توقيت القاهرة المحلي 17:43:36 آخر تحديث
  مصر اليوم -

حياتنا الأدبية.. هل هي حية ؟

  مصر اليوم -

حياتنا الأدبية هل هي حية

بقلم - إبراهيم عبدالمجيد

سألني أحد الشباب عن رأيي في الحياة الأدبية في مصر؟ سكت لحظات مندهشا من السؤال. فالروايات تصدر كل يوم وأعداد الكتَّاب في ازدياد كبير والدواوين الشعرية تصدر كل يوم فصحي كانت أو عامية أو نصوصا أدبية ومجموعات القصص القصيرة لا تتوقف عن الصدور رغم أن الحديث السائد هو عن زمن الرواية.
أنا أجد حرجا من كثرة النصوص التي ترد إليَّ ولا أجد الوقت الكافي لقراءتها لانشغالي بالكتابة من ناحية وللسهو والنسيان المرتبط بالعمر ولانغماسي في الميديا أتابع الحوارات عن قضايانا اليومية التي لا تنتهي. وجدت نفسي أقول له حياتنا الأدبية رائعة لكن ينقصها الحياة. وإذا بالشاب ينظر لي مندهشا ويعيد عليّ مالم أقله إذ قال رغم كل ما ينشر من أعمال ادبية؟ قلت له أجل.
إن ما ينشر هو أجمل ما في حياتنا الأدبية وأضف إليه الندوات الأسبوعية التي لا تنقطع وتكاد تكون يومية في القاهرة وغيرها من المحافظات. هناك نقاد محترمون فضلا عن الصحفيين من الأدباء والأدباء أنفسهم الذين قد تملأ أسماؤهم المقال يتوزعون كل أسبوع علي الندوات بشكل لافت وجميل. بل ورائع. لكن صدقني حياتنا الأدبية ينقصها الحياة. سأفسر لك. حتي الآن لا تجد دراسات عن الأشكال الأدبية الجديدة التي استحدثها الكتّاب من الأجيال الجديدة مثلا في الرواية والقصة والشعر.
هناك حديث طبعا في كل ندوة عن جهد الكاتب في تشكيل وأعني بناء عمله لكن لا توجد دراسة جامعة بحيث نقول إن الرواية الحديثة لها ملامح يمكن وضعها تحت مصطلح نقدي جديد. الأمر نفسه في القصة القصيرة والشعر. كنا زمان نقرأ عن القصة الواقعية أو القصة الطبيعية او القصة الواقعية الاشتراكية أو الواقعية الجديدة أو القصة الحداثية أو مابعد الحداثية ونقرأ مفردات ذلك في دراسات. وكل هذه الأشكال تسيدت عصرا من العصور في العالم وفي مصر لكننا الآن نقول ذلك أو نسمع ذلك من النقاد عن كل عمل منفرد. الأمر نفسه في الشعر فقصيدة النثر آخر ملامح تطور الشعر لم يبقَ منها إلا أنها غير موزونة وغير مقفاة وبهذا يشترك فيها أي شخص شاعر أو غير شاعر كما أننا في فترة من الفترات كنا نقرأ عن الكتابة عبر النوعية بمعني أن نجد في القصة اتصالا بالمسرح وبالفن التشكيلي والسينما وغيرها من الفنون.
لكن ذلك ليس مهما. فالإنتاج عظيم والندوات رائعة لكن لا معارك ادبية. تاريخ الأدب هو تاريخ معارك المدارس الأدبية في العالم وفي مصر أيضا. وكل جماعة كانت تدشن معركة مع من سبقها لأنها تقدم بناء أدبيا مختلفا. هذه المعارك لم تعد موجودة.
لا أعني مثلا معركة بين العامية والفصحي ولا معركة بين الفن للفن أم الفن للمجتمع. هذا زمن مضي وتجاوزه الجميع. لكن من المؤكد أن هناك ملامح يشترك فيها الكتاب الآن أو معظمهم تجعلهم مختلفين عمن سبقوهم ولا تسألني أنا لأني أنا أيضا ما زلت أحاول أن أكون مختلفا. قد يكون هذا موجودا في الدراسات الجامعية لكنه غائب عن الصحافة الأدبية لكن حتي ذلك ليس مهما. كان للأدباء زمان رأي غير الكتابة الأدبية فيما حولهم.
الآن يمكن أن تجد هذا الرأي لكن علي مواقع كالفيس بوك أو تويتر لكن انعزل الكثير منهم إلي فنه وربما أصاب الكثير منهم اليأس فلا أحد يستمع إلي مايقولون وأخذتهم وأخذتنا جميعا مواقع الإنترنت إلي التعليق علي مايقوله المسئولون وهو في مجمله غريب كأن تسمع من يريد أن يلغي مجانية التعليم وهو يعرف أنه في الأصل لا يوجد تعليم. طه حسين كان يري في الثلاثينيات من القرن الماضي أن تعدد أنواع التعليم خطر علي الأمة رغم أنه ذلك الوقت لم يكن هناك غير التعليم الحكومي وقليل جدا من المدارس الخاصة الراقية مثل المير دي دييه أو كلية فيكتوريا، لكن الآن ذهبت صيحة طه حسين إلي الجحيم وأصبح في مصر عشرات الأنواع من التعليم وطه حسين مفكر لكنه أيضا أديب.
والمشكلة أن كل مسئول تسمعه الآن يأتي بالمسئولية علي الشعب كأنه هو الذي جاء بالشعب وليس الشعب من جاء به، بل في مجلس الشعب نفسه من يلقي بالمسئولية علي الشعب. والحقيقة أن تصريحات المسئولين هذه تشغل الفضاء الافتراضي وتشغل الكتاب والأدباء لكن علي الميديا في جُمل قصيرة. باختصار نحن لا نجد قضايا فكرية أمامنا تختص بجوهرالكتابة أو جوهر الحياة لذلك تشتعل المعركة بين »حمو بيكا»‬ و»مجدي شطا» فتملأ الفضاء شأنها شأن تصريحات المسئولين.ولا تسألني من هما حمو بيكا أو مجدي شطة لأني أيضا لا أعرف أي مسئول.

نقلا عن الاخبار القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حياتنا الأدبية هل هي حية حياتنا الأدبية هل هي حية



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

الملكة رانيا تتألق بإطلالة جذّابة تجمع بين الكلاسيكية والعصرية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 16:35 2020 الخميس ,22 تشرين الأول / أكتوبر

6 خطوات لتجنب الوقوع في أخطاء فواتير الكهرباء

GMT 10:40 2020 الخميس ,22 تشرين الأول / أكتوبر

كهربا يستعد للمشاركة مع الأهلي في «موقعة الوداد»

GMT 06:41 2020 الخميس ,03 أيلول / سبتمبر

الطب الشرعي يوقع الكشف على ابنة نهى العمروسي

GMT 22:53 2020 الجمعة ,21 آب / أغسطس

الصين تسجل 22 إصابة جديدة بفيروس كورونا

GMT 07:42 2020 الأربعاء ,27 أيار / مايو

10 نجوم بالمجان في دوري أندية أوروبا

GMT 23:22 2020 السبت ,25 كانون الثاني / يناير

غضب شعبي من تصوير مشاهد إباحية داخل جامعة في تايلاند
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon