توقيت القاهرة المحلي 17:14:21 آخر تحديث
  مصر اليوم -

صرخة محمود درويش

  مصر اليوم -

صرخة محمود درويش

بقلم - عزة كامل

عقود كاملة من نقص المعلومات وتزوير وتشويه لقضية فلسطين، أدت إلى أحكام جائرة وعشوائية، وازدادت الخلافات الفلسطينية وتوظيفها ضد القضية نفسها، بالإضافة إلى محاولات أطراف عديدة لعزل المقاومة الفلسطينية وسحق قواها، وقد أثبتت الأيام والوقائع أن الشعب الفلسطينى لا بد أن يقاوم اليوم وغدا، إذا أراد استعادة وطنه.

لقد تحول صمود الشعب الفلسطينى إلى أسطورة، والقضاء على الأسطورة أمر شاق ومستحيل، الأسطورة التى ترتكز فى جوهرها على الإيمان بـ«الحياة من خلال الموت»، الفلسطينى يدفع الموت كفدية من أجل الخلاص، والجديد فى الأسطورة الفلسطينية، أن الفلسطينى الذى ينتظر الموت فى أى لحظة يقول أنا «هنا»، وهذه بلادى وتلك هويتى، ويترك جسده للسياط والصلب، ويحول مكان صلبه لساحة ينشد بين ركامها أغنية الدم ويلعن الجلادين، إنه يقدم على الصلب فى سبيل الحياة الجديدة التى يريدها لفلسطين.

إنها أسطورة الحياة التى تولد من الموت، والتى تعاش جماعيا، إنها قناعة بأن فلسطين ستعود أقوى مما كانت، وهذا ما يجعل الكفاح الفلسطينى متفردا، وفى المعركة يولد الأطفال رجالا ونساء، وتنمو معهم طبيعة مقاومة العدوان والتحدى، وهم يجابهون الاعتداء على وطنهم وشعبهم وأرضهم، والتى تتحول إلى حدث يومى وجزء من الحياة اليومية، ومنذ طوفان الأقصى تفجرت القضية الفلسطينية بقوة، ووضعت فى بؤرة العالم، وأصبحت فلسطين الأرض والبشر والتاريخ، وتم فضح الأكاذيب الصهيونية، ووجدت صرخة الشاعر محمود درويش صداها، والتى أطلقها منذ عقود «نحن لم نبحث عنه..، عن هذا الوطن فى حلم أسطورى وخيال بعيد، ولا فى صفحة جميلة من كتاب قديم، نحن لم نصنع هذا الوطن كما تصنع المؤسسات والمنشآت، هو الذى صنعنا، هو أبونا وأمنا، ونحن لم نقف أمام الاختيار، لم نشتر هذا الوطن من حانوت أو وكالة، ونحن لا نتبناه، ولم يقنعنا أحد بحبه، لقد وجدنا أنفسنا نبضا فى دمه ولحمه ونخاعا فى عظمه، وهو لهذا لنا، ونحن له».

هذا الخطاب وجهه درويش لأبناء وطنه الذين يقامون اللصوص، وخاطب به الصهاينة اللصوص الذين اخترعوا لأنفسهم وطنا، استنادا على حلم أسطورى زائف، صرخة محمود درويش مازال العالم يسمعها، واستطاعت تحريك ضمائر الشعوب، وها هى جنوب إفريقيا وأحفاد نيلسون مانديلا ينتفضون لفضح التوحش، والتعصب الصهيونى البشع والإبادة الجماعية، وترتفع أصواتهم تحت سقف المحكمة الجنائية الدولية بإدانة إسرائيل، ليؤكدوا للعالم أن قضية فلسطين حية، عادلة لا تقهر، وشمسها ليست بعيدة أبدا، رغم أنف كل الكارهين.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

صرخة محمود درويش صرخة محمود درويش



GMT 02:56 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

«حماس» 67

GMT 02:50 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

نهاية مقولة «امسك فلول»

GMT 02:30 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

الإعلام البديل والحرب الثقافية

GMT 02:26 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

«الدارك ويب» ودارك غيب!

GMT 02:11 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

الاستثمار البيئي في الفقراء

GMT 16:02 2024 السبت ,27 إبريل / نيسان

طرق سهلة لتحسين صحة الأمعاء والحفاظ عليها
  مصر اليوم - طرق سهلة لتحسين صحة الأمعاء والحفاظ عليها

GMT 13:43 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

يتيح أمامك هذا اليوم فرصاً مهنية جديدة

GMT 10:39 2022 الثلاثاء ,19 تموز / يوليو

الأهلي يسوّق بدر بانون في الخليج والرجاء يريده

GMT 11:36 2021 الأربعاء ,13 كانون الثاني / يناير

النجم الألماني مسعود أوزيل يختار الأفضل بين ميسي ورونالدو

GMT 04:38 2020 الثلاثاء ,25 آب / أغسطس

دنيا سمير غانم تتألق رفقة زوجها

GMT 20:38 2020 الأربعاء ,22 تموز / يوليو

كوريا الجنوبية تسجل 63 إصابة جديدة بكورونا

GMT 13:16 2019 الخميس ,17 كانون الثاني / يناير

طريقة سهلة لتحضير الهريسة الحلوة

GMT 11:35 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

إنتاج الجيل الثالث من المحفظة الذكية المضادة للسرقة

GMT 21:19 2017 الأحد ,04 حزيران / يونيو

زهير مراد يعلن عن فساتين زفاف لربيع وصيف 2017

GMT 15:06 2013 الإثنين ,20 أيار / مايو

خان الخليلي وجهة سياحية مصرية لا تُعوض

GMT 15:15 2021 الأربعاء ,21 تموز / يوليو

حمادة هلال يتصدر تريند يوتيوب بكليب «أم أحمد»
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon