توقيت القاهرة المحلي 08:26:18 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الاستثمار فى البشر من أجل الزراعة

  مصر اليوم -

الاستثمار فى البشر من أجل الزراعة

بقلم - نشوى الحوفى

أدرك بحكم التاريخ أن بلادى شهدت أرضها حضارة قامت على حرفة الزراعة حتى باتت سلة غلال الرومان، كما أدرك كيف تناوبت على مصر سنوات طالت فيها آفاق الزراعة عنان السماء، كما حدث فى عهد محمد على، مؤسس مصر الحديثة، حين أدخل المحاصيل، واستزرع الأرض، وحدد نوعية المحاصيل، حتى صارت بورصة مصر الزراعية إحدى أهم بورصات العالم فى هذا المجال. ثم كيف تنكرنا لعبارة «مصر بلد زراعى» وكأنها سُبة، فسُقنا مبررات الرفض رغم أنه كان من الممكن أن نكون بلداً صناعياً قائماً على تصنيع ما نزرع، أو بلداً زراعياً يحقق الاكتفاء الذاتى مما ينتج، أو بلداً زراعياً يصدِّر للعالم ما ينتج. ولكن كان ما كان، وانتهينا لتجريف الأرض والبناء عليها، أو بيع طينها لمصانع الطوب، أو تركها للتسقيع فذلك أكسب أكسب.

حتى كان موعدنا مع أمل زراعة المليون ونصف المليون فدان التى أعلن عنها الرئيس عبدالفتاح السيسى منذ ثلاثة أعوام فى الفرافرة والوادى الجديد وتوشكى ومحافظات الصعيد. مشروع سعدنا به، وبخاصة مع تفنيده لدعاوى سابقة فى عهد مبارك والإخوان بأن مصر لن تزرع ولن تزيد من مساحتها لفقرها المائى، بإيجاد طرق رى بديلة عبر الزراعة على المياه الجوفية التى تقول الأبحاث إن بصحراء مصر الغربية أكبر بئر جوفية فى أفريقيا، واستحداث الطرق الحديثة فى الزراعة بنظام الصوب، وترشيد زراعة المحاصيل الشرهة للمياه كالأرز والموز وقصب السكر.

ولكننى توقفت مؤخراً عند بعض التقارير الصادرة عن الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء ووزارة التخطيط لأتساءل: هل ما نحققه فى هذا المجال كافٍ لمعدلات الزيادة فى السكان أو لمعدلات النمو المتحققة فى بقية المجالات؟ الإجابة بالأرقام جاءت بالنفى. فقد ذكر تقرير أخير للجهاز المركزى للتعبئة والإحصاء أن نسبة الزيادة فى المساحة المحصولية المزروعة فى العام 2015 - 2016 كانت 1.1% بقيمة 15.8 مليون فدان، مقابل 15.6 مليون فدان عام 2014 - 2015. أى أن الزيادة لم تتجاوز 200 ألف فدان وفقاً للتقرير. وهو أقل من نسبة زيادة السكان السنوية فى مصر التى تقدَّر بنحو 2.6% وتساوى 2 مليون و600 ألف شخص. وهو ما يعنى الاعتماد على الواردات الزراعية لسد الفجوة المحصولية، وبخاصة فى القمح الذى تعد مصر أكبر مستورد فى العالم له.

وعلى الرغم من أن عدد فلاحى مصر حسب التقديرات يتجاوز 38 مليون مواطن، فإن أرقام آخر التقارير المتاحة عن وزارة التخطيط تؤكد أن معدلات النمو المحققة بهذا القطاع بالإضافة لقطاع الصيد، لم تتعدَّ 3.2% خلال عام 2015 - 2016 وأن مساهمته فى معدلات النمو الاقتصادى لم تتعدَّ 0.4% بما يمثل 10% من إجمالى النمو. ناهيك عن حجم الاستثمار المتواضع فى هذا المجال خلال نفس الفترة والتى لم تتجاوز 21.8 مليار جنيه بما يمثل 4.2% من جملة الاستثمارات المنفذة فى تلك الفترة.

قراءة تلك الأرقام تعنى أننا بحاجة إلى تغيير جذرى فى الاستثمار فى هذا القطاع الهام، تغيير لا يقتصر على صانع الرؤية ومنفذيها فى أعلى مستويات الإدارة، ولكن أيضاً بطفرة حقيقية فى قيادة المنظومة، والاهتمام بتفاصيلها وتنمية موارد العاملين بها وتطوير وعيهم وإدراكهم بما يجب أن يكونوا عليه، ومساعدتهم بكفاءات جادة حقيقية قادرة على التوجيه والمتابعة، ورسم خريطة متكاملة لما يجب أن تكون عليه الزراعة فى مصر، ووضع خطة للتنفيذ نلتزم بها جميعاً فى ظل زيادة سكانية لا ترحم وتطوّر فى العالم لا نعلم إلى أين يأخذنا.

نقلا عن الوطن 

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الاستثمار فى البشر من أجل الزراعة الاستثمار فى البشر من أجل الزراعة



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

نجوى كرم تتألق في إطلالات باللون الأحمر القوي

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 07:59 2024 الإثنين ,22 إبريل / نيسان

أفضل أنواع الستائر الصيفية لإبعاد حرارة الشمس
  مصر اليوم - أفضل أنواع الستائر الصيفية لإبعاد حرارة الشمس

GMT 03:33 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

عمرو يوسف يتحدث عن "شِقو" يكشف سراً عن كندة علوش
  مصر اليوم - عمرو يوسف يتحدث عن شِقو يكشف سراً عن كندة علوش

GMT 22:56 2018 الثلاثاء ,24 إبريل / نيسان

إيدين دغيكو يصنع التاريخ مع روما

GMT 18:14 2018 الثلاثاء ,13 شباط / فبراير

محمد هاني يتعرض لكدمة قوية في الركبة

GMT 02:04 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

اللقطات الأولى لتصادم 4 سيارات أعلى كوبري أكتوبر

GMT 16:20 2018 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

مقتل 3 مواطنين وإصابة 4آخرين في حادث تصادم في المعادي

GMT 07:05 2018 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

أجمل ديناصور في العالم بألوان مثل طائر الطنان

GMT 06:33 2018 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

تعرف على أسعار الحديد في الأسواق المصرية الثلاثاء

GMT 21:12 2017 الجمعة ,29 كانون الأول / ديسمبر

الأهلي يعترف بتلقي مؤمن زكريا لعرض إماراتي

GMT 00:34 2017 الأربعاء ,13 كانون الأول / ديسمبر

أبرز النصائح الخاصة بإدخال اللون الذهبي إلى الديكور

GMT 12:51 2017 الأربعاء ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد ناجي يمنح محمد الشناوي وعدًا بالانضمام للمنتخب

GMT 14:37 2017 السبت ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

الإعدام شنقًا لـ7 من أعضاء خلية "داعش" في مطروح

GMT 13:23 2017 الخميس ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

"الخطيب" يدعو أعضاء الأهلي لحضور ندوته الرسمية في الجزيرة

GMT 02:07 2017 الأحد ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

سعر الدولار الأحد في السوق السوداء الأحد

GMT 17:42 2014 الجمعة ,15 آب / أغسطس

حدوث هبوط أرضي في حي الكويت في السويس

GMT 14:50 2017 السبت ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

المنتخب يطلب زيادة تذاكرة في مواجهة غانا

GMT 20:56 2017 الأربعاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

إسبانيا تودع 2017 من دون خسارة وتحلم بنيل كأس العالم

GMT 10:06 2017 الإثنين ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد حلمي يدخل السباق الرمضاني بمسلسل كوميدي

GMT 19:16 2015 الأحد ,11 تشرين الأول / أكتوبر

العثور على سلحفاة ضخمة نافقة على أحد شواطئ بلطيم

GMT 23:56 2013 الأحد ,20 كانون الثاني / يناير

الأميركية روفينيلي تمتلك أكبر مؤخرة في العالم
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon