توقيت القاهرة المحلي 19:40:02 آخر تحديث
  مصر اليوم -

علم يرفرف على ركام البيوت

  مصر اليوم -

علم يرفرف على ركام البيوت

بقلم - عزة كامل

مظاهرات الطلاب المستمرة في جامعات أمريكا وغيرها من البلدان الأوروبية، تؤكد أنه لم يعد بإمكان شعوب العالم المترامية في شتى أنحاء الكرة الأرضية، أن تبقى صامتة وهى تشاهد الإبادة الجماعية، والمؤامرات الإجرامية، والقصف الوحشى، وقتل الأطفال بقسوة غير آدمية، وتهجير الفلسطينيين، وسرقة بيوتهم وهدمها، بالإضافة لحجم التعذيب الذي يتعرض له المعتقلون من دهس وإهانات والنهش من الكلاب.

لقد كسر المتظاهرون حاجز الصمت والخوف بسبب الابتزاز المعادى للسامية، الذي كان بمثابة سلاح من أسلحة الدمار الشامل الذي يتعرض له الفلسطينيون بشكل يومى، لقد اكتشفوا أن الصهيونية ليست سوى آلية لتدمير المجتمعات البشرية، والقضاء على تاريخها وثقافتها، وأن وصم كل من يحاول رفض هذا الفكر الصهيونى بمعاداة السامية هو مجرد أكذوبة للردع والتخويف، وأنه لم يعد بالإمكان المشاركة في هذا الاحتفال الدموى الوحشى الذي هدفه الوحيد إزالة فلسطين من الوجود، وتحويلها إلى ذاكرة منسية، وهم يتساءلون: «أى نوع من البشر هؤلاء الصهاينة؟».

ولقد اكتشفوا الإجابة بما رأوه بالصوت والصورة، فهم العقول الصدئة، والنازيون الجدد، متسترون تحت معطف الخبث والدهاء والابتزاز، وأن حلفاءهم وداعميهم بشر متعطشون إلى السوء والانتقام، الداعمون بأموالهم وعتادهم وأسلحتهم وأفكارهم الشيطانية، المبتكرون والمبدعون في طرق الإبادة، يتسمون بأفكار متوحشة، خبيثة ومخادعة، سادية وأنانية، مساندون لمصاصى الدماء ببلاهة وعجرفة، حدقات عيونهم تتغذى من الظلمات، وتعيد كثافتها المرعبة.

أما الصامتون فصمتهم مخيف مثقل بكثير من الخزى، يتحركون كظلال تطوف في السماء عند الشفق، وتتلاشى بسرعة وتذوب في الهواء، ثم تهوى إلى الهوة التي لا قرار لها، تقفز من حلم إلى آخر جوعى ومرعوبة، وتنهض كجسد مهزوم على الصليب، جسد لتمثال أصم يغلفه الخرس والبلاهة، وتغدو خطواته مترنحة واهية، جسد عيونه معلقة بالدموع، أما الروح فحكمت عليها حيرتها بأن لا تهدأ وأن لا تنعم بالراحة، تنظر إلى العدالة من خلال حجب وتألق كاذب مخادع، فويل للسالك طريق الحق الذي لا أحد بمستطاعه سبر أغوار خفاياه السحيقة، فالإرادة سجينة والروح قلقة، الصامتون معظمهم ليسوا غير شدق كبير يطفح بالجبن والعار، يغرق في جدلية الخير والشر، تلقى الفوضى بظلالها المخاتلة، وتجعلهم أعضاء بشرية متناثرة، ومحطمة في وسط عالم مجنون متهافت يشع سخرية منهم، مكلل بكل أشكال العار الذي يثقل الحجر، لكنهم لا يرون أطفال فلسطين الذين يرفعون علم وطنهم مرفرفا على ركام بيوتهم، ففلسطين للفلسطينيين مهما طال الزمن

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

علم يرفرف على ركام البيوت علم يرفرف على ركام البيوت



GMT 02:10 2024 الإثنين ,27 أيار / مايو

ثلاثة أحداث فارقة ومستقبل الدولة الفلسطينية

GMT 02:05 2024 الإثنين ,27 أيار / مايو

ماذا بعد «نورة»؟

GMT 01:35 2024 الإثنين ,27 أيار / مايو

دولة لا غنى عنها

GMT 10:20 2024 الجمعة ,24 أيار / مايو

«شرق 12»... تعددت الحكايات والحقيقة واحدة!

GMT 19:22 2017 الإثنين ,04 كانون الأول / ديسمبر

أزياء "هيرميس" الشتوية للرجل العصري والجرئ

GMT 15:48 2017 السبت ,02 كانون الأول / ديسمبر

خالد لطيف يؤكد أن كوبر قادرًا على تحقيق طموحات الفراعنة

GMT 15:50 2021 الثلاثاء ,14 أيلول / سبتمبر

اتيكيت الكلام في مكان عام

GMT 09:50 2020 الإثنين ,13 تموز / يوليو

فيورنتينا يفسد فرحة فيرونا في الدوري الإيطالي

GMT 12:40 2019 الثلاثاء ,08 تشرين الأول / أكتوبر

خواطر التدريب والمدربين

GMT 01:47 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

"دورتموند" ينافس روما على مهاجم إشبيلية الإسباني

GMT 17:55 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

مصطفى الفقي يؤكد أن مكتبة الإسكندرية تعمل علي نشر الاستنارة

GMT 19:07 2017 الإثنين ,04 كانون الأول / ديسمبر

الفضة المشغولة يدويًا حرفة لا تموت في إيران

GMT 10:34 2017 الأحد ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

جمال القصاص ويسري عبد الله يناقشان ديوان "أنا في عزلته"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon