توقيت القاهرة المحلي 10:11:49 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ويكون الموت قد مدّ ظلّه!!

  مصر اليوم -

ويكون الموت قد مدّ ظلّه

بقلم - عزة كامل

في منتصف الليل يطوقنى كابوس رهيب، لا أدرى أين أنا، ولا أدرك الزمن، هل الوقت كان ليلًا أم نهارًا؟، وهل أنا في بيتى، أم في مكان آخر؟. أدرك أننى بين الأنقاض والجثث، أتمهل وأتحسس جسدى بلهفة، هل صرت أنا أيضًا جثة تتحرك؟، أتخبط وأتقلب، وتختلط علىَّ الأشياء والأمور. هذه ليلة مكرورة لكابوس يطوق عنقى وروحى وقلبى، ويغوص بى في جوف الظلمة، أحاول أن أصحو من هذا الكابوس الفاجر، أضرب الهواء بيدى وقدمى، أحاول أن أنادى أحدًا، فلا يخرج صوتى، يتحشرج في حنجرتى، أتهاوى في قاع بئر مهجورة وعميقة.

تتراقص ظلال الأشباح والأجسام المبهمة حولى، أزحف نحو أي مساحة آمنة، ولا أدرى إذا كنت أزحف على الأرض أم على روحى؟، أسمع أنينى، الأنين العاجز عن الصحو، أحاول الخروج من نفسى المرعوبة إلى نفسى اليقظة، أتشرب أنفاسى، وأتجول في ذاكرتى، تستيقظ كل مشاهد الغدر والخيانة والهلع، أتمزق وأحاول أن أبحث عن طوق نجاتى، فلا أجد شيئًا، تنخلع ساقى وتهوى أشلاء.

منتصف الليل الموحش يتعالى فيه أنين النفس المكرور، ودقات القلب العاجز المعتل، ولا أرى إلا نظرة الوحوش المحملقة النهمة الكريهة، والجوع والعطش ونثار الدم وسط لجة الرعب والهلاك، أصبح ليلى موغلًا في وحشته، يلفظنى إلى فراغ العدم، عندما أستيقظ مبكرًا، يكون استيقاظى أشد سوادًا من الكابوس، الصباح يرشح دمًا، والشمس الباكية تغيب عن مفارق الطرق، والسماء تضن بمائها، وغزة تكون جائعة، وأهلها عطشى، وأبناؤها تفرقت خطاهم نحو الموت وهم مطعونون بالعذاب، لم ترفعهم قبة السماء، ولم تفتح لهم الأبواب، أو ستائرها المسدلة، ويرحلون بعد أن يدفنوا أسرارهم في باطن الأرض مع أجدادهم، ويكون الموت قد مد ظله البغيض على الأفق، وانسابت الصرخات الممرورة جداول وأنهارًا، حتى الشجر يموت بعد أن سقطت أوراقه القديمة وغادرته قلوب الأطفال المجنحة وهى تبحث عن الأمان تحت ظلاله، الأطفال الذين كبروا خارج الزمان، والذين حملتهم غيمة سوداء إلى المجهول، وهم يسكبون دموعهم على عالم يموج بالعار والخذلان والخيانة، وانكسرت قوادم أحلامهم وهم يبحثون في كل الحنايا عن أمهاتهم وبيوتهم.

أحاول أن أُلملم أشلائى، لا أدرى ماذا أفعل؟، هل أصرخ أم أبكى لعجزى شبه الكامل، وقلة حيلتى في نهاية عمرى؟، حين فقدنا جوهر العدل صار الشيطان ملاكًا، والجلاد ضحية، والظلم رضا، والكذب حقيقة مؤكدة، والجثث التي أَبْكَتْنا وعصرتنا آلامًا وأنينًا ووحشة وحزنًا.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ويكون الموت قد مدّ ظلّه ويكون الموت قد مدّ ظلّه



GMT 01:42 2024 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

التوريق بمعنى التحبير

GMT 01:38 2024 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

مَن يحاسبُ مَن عن حرب معروفة نتائجها سلفاً؟

GMT 01:34 2024 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

كيسنجر يطارد بلينكن

GMT 01:32 2024 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

غزة وانتشار المظاهرات الطلابية في أميركا

GMT 01:29 2024 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

من محمد الضيف لخليل الحيّة
  مصر اليوم - أحمد حلمي يكشف أسباب استمرار نجوميته عبر السنوات

GMT 10:05 2017 الإثنين ,18 أيلول / سبتمبر

الثروة الحقيقية تكمن في العقول

GMT 13:33 2019 الثلاثاء ,12 آذار/ مارس

أفكار بسيطة لتصميمات تراس تزيد مساحة منزلك

GMT 00:00 2019 الأحد ,17 شباط / فبراير

مدرب الوليد يُحذِّر من التركيز على ميسي فقط

GMT 12:26 2019 السبت ,12 كانون الثاني / يناير

تدريبات بسيطة تساعدك على تنشيط ذاكرتك وحمايتها

GMT 20:58 2019 الإثنين ,07 كانون الثاني / يناير

مؤشر بورصة تونس يغلق التعاملات على تراجع

GMT 16:54 2018 الإثنين ,03 كانون الأول / ديسمبر

"اتحاد الكرة" يعتمد لائحة شئون اللاعبين الجديدة الثلاثاء

GMT 15:16 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

وزارة "الكهرباء" تستعرض خطط التطوير في صعيد مصر

GMT 19:26 2018 الإثنين ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

أمن الجيزة يكشف عن تفاصيل ذبح شاب داخل شقته في منطقة إمبابة

GMT 22:47 2018 الجمعة ,31 آب / أغسطس

أمير شاهين يكشف عن الحب الوحيد في حياته

GMT 00:49 2018 الجمعة ,29 حزيران / يونيو

أيتن عامر تنشر مجموعة صور من كواليس " بيكيا"

GMT 04:18 2018 الثلاثاء ,05 حزيران / يونيو

اندلاع حريق هائل في نادي "كهرباء طلخا"

GMT 22:56 2018 السبت ,02 حزيران / يونيو

فريق المقاصة يعلن التعاقد مع هداف الأسيوطي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon