توقيت القاهرة المحلي 13:25:14 آخر تحديث
  مصر اليوم -

منير اخترق سقف الأوبرا!

  مصر اليوم -

منير اخترق سقف الأوبرا

بقلم : طارق الشناوي

متمرد على كل القيود (مالوش عنوان)، جاء للدنيا من أجل الحرية يعيشها ويبشر بها ويغنى لها، محمد منير لا يردد فقط كلمة موحية ولا نغمة حانية، منير يقدم منير كما خلقه الله، بإحساسه الدافئ، وشعره المنكوش، وأغنياته التى تشبهه هو فقط ولا تليق على أحد غيره، كان هو نجم حفل الافتتاح بمهرجان الموسيقى العربية، ارتدى بدلة، حتى لا يجرح طبيعة وقانون المكان، ولكنه ساومهم على (الجرافت)، مجرد أن يغنى منير فى مكان مغلق تحده الجدران من كل جانب، ويتسع لعدد محدود من البشر، هى المعضلة الكبرى، جمهور منير مترامى الأطراف والمشارب، كل الأعمار والطبقات والثقافات، الذين يجمعهم الإيمان بالصدق، يجتمعون على حبه، فكيف نغلق دونهم الباب، وضعت شاشات خارج دار الأوبرا حتى لا تحرم العشاق من منير.

تواجد منير فى حفل رسمى، ومكان بطبعه رصين يحمل دلالة خاصة، تكريم على إنجازه الغنائى على مدى 40 عامًا، والمهرجان يحمل اسم مصر، كان ينبغى أن يلبى النداء، جاء المرض فى توقيت قاسٍ، الانزلاق الغضروفى لا يسمح له بالوقوف، هل تتخيل منير يغنى محلك سر، فما بالكم لو كان المطلوب أن يصاحبه كرسى، الموعد محدد سلفًا، لا يمكن تأجيله، والمرض بلا موعد يحتل الجسد.

فى البداية لم أتقبل الأمر، الحركة على المسرح جزء رئيسى من التعبير، الكلمة تسكن قلوبنا بلغة الجسد، فكيف لهذه الطاقة الإيجابية أن يقيّدها كرسى، ثم إن المتفرج قد يسكنه إشفاق، وهو أسوأ إحساس من الممكن أن يتحمله فنان، بمجرد أن وقف منير لمدة ثوان على المسرح وحيّاه الناس وأخذ درع التكريم، ثم جلس على مقعده، نسينا جميعًا أن منير مقيّد الحركة، كانت أحاسيسه تلعب هذا الدور، تراجعت كل مشاعر الإشفاق لتتحول إلى تماهٍ مع صوت عابر للأجيال، فهو يمثلنى ويمثل جيلى وكل الأجيال التالية، صوته يحمل ملامحنا وملامح من جاءوا بعدنا، لسان حالنا على كل المستويات، العاطفى مع من نحب، والسياسى عند من يحكمنا.

الأصوات المتفردة لا تُقاس بالقوة ولا الاكتمال، لا تتمتع بالضرورة بتلك المواصفات الصارمة، ولكنها تملك ما هو أبعد وأعمق من كل ذلك، إنه الإشعاع الخاص، منير هو النموذج، صوت ملهم للكاتب والملحن، يحمل مفردات شعرية وموسيقية مكتوبًا عليها اسمه، من يتعامل معه عليه أن يستوعب تمامًا تلك الأبجدية، عندما يغنى لآخرين مثل (الدنيا ريشة فى هوا) سعد عبدالوهاب، أو (شىء من بعيد نادانى) ليلى جمال، أو (أنا بعشق البحر) نجاة، ينتقل بهذه الأغنيات إلى وجدانه وملعبه ومذاقه.

غنى من تلحين الموسيقار كمال الطويل، أتصورها هى اللحظة الحرجة التى كان يمسك فيها الجميع بـ(شعرة) واحدة خوفًا من أن تنقطع.

الطويل لا يتنازل على توجيه الصوت للأداء كما يريد، وليس كما تعود المطرب، الطويل يضع أسلوب الغناء فى مقدمة أهدافه، ومنير له طبيعته العصية على التغيير.

قدم له أكثر من لحن رائع، يقف (لسه الأغانى ممكنة) على القمة، وستلمح أن الطويل يأخذ شيئًا من منير ليمنحه بنبض الطويل لمنير.

لم أشعر أن صديقى ومطربى وعنوان جيلى يغنى جالسًا، كنا نُحلّق جميعًا معه، اخترقنا سقف الأوبرا وانطلقنا نحو السماء!!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

منير اخترق سقف الأوبرا منير اخترق سقف الأوبرا



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

GMT 20:02 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم "عصابة المكس"
  مصر اليوم - أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم عصابة المكس

GMT 20:53 2018 الأربعاء ,03 تشرين الأول / أكتوبر

أجاج يؤكد أن السيارات الكهربائية ستتفوق على فورمولا 1

GMT 02:41 2016 الأحد ,15 أيار / مايو

الألوان في الديكور

GMT 15:53 2020 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

إقبال على مشاهدة فيلم "Underwater" فى دور العرض المصرية

GMT 15:43 2019 الإثنين ,22 إبريل / نيسان

مجلس المصري يغري لاعبيه لتحقيق الفوز على الأهلي

GMT 14:25 2019 الخميس ,03 كانون الثاني / يناير

دراسة جديدة تُوصي بالنوم للتخلّص مِن الدهون الزائدة

GMT 17:44 2018 الإثنين ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

ريال مدريد يستغل الخلاف بين نجمي باريس سان جيرمان

GMT 03:56 2018 الجمعة ,19 كانون الثاني / يناير

عبدالله الشمسي يبتكر تطبيقًا طبيًا لمساعدة المرضى

GMT 14:00 2018 السبت ,13 كانون الثاني / يناير

أودي تطرح أفخم سياراتها بمظهر أنيق وعصري

GMT 17:49 2017 السبت ,02 كانون الأول / ديسمبر

مدير المنتخب الوطني إيهاب لهيطة يؤجل عودته من روسيا

GMT 19:33 2020 السبت ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل مغني الراب الأمريكي كينج فون في إطلاق نار بأتلانتا

GMT 23:01 2019 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

شبح إلغاء السوبر الأفريقي يطارد الزمالك والترجي

GMT 13:42 2019 الأربعاء ,04 أيلول / سبتمبر

تبحث أمراً مالياً وتركز على بعض الاستثمارات
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon