توقيت القاهرة المحلي 17:06:38 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«رابع أدبى» فضح «المتدين بطبعه»!

  مصر اليوم -

«رابع أدبى» فضح «المتدين بطبعه»

بقلم - نشوى الحوفى

«من بائع أنابيب للرابع فى ثانوية عامة».. «الرابع ثانوية عامة: أمى بائعة أنابيب وربنا وفقنى وحققت حلمها»... «والدة الرابع ثانوية عامة: كافحت بأنبوبة لتربيته».. تلك وغيرها من العناوين مما سيتم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعى ووسائل الإعلام وبرامج الفضائيات، ستكون مادة لإعلان الفخر تارة بهذا الولد الذى باع الأنابيب ولكنه كان الرابع بين أوائل الثانوية العامة! لتمنح البعض فرصة لكتابة تعليق أو مقدمة برنامج يقول فيها «لا مستحيل مع المثابرة، هل رأيتم محمود الذى صنع نجاحه من عدم؟»، هذا وغيره الكثير من مشاعر حقيقية أو كاذبة ومجاملة ومدعية ستكون لصيقة بحكاية محمود كما حدث العام الماضى مع الأولى فى الثانوية العامة بنت حارس العقار التى لا أظن أن أحداً تابعها وتابع مسيرتها فى الجامعة وما إذا كانت هناك صعوبات واجهتها. ولكن قصة محمود بديوى، الرابع أدبى على ثانوية عامة، ابن محافظة كفر الشيخ، تشى وتفضح وتعرّى آفات مجتمع متدين بطبعه!

دعونى أبدأ من قصة والدته وأقف عند بعض من حديثها حين قالت: «حملت لقب أرملة منذ 14 عاماً، وبقيت فى منزل عائلة زوجى تجنباً للشائعات، قاتلت خلف الكواليس لتربية أبنائى الثلاثة، مرت السنون دون أن أشترى لنفسى ملابس جديدة، فضّلت العمل فى بيع الأنابيب لأوفر نفقات الأولاد، كنت أخرج فى عز الليل وفى الشتاء القارس والحر الشديد دون اهتمام لتوفير حياة كريمة لهم، وحتى لا يشعروا باليتم». تلك، يا سادة، بعض من ملامح قسوة 14 سنة مرت على تلك السيدة فى بيت عائلة زوجها، فهى أرملة فى مجتمع لا يرحم من هنّ مثلها من الشائعات، وهى من قاتلت فى الكواليس لتعلم أبناءها وتحميهم من إحساس اليتم بينما يعيشون وسط عائلة والدهم. وهى من تحملت قسوة الظروف دون أن يلتفت لها أحد، ولكن شاءت إرادة الله أن ينصفها فى محمود. ربما تكون عائلة زوجها غير ميسورة، ولكننى أتحدث عن الحنان لا المال فى مجتمع متدين يحرص كبيره وصغيره على صلاة المساجد والكنائس ولكنهم لم يلحظوا حقوق تلك السيدة وأبنائها فى الرعاية والاهتمام، وأنها ليست بحاجة للمقاتلة فى الكواليس، ولا أن تظل سنوات بدون «جلابية جديدة».

وآخذكم لمحمود ذاته الذى قال إن مديرة المدرسة التى كان يدرس بها طردته منها لأنه لم يكن يرتدى «جزمة» بل «شبشب»! وأقف هنا مرة أخرى أمام ذلك المشهد الذى يدق أجراس إنذار. فما أعلمه أن المتفوق لا يخفى على المدرسين والمدرسة تفوقه، خصوصاً فى حالة محمود الذى لم يكن بالتأكيد فى رفاهية تمكّنه من الاستغناء عن المدرسة والاكتفاء بالدروس كما يفعل غيره. وهنا السؤال: هل رأت المديرة فى «شبشب» محمود إخلالاً بنظام فقررت طرده حفاظاً على نظام المدرسة دونما سؤال عن خلفيته ومستواه الدراسى؟ هل عجزت المديرة والمدرسون عن مراعاة طالب متفوق برعايته وشراء أبسط الاحتياجات له؟ هل غاب عن مجتمع مدرسة محمود المتدين بطبعه -كما المجتمع ككل- أن يلحظ شقاء المجتهد ومثابرته ليخففوا عنه بأن يرحموه من ضرورة الحضور بالحذاء إن عجزوا عن شرائه له؟ هل نسوا أن يخففوا عنه حاله ولو بكلمة؟

وهكذا، يا سادة، كشفتنا قصة محمود، لتثبت أننا بحاجة لمراجعة وصف «متدين بطبعه» وأننا بحاجة لأن نكون مجتمعاً إنسانياً بطبعه، يقدس العمل دون تمييز، ويحترم كل مثابر بلا مَنٍّ، ويقدر ظروف الآخر ويحترمها. أما محمود وأمه فلا كلام إلا «تسلم يا ضنايا وتعيش الوتد».

نقلا عن الوطن 

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«رابع أدبى» فضح «المتدين بطبعه» «رابع أدبى» فضح «المتدين بطبعه»



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

نجوى كرم تتألق في إطلالات باللون الأحمر القوي

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 07:59 2024 الإثنين ,22 إبريل / نيسان

أفضل أنواع الستائر الصيفية لإبعاد حرارة الشمس
  مصر اليوم - أفضل أنواع الستائر الصيفية لإبعاد حرارة الشمس

GMT 03:33 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

عمرو يوسف يتحدث عن "شِقو" يكشف سراً عن كندة علوش
  مصر اليوم - عمرو يوسف يتحدث عن شِقو يكشف سراً عن كندة علوش

GMT 22:56 2018 الثلاثاء ,24 إبريل / نيسان

إيدين دغيكو يصنع التاريخ مع روما

GMT 18:14 2018 الثلاثاء ,13 شباط / فبراير

محمد هاني يتعرض لكدمة قوية في الركبة

GMT 02:04 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

اللقطات الأولى لتصادم 4 سيارات أعلى كوبري أكتوبر

GMT 16:20 2018 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

مقتل 3 مواطنين وإصابة 4آخرين في حادث تصادم في المعادي

GMT 07:05 2018 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

أجمل ديناصور في العالم بألوان مثل طائر الطنان

GMT 06:33 2018 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

تعرف على أسعار الحديد في الأسواق المصرية الثلاثاء

GMT 21:12 2017 الجمعة ,29 كانون الأول / ديسمبر

الأهلي يعترف بتلقي مؤمن زكريا لعرض إماراتي

GMT 00:34 2017 الأربعاء ,13 كانون الأول / ديسمبر

أبرز النصائح الخاصة بإدخال اللون الذهبي إلى الديكور

GMT 12:51 2017 الأربعاء ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد ناجي يمنح محمد الشناوي وعدًا بالانضمام للمنتخب

GMT 14:37 2017 السبت ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

الإعدام شنقًا لـ7 من أعضاء خلية "داعش" في مطروح

GMT 13:23 2017 الخميس ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

"الخطيب" يدعو أعضاء الأهلي لحضور ندوته الرسمية في الجزيرة

GMT 02:07 2017 الأحد ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

سعر الدولار الأحد في السوق السوداء الأحد

GMT 17:42 2014 الجمعة ,15 آب / أغسطس

حدوث هبوط أرضي في حي الكويت في السويس

GMT 14:50 2017 السبت ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

المنتخب يطلب زيادة تذاكرة في مواجهة غانا

GMT 20:56 2017 الأربعاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

إسبانيا تودع 2017 من دون خسارة وتحلم بنيل كأس العالم

GMT 10:06 2017 الإثنين ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد حلمي يدخل السباق الرمضاني بمسلسل كوميدي

GMT 19:16 2015 الأحد ,11 تشرين الأول / أكتوبر

العثور على سلحفاة ضخمة نافقة على أحد شواطئ بلطيم

GMT 23:56 2013 الأحد ,20 كانون الثاني / يناير

الأميركية روفينيلي تمتلك أكبر مؤخرة في العالم
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon