توقيت القاهرة المحلي 21:48:58 آخر تحديث
  مصر اليوم -

إسرائيل وروسيا وثالثهما إيران!

  مصر اليوم -

إسرائيل وروسيا وثالثهما إيران

بقلم - نشوى الحوفى

لم تكن متابعة بيان وزارة الدفاع الروسية حول حادث سقوط الطائرة الروسية «إيل 20» فوق اللاذقية بسوريا ليلة 17 سبتمبر الجارى، ومقتل 15 من الجنود الروس، كاشفة للقبح الإسرائيلى الذى لن يتغير وحسب، ولكنها كانت كاشفة لتفاهمات تجرى على الأرض السورية بين مختلف القوى، وإن تاجرت بالدين أو الحريات أو حقوق الإنسان. ودعونا نفنّد أخطاء إسرائيل وفقاً للبيان الروسى.

الخطأ الأول: تمثل فى كذب إسرائيل فى البلاغ العسكرى، الذى أخبرت به القوات الروسية فى الساعة 11 و39 دقيقة من ليلة السبت 17 سبتمبر 2018، فبينما قال البلاغ الإسرائيلى إن طائراته الأربع طراز إف 16 ستتوجه للشمال السورى لضرب منشآت صناعية سورية خلال الدقائق المقبلة، قامت الطائرات الإسرائيلية بتوجيه الضربات بالقنابل بعد دقيقة واحدة لمواقع فى محافظة اللاذقية السورية فى الغرب السورى، بينما كانت تستعد طائرة استطلاع روسية من طراز «إيل 20» وعليها 15 عسكرياً روسياً للهبوط، وهكذا كذبت إسرائيل على روسيا، لأنها ضربت منشآت فى اللاذقية، وليس فى أدلب!!

الخطأ الثانى: تعدى حدود الكذب ووصل لحد الانتهاك لاتفاقية روسية إسرائيلية وُقعت سنة 2015 تنص على تنسيق الأعمال العسكرية بين الجانبين فوق الأرض السورية لمنع وقوع حوادث تصادم بين الجانبين! ودلل الجانب الروسى على هذا الخطأ بأن روسيا أخبرت إسرائيل بعدد 310 إخطارات عسكرية، بينما لم تخبر إسرائيل روسيا سوى بعدد 25 إخطاراً فقط!

الخطأ الثالث: امتد التضليل والانتهاك الإسرائيلى إلى دفع الطائرة الروسية -التى كانت على وشك الهبوط- لأن تكون فى مواجهة نظام الدفاع الصاروخى السورى -الذى أسست له روسيا- وناورت مقاتلات إسرائيل إف 16 متعمدةً لتجعل من الطائرة الروسية هدفاً لنظام الدفاع السورى، بدلاً منها حتى لحظة سقوطها، ثم عادت لقواعدها بـ«استهتار إجرامى»، على حد وصف البيان.

الخطأ الرابع: جحود إسرائيل تجاه كل ما قدمته روسيا لها فى السابق -على حد وصف البيان- فروسيا قامت بتخفيض التصعيد العسكرى فى الجنوب الغربى السورى لحماية الأمن الإسرائيلى فى هضبة الجولان، ومنحت قوات حفظ السلام القيام بدورها فى المنطقة لمنع قصف إسرائيل من مرتفعات الجولان، وتفاوضت مع إيران بطلب إسرائيلى لسحب السلاح الثقيل مع الجماعات الموالية لإيران فى المناطق المتاخمة لهضبة الجولان، حتى إن إيران أعلنت أنها لا تعتبر تصعيد الوضع فى المنطقة أمراً مقبولاً، ولا توجد لديها أية نوايا عدوانية تجاه إسرائيل، وتم نتيجة ذلك انسحاب جميع القوات الموالية لإيران، وأسلحتها الثقيلة من مرتفعات الجولان إلى مسافة آمنة لإسرائيل، وهى 140 كيلومتراً شرق سوريا، «يا ما شاء الله».

كما قامت روسيا بإعادة دبابة إسرائيلية لإسرائيل كانت محتجزة فى لبنان من سنة 1982 بالإضافة لعدد من الجثامين الإسرائيلية!

وهكذا يا سادة نكتشف من البيان كيف ضاعت سوريا للأبد بين قوى تكالبت وسيطر كل منها على ما يريده بدعاوى كاذبة. إسرائيل أرادت توجيه الضربة لروسيا لتهذيبها على منظومة الصواريخ «الصديق - العدو»، التى منحتها لسوريا، وتناست العطاء الروسى المتفق عليه بشكل فردى، أو بإيعاز أمريكى «لا يهم». وإيران لا توجد لديها أى نوايا عدوانية مع إسرائيل طالما ضمنت الوجود فى دمشق ممرها إلى لبنان. وروسيا تسيطر على أغلب المساحة فى ظل قاعدتين: «جوية» فى حميميم، و«بحرية» فى طرطوس. وأمريكا توجد فى أماكن النفط السورى، وتركيا قايضت حلب بإدلب والشمال السورى. وسوريا باتت دولة منزوعة السيادة.

فهل فهمنا حجم ضياعنا؟

نقلا عن الوطن 

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إسرائيل وروسيا وثالثهما إيران إسرائيل وروسيا وثالثهما إيران



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

بلقيس بإطلالة جديدة جذّابة تجمع بين البساطة والفخامة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:49 2024 الخميس ,18 إبريل / نيسان

نصائح لاختيار العطر المثالي لمنزلكِ
  مصر اليوم - نصائح لاختيار العطر المثالي لمنزلكِ

GMT 08:00 2024 الجمعة ,19 كانون الثاني / يناير

القمر في منزلك الثامن يدفعك لتحقق مكاسب وفوائد

GMT 11:11 2017 الخميس ,14 كانون الأول / ديسمبر

قمة "كوكب واحد" تكرس ماكرون رئيسًا لـ"معركة المناخ"

GMT 18:46 2017 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

دار Blancheur تعلن عن عرض مميز لأزياء المحجبات في لندن

GMT 16:21 2021 الجمعة ,11 حزيران / يونيو

ليفربول يودع جورجينيو فينالدوم برسالة مؤثرة

GMT 10:19 2018 الأحد ,21 كانون الثاني / يناير

3 قلوب ينبض بها عطر "أورا" الجديد من "موغلر"

GMT 09:59 2018 الخميس ,18 كانون الثاني / يناير

مجدي بدران ينصح مرضى حساسية الأنف بعدم الخروج من المنزل

GMT 03:10 2017 الثلاثاء ,12 كانون الأول / ديسمبر

صناعة الجلود في المغرب أصالة تبقى مع مرور السنوات

GMT 16:04 2017 الإثنين ,11 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر صحفي للشركة صاحبة حقوق بيع تذاكر المونديال

GMT 00:34 2017 الإثنين ,11 كانون الأول / ديسمبر

مهاجم ليرس البلجيكي يطلب فرصة مع منتخب مصر

GMT 18:49 2017 الأحد ,03 كانون الأول / ديسمبر

مانشستر يونايتد يعرض 50 مليون إسترليني لضم "بيل"

GMT 06:32 2015 الجمعة ,11 أيلول / سبتمبر

طريقة عمل السيفيتشي بالسلمون

GMT 05:32 2017 الأربعاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

اختيار البنا حكمًا لمباراة فريقي "الرجاء" و"دجلة"

GMT 23:41 2016 الأربعاء ,09 آذار/ مارس

فوائد فاكهة التنين
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon