توقيت القاهرة المحلي 13:52:52 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«البراندات» ...على كورنيش الإسكندرية!

  مصر اليوم -

«البراندات» على كورنيش الإسكندرية

بقلم - ماجدة الجندي

لو حكينا عن حكاية كورنيش الاسكندرية نبتدى منين الحكاية؟. ممكن نبدأ بالكلام عن خطورة غياب الثقافة عن المسئول التنفيذى مثلا.. أو يمكن أن نذكر، أنه فى سبيل السعى الى فكر مؤسسي، وبناء مؤسسات، لا يحق لمسئول تنفيذي، اتخاذ قرار منفرد، وكأنها فكرة طلعت فى دماغه، دون رؤية متكاملة.. أو يمكن ثالثا ورابعا وخامسا أن نصرخ: يكفينا ما ضاع، وتم تبديده.... يمكن أيضا البداية من السؤال، عن أحقية الناس فى أن تفهم طبيعة ودوافع ما يتم او ما يخص حياتها والمكان الذى تعيش فيه؟ عن المحددات لطبيعة عمل المسئول التنفيذى والتى لا نعرف أين تقف ولا ماهى حدودها، والتى سمحت وتسمح لأى موظف حتى ولو فى محلية من المحليات، أن يتخذ قرارات، يراها هو من وجهة نظر صائبة، او يمررها تحت أى مبرر، فإذا بها مدمرة!.. أو ربما كان من من باب اولي، نمارس النقد الذاتى لانفسنا كصحفيين، كأبناء مهنة يفترض فيها، أنها تضع تقصى الحقائق فى صدارة، مسئولياتها، ولم تفعل فى التوقيت المناسب؟ او نتكلم عن فقه القيمة، فريضتنا الغائبة، تحت وطأة الترويج ان كل شىء تحسب قيمته بالفلوس، غافلين عن أن هناك ما لا يعوض ولا يقدر بالفلوس.

استيقظ الاسكندرانية على تجليات أو أنواع من الأسوار العازلة، بين الناس والبحر.. أسوار حديدية.. أعمدة على شاكلة أعمدة السجون.. أسوار خرسانية، أسمنت صب. يوم.. اتنين.. تلاتة، ووسائل التواصل الاجتماعى تغمرنا بصور، إن لم يكتب تحتها انها لكورنيش الاسكندرية، لذهب خيالك الى بعيد.. كان من ضمن الصور، لقطة يمكن ان تكون عالمية.. سيدة جالسة فوق كرسى بلاستيك ابيض، تمد بصرها الى بحرها، بحر الاسكندرية.. عبر الاسوار الحديدية! أيام وأيام، صور وتعليقات دون ان نقرأ كلمة فى جريدة او تحقيقا على شاشة، حتى قدمت القناة الاخبارية، اكسترا نيوز، مداخلة مع السيد اللواء أحمد حجازي، رئيس الادارة المركزية للسياحة والمصايف، ليبشرنا أنه جار تنفيذ مشروع سياحى ضخم، سوف يضع الاسكندرية على خريطة السياحة، وانه وبسبب هذا المشروع، السائح سيمكث فى الإسكندرية أربعة ايام بدل اثنين!.. وايه هو المشروع؟ المشروع يا سيدي، جزء منه عشرون محلا، كلهما براندز! براندز يعنى ، ماركات..! يعنى سوف تدخل الاسكندرية، أو بالأحرى مصر موسوعة الغرائب والطرائف، من باب البراندز! الموظف الذى حجب البحر، فى جزء من اروع مساحات المتوسط، ليبيع البراندز! من الترهيب ووأد الكلام وقطع الطريق على المنتقدين قال السيد المسئول، ان العشرين محلا، وفروت 800 فرصة عمل، وزادنا، الاتهام بأن الناس لا ترى الا السيئ، وان المنتقدين من حزب أعداء نجاح!

هل يجدى المنطق فى مثل هذا النقاش؟ أى منطق؟.. المنطق على سبيل المثال فى قياس النفع والضرر، او المعيار.. او المثل الذى احتذى به السيد المسئول أو أحقيته وهو مسئول عابر، مسئوليته تنفيذية محددة المدة، طالت او قصرت، فى اتخاذ مثل هذا القرار العشوائي، واسمح لى المخرب؟ لقد نحيت جانبا، اى حديث عن أحقية المواطنين فى «نفس هوا نضيف» أو حقوقهم فى معرفة ما يجري.. انا فقط اتساءل من أين أتى السيد المسئول بهذا النموذج ...من أين استوحى فكرة البحر السجين؟ وماهى حدود معرفته بالسياحة، التى يتولى مسئوليتها بالاسكندرية، بالسياحة كرؤية ومنتج .لا سيدي.. لسنا أعداء للنجاح .. لكننا تعبنا من تغييب الثقافة .. أنهكتنا الأسئلة التى بلا إحابة.

نقلا عن الاهرام القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«البراندات» على كورنيش الإسكندرية «البراندات» على كورنيش الإسكندرية



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

الملكة رانيا بإطلالات شرقية ساحرة تناسب شهر رمضان

عمان ـ مصر اليوم

GMT 02:02 2021 الخميس ,21 كانون الثاني / يناير

الملكي يتقدم 1-0 قبل نهاية الشوط الأول ضد ألكويانو

GMT 10:15 2021 الإثنين ,18 كانون الثاني / يناير

للمرة الثانية أسبوع الموضة في لندن على الإنترنت كلياً

GMT 14:16 2021 الأحد ,03 كانون الثاني / يناير

الحكم في طعن مرتضى منصور على حل مجلس الزمالك

GMT 09:20 2020 الأحد ,13 كانون الأول / ديسمبر

طريقة لتبييض الأسنان ولإزالة الجير دون الذهاب للطبيب

GMT 08:52 2020 السبت ,24 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار العملات الأجنبية مقابل الجنيه المصري اليوم السبت

GMT 02:02 2020 الأربعاء ,14 تشرين الأول / أكتوبر

مصر على أتم الاستعداد لمواجهة أى موجة ثانية لفيروس كورونا

GMT 09:09 2020 الأحد ,11 تشرين الأول / أكتوبر

حسام حسني يؤكد لو تم علاج ترامب في مصر لكان شفائه أسرع

GMT 14:47 2020 الأربعاء ,09 أيلول / سبتمبر

أستون فيلا يعلن عن تعاقده مع أغلى صفقة في تاريخه

GMT 04:36 2020 الخميس ,20 شباط / فبراير

ابن الفنان عمرو سعد يكشف حقيقة انفصال والديه

GMT 04:46 2019 السبت ,14 كانون الأول / ديسمبر

هنا الزاهد بإطلالة جريئة في أحدث ظهور لها

GMT 09:51 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

"أدنوك أبوظبي" يحتفل باليوم الوطني للإمارات

GMT 18:05 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

"ويفا" يُعلن طرح مليون تذكرة إضافية لجمهور "يورو 2020"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon