توقيت القاهرة المحلي 19:01:42 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«حكايات من دفتر الوطن» أيقونة صلاح عيسى

  مصر اليوم -

«حكايات من دفتر الوطن» أيقونة صلاح عيسى

بقلم - عزة كامل

-1-

فى الليالى الشتوية، يكون الكتاب خير أنيس لك، وأنت تتدثر بأغطية المقاومة البرد الذى يسرى فى العظام، وللمرة الرابعة يأخذنى كتاب الراحل المبدع صلاح عيسى «حكايات من دفتر الوطن» إلى دهاليز التاريخ المصرى، إلى عالم متكامل نابض بقلب الوطن وبأحزانه وأفراحه وهزائمه وإخفاقاته، وإلى الجانب المشرق من المقاومة، رغم الجوع والفقر والاضطهاد والقتل، إنها حكايات تنقل قارئها إلى الزمن الذى جرت فيه حوادثها، بكل وقائعه، وشخوصه، ومبانيه وصحفه وفنونه، حكايات حشد فيها صلاح عيسى كل مفردات الماضى الجليل المهيب من أحداث وصور تاريخية نادرة لأبطال وبشر وأماكن الزمن الذى ولى، ليحيا كما يقول «من جديد بين عيون القارئ- وخاصة الشباب- فيعشقه، لأنه ماضى الوطن الذى لا نملك إلا أن نحبه، حاضرا وماضيا ومستقبلا».

-2-

لقد قاده كتاب الأستاذ «أحمد بهاء الدين»، «أيام لها تاريخ»، إلى عالم التاريخ الرحيب، فكتب حكايات «من دفتر الوطن»، ليبحث فيه عن قوته وعزائه وكبريائه، لعل الهروب إلى الماضى- كأحلام المستقبل- نوع من النفى الاختيارى، كان لابد منه ولكل جيله أن يكتب كتابا عن «عذاب مصر»، عن الوجه الذى «يضحك وهو ينزف، والقامة التى تنحنى رغم مطارق الزمن، ووحشية الغزاة، وجبروت الطغاة من المجاعات والطواعين وأكل الكلاب والقطط فى الشدة المستنصرية، عن النكبة والكوليرا، عن ثورات العربان والعوام والحرافيش وصعاليك المدن، عن الخيانة وجنون السلاطين، وتحريم أكل الملوخية، عن سجون العصور الوسطى المرعبة المقشرة، والحجرة، وخزانة شمايل، عن نشر الناس كالأخشاب وسلخ جلودهم كالشياه، لأنهم قالوا ما يعتقدون أنه الصواب».

-3-

لقد أراد «لعذاب مصر» أن يكون رسالة من جيله لجيل يأتى بعده يتعرف على آبائه وجدوده بدون تشويه أو تزويق أو تلفيق واتهامات بالخيانة، حتى يخلقوا «رابطة الحب بينهم وبين طريق الأرض والناس، لكى يضيفوا إلى هذا التاريخ ويعمقوا نضال الإنسان المصرى ويستنقذوا عقولهم من الضغط والحصار»، وبينما أخذ صلاح عيسى يجمع مادة هذا العذاب، عثر على هذه الحكايات، حكايات تقدم تفسيرات متعددة لأزمة الضمير المصرى فى اختياراته المفروضة عليه، والتى جعلت معظم رواد الفكرة الليبرالية فى صف المحافظين سياسيا، بينما كان المتقدمون فى السياسة أقرب إلى المحافظة فى مسائل الفكر الاجتماعى، ومعظم الحكايات تحاول تتبع ورصد لعدد من أوجه قضية الحرية وعلى رأسها قضايا الاحتلال والتحرر الوطنى، وانعكاساتها على مقدرات الوطن الاجتماعية والاقتصادية والتنظيمية والسياسية.

-4-

يأخذنا صلاح عيسى كحكّاء بارع، وسارد مبدع، مستخدما فطنته وذكاءه السياسى التحليلى، إلى هذا العالم الممتع المبكى، المدهش، العجائبى، من خلال إعادة تخليق الأحدث اعتمادا على الدراما الطبيعية فى واقع التاريخ، فى كل الحكايات «السلطان وقضاة الشرع، الموت على تل العقرب، مقتلة الأحد الدامى، مغامرات عبدالله أفندى بالمر، البطريرك فى المنفى، زمن الجوارى، رصاصات الأمير سيف الدين، جلاد دنشواى ومأساة مدام فهمى، العجوز والثورة، مؤامرة ضد زعيم الأغلبية، مصرع مأمور البدارى، رفعت العلم يا عبد الحكيم».

لقد عثر صلاح عيسى على حكايته، فهل نستطيع نحن أن نعثر على حكايتنا؟!.

نقلا عن المصري اليوم القاهرية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«حكايات من دفتر الوطن» أيقونة صلاح عيسى «حكايات من دفتر الوطن» أيقونة صلاح عيسى



GMT 19:01 2024 الأحد ,05 أيار / مايو

مجرد سؤال ليس إلا

GMT 19:00 2024 الأحد ,05 أيار / مايو

سلام الأوهام مجددًا!

GMT 02:58 2024 الأحد ,05 أيار / مايو

عبودية لطيفة

GMT 02:54 2024 الأحد ,05 أيار / مايو

تحديات القمة العربية في البحرين

GMT 02:52 2024 الأحد ,05 أيار / مايو

أهكَذا «البدرُ» تُخفِي نورَهُ الحُفَرُ؟!

الملكة رانيا تتألق بإطلالة جذّابة تجمع بين الكلاسيكية والعصرية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 11:46 2017 الجمعة ,16 حزيران / يونيو

فوائد زيت الزيتون للعناية بالبشرة

GMT 00:35 2018 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

ثروت سويلم يكشف عن جلسة أبوريدة لحسم عودة الجماهير

GMT 18:48 2017 الثلاثاء ,12 كانون الأول / ديسمبر

محمد صلاح يهدي أبناء قريته 150 تيشيرت لليفربول

GMT 17:53 2021 الخميس ,15 تموز / يوليو

انخفاض أسعار النفط لليوم الثاني على التوالي

GMT 14:41 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

رسميًا تشيلسي يعلن تعاقده مع إدوارد ميندي

GMT 01:05 2019 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الأولى من ترينالي الشارقة

GMT 10:15 2018 الأربعاء ,24 كانون الثاني / يناير

تناول 5 حبات من الفطر يوميًا يقي من السرطان والخرف
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon