توقيت القاهرة المحلي 10:03:05 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«ما حساش».. بالناس

  مصر اليوم -

«ما حساش» بالناس

بقلم - ماجدة الجندي

دعك من «جلافة» الإعلامية، ومنطقها البغبغاواتى فى ترديد ما تظنه، أياً كان، فذلك أمر تعوّدناه.. واركن على جنب ما أشار إليه بعض الزملاء عن مبادئ أقرها اليونيسيف للتعامل مع الأطفال فى ظروف التحقيقات، أو المقابلات الإعلامية وغيره، وتناسَ، بالمرة، «الفورة» التى اجتاحت مواقع التواصل الاجتماعى، وحالة التعاطف مع الصبية القادمين من الفيوم وسوهاج وغيرهما، والذين تم ضبطهم بتهمة التهريب فى منفذ بورسعيد، وانتشر مشهدهم، مع الست المذيعة، وهى تحاكمهم على «الحرام» الذى يمارسونه، وعلى أنهم مجرمون فى حق البلد (جاى من بلدك عشان تهّرب!؟.. مبسوط من اللى إنت بتعمله!؟ بتشتغل فى الحرام يعنى! بتضر بلدك!؟.. فيه شغل شريف كتير.. لو دوّرت هتلاقى مليون عمل..!؟» دعك من حالة «الجلالة» التى كانت عليها الست اللى شايلة الميكروفون، وأنا أعنى التوصيف، وهى تمارس جلداً لا يبيحه أى قانون لصبية تهريب بضاعة نظير مائة وخمسين جنيهاً فى اليوم، وقم بتأجيل أى ردود عن مكان المليون فرصة عمل التى اقترحتها، غضّ البصر عن عمى البصيرة الإعلامى وفساد الذوق، والنزعات التربوية والوطنية، وركز مع «محفوظ».. محفوظ دياب، الصبى القادم من سوهاج إلى بورسعيد، لتعذّر، وشحّ اللقمة، وكان آخر المتكلمين من الصبية مع الست المذيعة وأقدرهم على بلورة «رسالة» متعددة الدلالات، وتأمل أمرين: أولاً ثباته رغم صلافة الست حاملة الميكروفون، وهو مقبوض عليه، ثانياً وهو الأهم، والأكثر نفاذاً: «رؤيته» التى أثبتها، ليس بدفوع ولكن بمنطق لم يهتز، ولا يمكن لك أن تدركه إلا فى سياقه وبنفس الألفاظ، التى عبّر بها «محفوظ»، والذى بلغ الذروة أو «الكريشندو» فى جملة من كلمتين، صوّبها للست حاملة الميكروفون «إنت ما حساش.. بينا».. قالت له: «جاى من سوهاج لبورسعيد عشان تهرّب؟»، رد «آه»، قالت: «مين دلّك على الشغلانة دى؟»، رد «أصحابى»، تمطّعت وقالت: «يعنى قرناء السوء؟» رد عليها: «لا.. مش قرناء السوء.. أمال نشتغل إيه؟»، قالت له: «اشتغل فى شركة نضافة»، رد عليها بشبه تساؤل: «بخمسين جنيه فى اليوم؟»، قالت: «دى بتاخد فيها كام»، رد: «١٥٠»، استدركت: «مين قالك إن فى النضافة هتاخد خمسين؟»، رد «أمال كام؟» ردت: «ما أعرفش.. بس أهى شغله شريفة».. ركز فيما سوف يستكمل به الصبى محفوظ: «والخمسين جنيه دى هتقضّى مين؟ بلاش أنا.. هتأكّل أم وتلات بنات؟»، قالت له: «على الأقل حلال».. هنا جاءت الخلاصة، كما يحسها «محفوظ» فى كلمتين: «إنت ما حساش بينا».. هنا نقطة ومن أول السطر، لأننا سوف نشهد نقطة تصاعد تحوّل فيها «محفوظ» إلى نائب عن «قرنائه»، فما إن جاء «الاستفهام الاستنكارى» من الست حاملة الميكروفون: «إيه.. إزاى بتقول كده؟» حتى راح يدافع عن قضيته، بفصاحة الصدق، مشيراً إلى أقرانه: «إزاى ده ما يروّحش بفلوس لأمه؟ إزاى ده ما يعرفش يكسى أخته؟.. هو إحنا.. مش محسوبين «ردالة» إحنا؟ إزاى الواحد يكسى نفسه ويجيب موبايل بالحلال؟»... استمر الحوار والست حاملة الميكروفون تدعو «محفوظ» للبحث فى الاستثمار والنضافة، وتضرب له أمثلة باللى بتشوفهم بيبيعوا على الشاطئ هدوم، إلى أن قالت له: «أنا زعلانة عليك»، فأعاد لها الكرة: «وإحنا زعلانين على نفسنا».. قالت له: «إنت بتستسهل».. كشف عن جرح فى ذراعه، ليبرهن لها «أنا مش باتساهل».. مضيفاً أنه يقوم بذلك ليعود إلى سوهاج بفلوس للعيد.. استمرت فى التقريع «مش بالحرام!».. قال: «بالحلال إزاى.. بالحلال هتكسب وأجيب..؟.. المهم خد بالك من نقطتين جايين.. لما قالت لمحفوظ: «شايفاك ناقم»، سألها: «ناقم إزاى يعنى؟»، قالت «حاسس كأن ده حقك» ولما اتهمته بأنه بيضر بلده، قال لها: «هى البلد مضرورة كده ومش مضرورة بالعربيات اللى محمّلة وبتعدى بالسلام عليكو؟».. تمسكوا الغلابة اللى زيينا، طب ما تمسكوا اللى طالع بمليون»...

أما الذى لم أستطع أن أمسك نفسى بعده، لما الست اللى شايلة الميكروفون قالت لمحفوظ الذى لم يجد لقمة عيش فى موطنه سوهاج، فجاء إلى بورسعيد والتقطه سماسرة التهريب، وأرجوك تماسك..

قالت له نصاً: «وباباك ومامتك بقى موافقين على اللى بتعمله!!!!؟».

نقلا عن الوطن

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«ما حساش» بالناس «ما حساش» بالناس



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

GMT 20:02 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم "عصابة المكس"
  مصر اليوم - أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم عصابة المكس

GMT 15:00 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك

GMT 02:46 2017 السبت ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

نجم تشيلسي يرفض دعوة ساوثجيت لوديتي ألمانيا والبرازيل

GMT 03:35 2017 الجمعة ,09 حزيران / يونيو

سهر الصايغ تعرب عن سعادتها بنجاح مسلسل "الزيبق"

GMT 13:23 2017 الأربعاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

التنورة المحايدة تعطيك المجال الأوسع لإطلالة مختلفة

GMT 12:43 2021 الإثنين ,13 أيلول / سبتمبر

سيرين عبد النور تأسر القلوب بجمبسوت أنيق

GMT 00:46 2021 الثلاثاء ,03 آب / أغسطس

الحكومة تنتهي من مناقشة قانون رعاية المسنين

GMT 11:57 2021 الخميس ,10 حزيران / يونيو

مالك إنتر ميامي متفائل بتعاقد فريقه مع ميسي

GMT 09:23 2021 الخميس ,21 كانون الثاني / يناير

ضغوط متزايدة على لامبارد بعد أحدث هزيمة لتشيلسي

GMT 04:38 2021 الثلاثاء ,19 كانون الثاني / يناير

نفوق عشرات الآلاف من الدواجن قرب بلدة "سامراء" شمال بغداد
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon