

GMT 11:36 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

عبد الحفيظ يكشف انتهاء العلاقة بين متعب والأهلي

GMT 22:15 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

وزير الرياضة يكرم بطل كمال الأجسام بيج رامي الإثنين

GMT 18:12 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

الشرطة المصرية تستعرض قوتها أمام الرئيس السيسي

GMT 22:53 2020 السبت ,25 إبريل / نيسان

إطلالات جيجي حديد في التنورة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt