توقيت القاهرة المحلي 01:42:17 آخر تحديث
  مصر اليوم -

امرأة وثلاث بنات

  مصر اليوم -

امرأة وثلاث بنات

بقلم : عزة كامل

فى أحيان كثيرة كانت تراقبه وهو يجلس فى الخلاء على ضوء النار المشتعلة، عندما يكون منحنيًا على جذع شجرة، يدون شيئًا ما فى دفتره القديم، يتوقف عدة مرات أثناء التدوين كأنه يفكر بدقة فيما يكتبه، وأحيانًا كان يقف وسط أكوام القش، التى كانت تحيط بالمكان، رافعًا يديه إلى السماء. فى عصر أحد الأيام ذهبت للتسوق، وعرجت على محطة القطار، فوجدت صورًا لرجل مُعلَّقة على الأعمدة والجدران، لم تستطع تبيُّن ملامحه فى البداية، وعندما اقتربت من الصورة شهقت مأخوذة، إنه هو بعينه، اقترب منها شرطى، وقال لها: هل تعرفينه؟ فأصابها الخرس!.

تلعثمت وهى ترد عليه: أنا.. أنا، لا أعرفه، نظر إليها الشرطى نظرة شك، ثم تركها وانصرف، أخذت تركض بكل عزمها، وهى تبكى فى فزع وتنادى على بناتها. عندما وصلت إلى البيت لم تجده فى مكانه المعتاد.. بعد نصف الساعة سمعت نباح كلاب ضالة وضجة آتية من ناحية محطة القطار.. دق قلبها بعنف، واكتشفت أن عشرة رجال يرتدون ملابس الشرطة ويمسكون بأيديهم بعض كلاب ضخمة، ولكنها متحفزة، تقدم منها قائد الشرطة وسألها: أين القاتل الذى يختبئ عندك؟ واستدار بوجهه ذات اليمين وذات اليسار، وأعطى إشارة غامضة إلى فرقته، فانطلقت بالكلاب تبحث وتفتش، فانطلقت إلى كومة القش وتفحصتها بدقة، لم يكن هناك، ولم يكن كذلك أى أثر لبناتها.

انتفض الرجل غاضبًا: لقد هرب.

لطمت خدها وهى تصرخ: خطف بناتى.. خطف بناتى!.

شقّت الأم ملابسها، مشيت كالممسوسة تبحث فى كل ركن عنه.. أشعلت النار فى ملابسه وما تبقى منه، ساد المكان وحشة.. لا أثر لعابر سبيل، ولا لليالى العذبة على ضوء النار.. لا أثر منه لأى شىء فى المكان، عند الفجر تناهى إلى سمعها نباح كلاب وأصوات كثيرة مختلطة، ظهر رجال البوليس مرة أخرى.. عندما اقتربوا منها هذه المرة، كان أحدهم يحمل البنت الكبرى، التى مالت برأسها على كتفه بشعرها المنكوش وثيابها الممزقة وآثار كدمات وجروح على جسدها، أما الابنة الوسطى، التى كانت تحدّق فى الخلاء، فكانت الدماء تغرق سروالها.. والصغرى كانت مغطاة ببطانية صوف.. ولا يظهر منها شىء.

جرت الأم إليها، خطفتها ووضعتها على رجليها، وأخذت تفتش فيها، وتشم رائحتها كقطة مفزوعة.. لقد كانت جثة هامدة، كانت آثار الخنق واضحة على رقبتها، أخذت تصرخ بهستيريا وجنون: بنتى ماتت.. بنتى ماتت، حتى بُحَّ صوتها.. واختلط بنباح الكلاب وضاع فى الخلاء، بينما كان الصمت مطبقًا

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

امرأة وثلاث بنات امرأة وثلاث بنات



GMT 03:20 2022 الأربعاء ,25 أيار / مايو

فى رئاسة الوزراء!

GMT 01:54 2022 الخميس ,14 إبريل / نيسان

أوروبا لا تتحمّل انقلابا في فرنسا

GMT 03:11 2022 الإثنين ,21 شباط / فبراير

الدعاية سلاح طهران المكسور
  مصر اليوم - أحمد حلمي يكشف أسباب استمرار نجوميته عبر السنوات

GMT 10:05 2017 الإثنين ,18 أيلول / سبتمبر

الثروة الحقيقية تكمن في العقول

GMT 13:33 2019 الثلاثاء ,12 آذار/ مارس

أفكار بسيطة لتصميمات تراس تزيد مساحة منزلك

GMT 00:00 2019 الأحد ,17 شباط / فبراير

مدرب الوليد يُحذِّر من التركيز على ميسي فقط

GMT 12:26 2019 السبت ,12 كانون الثاني / يناير

تدريبات بسيطة تساعدك على تنشيط ذاكرتك وحمايتها

GMT 20:58 2019 الإثنين ,07 كانون الثاني / يناير

مؤشر بورصة تونس يغلق التعاملات على تراجع

GMT 16:54 2018 الإثنين ,03 كانون الأول / ديسمبر

"اتحاد الكرة" يعتمد لائحة شئون اللاعبين الجديدة الثلاثاء

GMT 15:16 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

وزارة "الكهرباء" تستعرض خطط التطوير في صعيد مصر

GMT 19:26 2018 الإثنين ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

أمن الجيزة يكشف عن تفاصيل ذبح شاب داخل شقته في منطقة إمبابة

GMT 22:47 2018 الجمعة ,31 آب / أغسطس

أمير شاهين يكشف عن الحب الوحيد في حياته

GMT 00:49 2018 الجمعة ,29 حزيران / يونيو

أيتن عامر تنشر مجموعة صور من كواليس " بيكيا"

GMT 04:18 2018 الثلاثاء ,05 حزيران / يونيو

اندلاع حريق هائل في نادي "كهرباء طلخا"

GMT 22:56 2018 السبت ,02 حزيران / يونيو

فريق المقاصة يعلن التعاقد مع هداف الأسيوطي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon