توقيت القاهرة المحلي 20:10:19 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الديمقراطية علينا حق!

  مصر اليوم -

الديمقراطية علينا حق

بقلم - نشوى الحوفى

من حق كل فرد التعبير عن رأيه ومن حق كل إنسان تفعيل مشاركته السياسية ومن حق كل مواطن ممارسة حق الاعتراض على شخص أو موقف، ولكن كل ذلك مشروط بالوعى وامتلاك المعلومة. فالتعبير عن الرأى يستلزم إبداءه باحترام وعلى أساس المعلومة الحقة لا المُضلَّلة وإلا صار الأمر غوغائية. وحق الاعتراض مشروط بالفهم للمشهد لا بهوى الذات والمصلحة وإلا صارت فوضى. وهكذا يا سادة لا أؤمن بأن الديمقراطية هدف ولكنها وسيلة تأتى نتائجها صحيحة لو امتلكتها شعوب متعلمة ومنتجة وعلى خلق.

ومن هنا نعود لعبارة كان قد قالها رئيس الوزراء الأسبق أحمد نظيف بأننا شعب غير مؤهل للديمقراطية. تلك العبارة التى أثارت موجة من التهكم والغضب ضده فى حينها. وللحق فإن الرجل لم يخطئ لكنه جاء بنصف الحقيقة. فنحن شعب غير مؤهل للديمقراطية بدليل أن أول اختبار لنا جئنا بالإخوان ولولا لطف الله بنا لضاع البلد فى غياهب تجار الدين. ولكن النصف الآخر من العبارة نسيها الرجل ولذا وجب أن يقول إننا شعب غير مؤهل للديمقراطية لأنه ومن سبقه ومن جاء بعده نسوا تأهيلنا للديمقراطية. بمعنى أن افتقادنا للديمقراطية مقرون بتجاهل مسئولى هذا الوطن تعليمنا إياها وقواعدها وتنشئتنا عليها.

فالديمقراطية ليست «قرص فوار» نذيبه فى الماء ونشربه فنتمكن منها. والديمقراطية ليست مطلباً نطالب به فى ثورة أو مسيرة فنمنح إياها على طبق من فضة. والديمقراطية ليست كلمة تعلنها سلطة فتكون فينا وتتشدق بها معارضة فتتوجه لها العيون. الديمقراطية يا سادة تربية فى منزل يتفهم فيه الوالدان أهمية الحوار مع الأبناء والاعتراف بالخطأ والمشاركة فى المسئوليات والواجبات.

الديمقراطية مفهوم يعبر عنه سلوك فى المدرسة بين الطلاب والمدرسين والعاملين فى المدرسة من جانب وبين المدرسين ومديريهم من جانب آخر. الديمقراطية سلوك يستطيع به الموظف شكوى رئيسه دون أن يتعرض للتنكيل به ويمتلك المدير مجموعة قواعد يحاسب ويقيم بها مرؤوسه فى العمل. الديمقراطية شعور بمسئولية وتمسك بحقوق.. فهل تمارسون الديمقراطية فى بلادى؟

لا تعنينى الشعارات الرنانة هنا أو هناك بقدر ما تعنينى دولة القانون التى يتساوى فيها الجميع فى مجتمع ينقد ويعبر عن نفسه ويشارك سياسياً وفقاً لمعلومة ووعى لا وفقاً لمشاعر أو مصالح تتغير بين عشية وضحاها. لا أعانى فى بلادى من عقدة النقص ولكن أعانى من غياب الوعى على كل المستويات بما نحتاج له.

ولذا أدرك أن ما تتعرض له بلادى ورئيسها اليوم من ضغوط أهل الخراب فى الداخل والخارج هو قمة التآمر على أرضى التى حمت نفسها من مخططاتهم ولذا أتمسك بتراب وطنى وأساند نظامه.

نعم، أفهم أن بعضاً من نخبتنا عبء والبعض عار والبعض سلبى إلا من رحم ربى ولو كان بهم رجاء لاتحدوا لطرح مرشح قوى لإثراء حالة وتطوير شعب كما ادعوا على مدار ثلاث سنوات مضت. ولكننى أيضاً أعلم أن ترشح رئيس الوفد مسخ لإثبات ما لن يتم إثباته بوجود تعددية. ببساطة نحن شعب بحاجة لخيال سياسى يؤهلنا لتبنى سلوك ديمقراطى.

نقلا عن الوطن المصرية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الديمقراطية علينا حق الديمقراطية علينا حق



GMT 02:54 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

بلينكن يعظ!!

GMT 02:52 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

احتجاجات أمريكا ودلالاتها

GMT 02:50 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

أن تُصلح الفساد بالأفكار

GMT 02:49 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

هوامش في قمة البحرين: مجلس أم «مقنص»

GMT 02:46 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

الانهيار المخيف

أجمل إطلالات الإعلامية الأنيقة ريا أبي راشد سفيرة دار "Bulgari" العريقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 11:44 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

نجمات عربيات تألقن على السجادة الحمراء في "كان"
  مصر اليوم - نجمات عربيات تألقن على السجادة الحمراء في كان

GMT 14:14 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

أمير المصري يكشف عن شخصيته في فيلم Giant
  مصر اليوم - أمير المصري يكشف عن شخصيته في فيلم Giant

GMT 01:56 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

التعليم.. والسيارة ربع النقل!

GMT 11:27 2024 الإثنين ,25 آذار/ مارس

مورينيو يعلن عودتة للتدريب في الصيف المقبل

GMT 17:24 2017 الثلاثاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

6 نصائح لتنظيف الفرن بالطريقة الصحيحة

GMT 03:46 2017 الجمعة ,01 كانون الأول / ديسمبر

عفاف شعيب تكشف أسرارًا جديدة عن عائلة عبد البديع العربي

GMT 14:39 2017 الخميس ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

اكتشفي أكثر الأشياء التي تثير عصبية زوجك وغضبه

GMT 01:20 2020 الإثنين ,22 حزيران / يونيو

علاج حب الشباب بالليمون

GMT 13:05 2020 الجمعة ,05 حزيران / يونيو

طريقة تحضير المهلبية

GMT 05:52 2020 الإثنين ,02 آذار/ مارس

"التضامن" تواصل صرف معاشات مارس لليوم الثانى

GMT 02:06 2020 الأربعاء ,26 شباط / فبراير

مصطفى شعبان يغيب عن رمضان ويحضر «ترانيم إبليس»
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon