توقيت القاهرة المحلي 12:45:57 آخر تحديث
  مصر اليوم -

غزة.. «أكثرنا جدارة بالحب»

  مصر اليوم -

غزة «أكثرنا جدارة بالحب»

بقلم - عزة كامل

يقدم أكتوبر أوراق اعتماده للعالم كله، أصوات القذائف والصواريخ تتداخل مع صراخ أطفال يحتضرون، مع شيوخ ونساء دججوا بمائة عام من المأساة، مأساة احتلال وحصار وتعذيب. بشر مدججون بالغضب والانفجار، غزة التى يريد الاحتلال إغراقها فى البحر وتهجيرها فى الصحراء، جعلت أطفالها رجالًا، وسط الدمار تزييف الحقائق ليصبح الضحية قاتلًا، والقاتل ضحية، وجعلتهم يكتبون وصاياهم لأنهم مشروعات استشهاد، ها هو طفل يلقن أخاه الشهادة: «عمر سامعنى احكى، ردد ورائى..»، وطفل آخر يقبل أخاه الشهيد فى عربة إسعاف ويصرخ: «بدى شعرة منه، مع السلامة يا عمرى..»، وأم تهرول فى أروقة المستشفى الذى قُذف، وتصرخ: «يوسف سبع سنوات، شعره كيرلى، أبيضانى، وحليوة»، ويكتشف الطبيب الذى يبحث عنه أنه ابنه الذى لم يتبين جثته من ركام الجثث، ويشتد ذهوله عندما يبكى ابنه الثانى، ويصرخ فيه: «بدى يوسف يا بابا»،

مئات الأطفال ملفوفون بأكفان بيضاء، ينزفون بقايا دمائهم التى شربتها الأرض، مازال قلب محمود درويش يعبر عن هذه المذابح الدموية والإبادة الجماعية: «ليست غزة أجمل المدن، ليس شاطئها أشد زرقة من شواطئ المدن العربية الأخرى، وليس برتقالها أجمل برتقال على حوض البحر الأبيض، وليست غزة أغنى المدن، وليست أرقى المدن، وليست كبرى المدن، ولكنها تعادل تاريخ أمة لأنها أشدنا قبحًا فى عيون الأعداء، وفقرًا وبؤسًا وشراسة لأنها أشدنا قدرة على تعكير مزاج العدو وراحته لأنها كابوسه، لأنها برتقال ملغوم، وأطفال بدون طفولة، وشيوخ بلا شيخوخة، ونساء بلا رغبات، لأنها كذلك فهى أجملنا وأكثرنا جدارة بالحب»، ستظل فلسطين عربية من النهر إلى البحر، والشعب الفلسطينى هو المقاومة الحقيقية لطغيان الاحتلال، ويجب أن يعلم العالم كله أن «طوفان الأقصى» سيُعيد القضية الفلسطينية حية وصامدة وسيرسم خريطة جديدة للمنطقة وطريقة تعاطى كل الدول الكبرى معها.

ويبقى لنا أن نردد كلمات محمود درويش: «قد ينتصر الأعداء على غزة، وقد ينتصر البحر الهائج على جزيرة صغيرة، قد يقطعون كل أشجارها، قد يكسرون عظامها، قد يزرعون الدبابات فى أحشاء أطفالها ونسائها، وقد يرمونها فى البحر أو الرمل أو الدم، ولكنها لن تكرر الأكاذيب، ولن تقول للغزاة نعم، وستستمر فى الانفجار، لا هو موت ولا هو انتحار، ولكنه أسلوب غزة فى إعلان جدارتها بالحياة، فاخرجوا من أرضنا.. من برنا. من بحرنا.. من قمحنا.. من ملحنا.. من جرحنا.. من كل شىء واخرجوا من مفردات الذاكرة.. أيها المارون بين الكلمات العابرة».

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

غزة «أكثرنا جدارة بالحب» غزة «أكثرنا جدارة بالحب»



GMT 01:42 2024 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

التوريق بمعنى التحبير

GMT 01:38 2024 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

مَن يحاسبُ مَن عن حرب معروفة نتائجها سلفاً؟

GMT 01:34 2024 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

كيسنجر يطارد بلينكن

GMT 01:32 2024 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

غزة وانتشار المظاهرات الطلابية في أميركا

GMT 01:29 2024 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

من محمد الضيف لخليل الحيّة
  مصر اليوم - أحمد حلمي يكشف أسباب استمرار نجوميته عبر السنوات

GMT 10:05 2017 الإثنين ,18 أيلول / سبتمبر

الثروة الحقيقية تكمن في العقول

GMT 13:33 2019 الثلاثاء ,12 آذار/ مارس

أفكار بسيطة لتصميمات تراس تزيد مساحة منزلك

GMT 00:00 2019 الأحد ,17 شباط / فبراير

مدرب الوليد يُحذِّر من التركيز على ميسي فقط

GMT 12:26 2019 السبت ,12 كانون الثاني / يناير

تدريبات بسيطة تساعدك على تنشيط ذاكرتك وحمايتها

GMT 20:58 2019 الإثنين ,07 كانون الثاني / يناير

مؤشر بورصة تونس يغلق التعاملات على تراجع

GMT 16:54 2018 الإثنين ,03 كانون الأول / ديسمبر

"اتحاد الكرة" يعتمد لائحة شئون اللاعبين الجديدة الثلاثاء

GMT 15:16 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

وزارة "الكهرباء" تستعرض خطط التطوير في صعيد مصر

GMT 19:26 2018 الإثنين ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

أمن الجيزة يكشف عن تفاصيل ذبح شاب داخل شقته في منطقة إمبابة

GMT 22:47 2018 الجمعة ,31 آب / أغسطس

أمير شاهين يكشف عن الحب الوحيد في حياته

GMT 00:49 2018 الجمعة ,29 حزيران / يونيو

أيتن عامر تنشر مجموعة صور من كواليس " بيكيا"

GMT 04:18 2018 الثلاثاء ,05 حزيران / يونيو

اندلاع حريق هائل في نادي "كهرباء طلخا"

GMT 22:56 2018 السبت ,02 حزيران / يونيو

فريق المقاصة يعلن التعاقد مع هداف الأسيوطي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon