توقيت القاهرة المحلي 02:40:49 آخر تحديث
  مصر اليوم -

تطور مفرط

  مصر اليوم -

تطور مفرط

بقلم - عزة كامل

لماذا نكون نحن النساء فى حاجة إلى تبرير مكانتنا وأفعالنا دائما؟، فى محاولات فاشلة لدحض محاولات الإقصاء والتهميش، لماذا علينا أن نتنازل عن طيب خاطر ورضا مفتعل للتواجد فى الفضاء العام؟!، بل نعتذر عن ذلك أيضا، ولماذا علينا أن نعيش الضغط والتنكيل ونواجه العراقيل أمام شهوانية ذكورية مريضة فجة اجتاحت البر والبحر والجو؟، ولماذا علينا أن نتعرض صاغرين للسخرية والاستهزاء والاستخفاف والتنكيل والترويض؟!

لسنا جوار، ولسنا محظيات لمتعة الرجال وإشباع غرائزهم، يجب أن يفرض كل رجل على نفسه رقابة ذاتية جنسية ليصبح فردا مسؤولا تجاه المجتمع، لا مجرد بوق يردد تعاويذ حماية الأخلاق والشرف، فى نفس الوقت الذى يمارس فيه التحرش بازدواجية وعنصرية وشهوانية قبيحة، وانحطاط قيمى وأخلاقى منحط، يمارسون أفعالهم الخسيسة دون أدنى شعور بالذنب، ولا يهم إذا كانت الفريسة طفلة، أو شابة، أو امرأة منتقبة، أو امرأة محجبة، سافرة، فى المواصلات وفى الشارع، على الشاطئ، ويتبارون فى وصم ضحيتهم التى تتجرأ لفضحهم سواء بالتصوير، أو بتحرير محضر أو الحبس، ويكون مصيرها الضرب أو تشويه الوجه أو الطعن، وكم تكون الكارثة مروعة حين تزهق من جراء ذلك الأرواح، كما حدث للزوج الذى دافع عن زوجته ضد المتحرش بشاطئ أبويوسف بالعجمى فأردوه قتيلا.

لقد قتلت النساء اللاتى تعرضن للتحرش بحد السيف مرات ومرات، بدءا من انتهاك أجسادهن، مرورا بإلقاء اللوم عليهن وإطلاق النمائم والافتراءات والأكاذيب والعقد النفسية والشائعات عليهن، حتى ينتهى الأمر بالقتل العلنى.

عقد نفسية وتدهور أخلاقى توظف لحساب ذكورية غثة، يباركها المنافقون والمراءون الذين يتلذذون بإهانة النساء تحت نزعات سادية مفرطة، واستهداف الجسد الأنثوى وإصابته بالأذى والضرر والتشويه العضوى والنفسى من بتر الأعضاء التناسلية، تزويج القاصرات والإتجار بهن، والتحكم فى حياتهن، وتغيب عن النساء أداة التعريف للتقليل من احترامهن وإمعانا فى إذلالهن: (فتاة العتبة، فتاة إمبابة، فتاة المول، فتاة التجمع..)، أى يتم إلغاء المرأة لحساب الرجل، واختزالها لمجرد وعاء جنسى، والأخطر هى ردود فعل من يتماهى معهم، إنها ردود كاشفة للمستنقع الردىء الذى يحيط بمجتمعنا، هذا بالإضافة إلى الغموض والتبرير المخيم على مشروعية النساء فى الشارع، المقصود هو إلغاء إرادة المرأة الكائن الفيزيائى، إلغاء إرادتها المستقلة، ويضرب عليها حجاب نفسى، يحجب الإرادة والإدراك والفعل، الطريق للانعتاق باهظ التكلفة، لكن الرجال لا يعلمون أن غضبة نساء مصر سوف تأكل الأخضر واليابس.

نقلا عن المصري اليوم 

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تطور مفرط تطور مفرط



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

هيفاء وهبي بإطلالات باريسية جذّابة خلال رحلتها لفرنسا

القاهرة - مصر اليوم
  مصر اليوم - موناكو وجهة سياحية مُميّزة لعشاق الطبيعة والتاريخ

GMT 16:28 2024 الأربعاء ,17 إبريل / نيسان

أنواع من الفواكه تحتوي على نسبة عالية من البروتين
  مصر اليوم - أنواع من الفواكه تحتوي على نسبة عالية من البروتين

GMT 00:01 2024 الخميس ,18 إبريل / نيسان

نيقولا معوض بطل النسخة العربية لمسلسل امرأة
  مصر اليوم - نيقولا معوض بطل النسخة العربية لمسلسل امرأة

GMT 16:13 2024 الأربعاء ,17 إبريل / نيسان

"فولكس واغن" أبوظبي تُمدّد عروضها الرمضانية
  مصر اليوم - فولكس واغن أبوظبي تُمدّد عروضها الرمضانية

GMT 00:48 2020 الخميس ,28 أيار / مايو

محمد رمضان يتصدر مؤشرات محرك البحث "غوغل"

GMT 23:26 2020 الجمعة ,17 إبريل / نيسان

السنغال تُسجل 21 إصابة جديدة بفيروس كورونا

GMT 11:27 2020 الإثنين ,02 آذار/ مارس

مجلة دبلوماسية تهدى درع تكريم لسارة السهيل

GMT 12:58 2019 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

خطوات تضمن لكٍ الحصول على بشرة صافية خالية من الشعر

GMT 16:39 2019 الأربعاء ,19 حزيران / يونيو

الحكومة المصرية تحصل على منح بـ 635 مليون جنيه

GMT 05:48 2019 السبت ,27 إبريل / نيسان

جوني ديب يقرر الزواج من راقصة روسية

GMT 13:34 2019 الإثنين ,14 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي لدول المتوسط يصنّف الأفضل لعام 2019
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon