توقيت القاهرة المحلي 13:52:52 آخر تحديث
  مصر اليوم -

خاشقجى وحصار السعودية

  مصر اليوم -

خاشقجى وحصار السعودية

بقلم - نشوى الحوفى

هل تهتم الولايات المتحدة الأمريكية وتركيا بحق بقضية اختفاء الكاتب السعودى جمال خاشقجى، الذى يسمونه معارضاً ومنشقاً عن النظام الحاكم فى المملكة؟ سؤال هادئ فى مشهد يموج بالتصعيد من كلتا الدولتين تجاه السعودية، فقضية خاشقجى الذى اختفى منذ 2 أكتوبر بمدينة إستانبول التركية وقيل إنه لم يخرج من قنصلية بلاده، أخذت منحى متصاعداً من قبل أنقرة وواشنطن، رغم أن تركيا ذاتها متهمة بقمع الصحافة وسجن الكثير من الصحفيين منذ يونيو 2016 بتهم دعم فتح الله جولن خصم أردوغان، كما أن ترامب ذاته الذى أعرب عن قلقه من اختفاء خاشقجى فى تصريحات له متهم بمعاداة الصحافة الناقدة له فى بلاده بينما أعلنها صراحة منذ أيام م ن لا يدفع لا يستحق الأمن، لذا دعونا ننظر إلى القضية عن بعد لفهمها، لقد أعلن أردوغان اتهامات صريحة للسعودية بأنها وراء اختفاء خاشقجى، الذى قال عنه إنه صحفى وصديق له، بينما تعرفه أمريكا بالناشط فى مجال حقوق الإنسان، أما السعودية فتصنفه كأحد عملاء المخابرات الأمريكية ضدها، وهنا نسأل: هل من مصلحة المملكة التخلص من شخص مثل خاشقجى؟ ربما تكون الإجابة نعم، ولكن لماذا تتخلص منه فى قنصليتها بدولة تتوتر علاقتها معها؟ لماذا لم تتخلص منه بعيداً عن القنصلية؟ ولذا فالمنطق يرفض المشهد المعروض، حيث تزامن اختفاء خاشقجى مع تصريحات الرئيس الأمريكى ترامب المهينة للسعودية عن ضرورة دفعها ما يلزم لحماية الولايات المتحدة لها واستقرار عرشها، تلك التصريحات التى أثارت الشكوك حولها لمن قرأ التاريخ منذ منتصف القرن الماضى، حينما وقعت المملكة اتفاق كوينسى مع واشنطن لينص على احتكار أمريكا التنقيب عن البترول فى المملكة واستثمار أرباح المملكة من بيعه فى أمريكا وضمان تدفق البترول السعودى لأمريكا مقابل حماية واشنطن لأمن واستقرار نظام الحكم السعودى، ولذا كان السؤال ما الجديد الذى تريده أمريكا من السعودية التى لم تبرح مكان المنتج المنفذ والمطيع لسياسات واشنطن فى المنطقة منذ سنوات؟ ولم تعمد الإهانة؟ ثم كان الموقف التركى الذى استخدم لهجة حادة فيما يتعلق باختفاء خاشقجى بدءاً من استدعاء السفير السعودى بأنقرة لسؤاله حول الحادث، مروراً باتهام السعودية بأنها وراء إخفائه فى قنصليتها بإستانبول، ليصرح ولى العهد السعودى محمد بن سلمان لبلومبرج باستعداده السماح لتركيا بتفتيش القنصلية بحثاً عنه! انتهاءً بتصريحات أردوغان أن على السعودية إثبات مغادرة خاشقجى لقنصليتها فى إستانبول،. أتوقف عند تقرير نشره موقع «الثقافة الاستراتيجية» الأمريكى منذ يومين وتناول تلك الأزمة بالتصريح بأن خاشقجى الذى كان على علاقة بإلإدارة الأمريكية الساعية لاحتواء المعارضين السعوديين، قد يكون سبباً أساسياً فى حدوث شرخ فى العلاقات السعودية الأمريكية، حيث تشعر واشنطن بالقلق، وقال التقرير إن جميع الرهانات متوقفة إذا كان السعوديون قد قدروا أن المخابرات الأمريكية تتلاعب بالفصائل المعارضة داخل العائلة المالكة والنخبة السعودية لدفع مشروع تغيير النظام فى الرياض بهدف التأثير على خلافة الملك سلمان الذى يريد وضع ولى العهد على العرش، وكيف سيؤثر ذلك على استراتيجيات إدارة ترامب الإقليمية، حيث تلعب السعودية دوراً محورياً فى التحالف الأمريكى، ومن هنا يمكن القول إن قضية خاشقجى وبغض النظر عما يحيط بها من غموض، تبدو كحبل يتم لفه حول عنق المملكة فهل ستواصل دفع الثمن؟ وإلام تنتهى تلك المناورة؟ ليس لها من دون الله كاشفة

نقلا عن الوطن

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

خاشقجى وحصار السعودية خاشقجى وحصار السعودية



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

الملكة رانيا بإطلالات شرقية ساحرة تناسب شهر رمضان

عمان ـ مصر اليوم

GMT 16:39 2019 الجمعة ,18 كانون الثاني / يناير

تعرف على أفضل انواع "الأرضيات الصلبة" في الديكور المنزلي

GMT 04:37 2017 الأربعاء ,06 كانون الأول / ديسمبر

نادين نجيم تتألق في حفلة Bulgari Festa في دبي

GMT 14:32 2017 الثلاثاء ,05 كانون الأول / ديسمبر

الآثار تصدر الجزء الأول من سلسلة الكتب عن مقابر وادي الملكات

GMT 10:34 2017 الأحد ,23 إبريل / نيسان

نيرمين الفقي تنشر صورة جريئة تكشف عن مفاتنها

GMT 15:16 2017 الخميس ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

المنتخب الوطني يرتدي الزي الجديد في تصفيات أمم أفريقيا

GMT 08:14 2017 الأحد ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

"فيندي" تغزو عالم التزلج على الجليد بمجموعة فريدة

GMT 10:17 2017 الإثنين ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

قائمة نيويورك تايمز لأعلى مبيعات الكتب في الأسبوع الأخير

GMT 07:52 2017 الأربعاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

طريقة إعداد فطيرة التين باللوز المحمص

GMT 13:47 2017 الأربعاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

دار MARVINI للمجوهرات تطرح المجموعة الجديدة للمرأة الجذّابة

GMT 13:42 2017 الجمعة ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

"عودة إلى الزمن الجميل" تقذف بقارئها بين أمواج الذاكرة

GMT 07:15 2021 الجمعة ,20 آب / أغسطس

الدعاء مستجاب بعد صلاة الفجر يوم الجمعة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon