توقيت القاهرة المحلي 18:05:11 آخر تحديث
  مصر اليوم -

رسالة لسياسى مصرى!

  مصر اليوم -

رسالة لسياسى مصرى

بقلم - وائل لطفى

عزيزى السياسى المصرى.. تحية طيبة:
أعرف أن الوضع صعب وأن الطريق للديمقراطية مازال طويلا، لكنى أريد أن أصارحك بالحقيقة وأن أدخل إلى الموضوع مباشرة.
والحقيقة يا عزيزى أن خيبة السياسيين فى العالم كما يقول المثل هى «السبت والحد» وأن خيبة السياسيين المصريين لم ترد على (حد).

الحقيقة أيضًا أن النخبة السياسية المصرية هى نخبة خاملة وعقيمة ولديها أمراض جوهرية وبنيوية سواء كانت من «نخبة الموالاة» أو من «نخبة المعارضة».. وهى فى أقصى دورات نشاطها وفِى أفضل أحوالها لا يمكنها سوى أن تلعب دور المحلل أو الذيل!

بدأ ذلك بكل تأكيد مع قيام ثورة يوليو واستمر حتى الآن.. وتأكد حين قال الرئيس السادات للأحزاب: «كونى أحزابًا» فكانت أحزابًا، ورغم أن الرعيل الأول من مؤسسى هذه الأحزاب قد رحل عن عالمنا فإن سلالة هؤلاء السياسيين مازالت موجودة وتتساوى فى (ذيليتها) للسلطة الحاكمة رغم تشدد بعض سياسييها وتظاهرهم بالراديكالى واعتدال الآخرين.. هل تريد أدلة؟.. أنا سأسوق لك بعض الأدلة.

فى 2005 وبعد تأسيس «حركة كفاية» وغيرها من الحركات المعارضة كان أقصى رهان لهذه النخبة أن أجنحة داخل الدولة المصرية لن يعجبها سيناريو التوريث وأنها ستعمل على تغييره، وأنه ليس على النخبة المصرية سوى أن تتظاهر بالغضب وأن تنتظر من يغير لها ما لا يعجبها، وهكذا لم يكن لـ«كفاية» من نشاط سوى تنظيم بعض المظاهرات الغاضبة والمناسبة تمامًا للتصوير التليفزيوني.

لم نسمع عن أى خيار إصلاحى ولا عن تربية كوادر، ولا عن رغبة فى خوض الانتخابات.. كانت «كفاية» أشبه بكيس فوار تم وضعه فى نصف كوب ماء، ففار ثم انتهى كل شيء. قامت المظاهرات.. وانحاز الجيش إلى الشعب وحسم (هو) وليس أى أحد آخر الموضوع، ثم كانت الجولة الثانية وسرق الإخوان ثمار الثورة وتداعت النخبة المدنية المصرية الخالية من أى قدرة حقيقية على العمل المنظم فى الشارع، أو تربية كوادر، أو إدارة صراع طويل المدى، ومرة أخرى كانت اجتماعات ديكورية ومظهرية، وكانت مطالبة الجيش بالتدخل، وتدخل الجيش وحسم الصراع ضد الإخوان هو وليس أى أحد غيره لتتأكد «ذيلية النخبة» ومظهريتها وإيمانها بالأغنية القديمة (يا مين يجيب لى حبيبي)؟!

ثم يتكرر نفس الموقف بحذافيره حين يقدم المرشح «خالد علي» على الانسحاب كانعكاس لما يتخيله صراعًا فى الأدوار العليا! كتأكيد معلن وواضح على «ذيلية النخبة» التى يمثلها وتبعيتها وإدمانها للعب الأدوار التحتية لصالح هذا الطرف أو ذاك، فالرجل لم ينسحب لأن شيئًا تغير عليه، أو لأن أحدًا ضايقه، أو ضايق مندوبيه ولا لأن أى شيء تغير منذ أعلن نيته فى ترشيح نفسه قبل أسابيع.. كل ما تغير أنه يتخيل أن صراعًا نشب فى الأدوار العليا، وأنه مثل أسلافه القدامى قرر أن يلعب دور المحلل و(الذيل) فى هذا الصراع.. أما البديل فهو العمل السياسى الطويل والإصلاحى ذو النتائج على المدى البعيد وبعض سياسيينا يفضلون النتائج القريبة.>

نقلا عن مجله روزاليوسف القاهريه

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رسالة لسياسى مصرى رسالة لسياسى مصرى



GMT 01:22 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

طهران ــ بيونغيانغ والنموذج المُحتمل

GMT 01:11 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

ماذا نريد؟

GMT 01:07 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

أكذوبة النموذج الإسرائيلي!

GMT 23:18 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

تنظيم العمل الصحفي للجنائز.. كيف؟

GMT 23:16 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

الأهلي في أحلام الفيفا الكبيرة..!

أيقونة الجمال كارمن بصيبص تنضم لعائلة "Bulgari" العريقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 16:30 2024 السبت ,27 إبريل / نيسان

نادين نجيم تكشف عن علامتها التجارية الخاصة
  مصر اليوم - نادين نجيم تكشف عن علامتها التجارية الخاصة

GMT 16:02 2024 السبت ,27 إبريل / نيسان

طرق سهلة لتحسين صحة الأمعاء والحفاظ عليها
  مصر اليوم - طرق سهلة لتحسين صحة الأمعاء والحفاظ عليها

GMT 13:21 2018 السبت ,06 تشرين الأول / أكتوبر

الأهلي يتعاقد مع "فلافيو" كوم حمادة 5 سنوات

GMT 17:12 2022 الثلاثاء ,11 كانون الثاني / يناير

بدلات كلاسيكية مميّزة للرجل لمختلف المناسبات

GMT 14:37 2023 السبت ,03 حزيران / يونيو

مرج الفريقين يتفقان!

GMT 03:18 2017 الخميس ,15 حزيران / يونيو

هند براشد تكشف عن مجموعة تصميماتها لصيف 2017

GMT 14:28 2022 الخميس ,25 آب / أغسطس

صورة البروفايل ودلالاتها

GMT 06:57 2019 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

الفنانة رانيا يوسف تنعي الفنان هيثم أحمد زكي

GMT 07:13 2018 الأحد ,01 إبريل / نيسان

سيلينا غوميز تخطف الأنظار بإطلالتها المميزة

GMT 11:54 2017 الإثنين ,11 كانون الأول / ديسمبر

الاتحاد في مواجهة قوية أمام الأسيوطي في كأس مصر

GMT 12:13 2017 الإثنين ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

ميدو يؤكّد أنّ مدبولي وقّع لدجلة قبل الانتقال إلى الزمالك

GMT 03:31 2021 الأحد ,21 شباط / فبراير

توقعات ماغي فرح لبرج الأفعى الصيني للعام 2021
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon