توقيت القاهرة المحلي 03:39:18 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الحق وابن ابن ابن ابن عمه!

  مصر اليوم -

الحق وابن ابن ابن ابن عمه

بقلم : طارق الشناوي

في الماضي كانت إجابة السؤال تتحول إلى سؤال «عايز الحق ولا ابن عمه؟»، وكلنا بالطبع نعلن أننا لا نريد سوى الحق، ولا شيء غير الحق.
الكثير من البرامج التي أشاهدها أجد تنويعات على نفس تلك «التيمة»، هل تصل بنا الصراحة إلى تخوم ابن عم الحق، لا أعتقد أن هذا الجيل من الفنانين في أحاديثهم يقتربون أساساً من شيء له علاقة بالحق أو الحقيقة.
لديهم على كل الأسئلة إجابات صارت مع الزمن يطلقون عليها «نموذجية»، مثلاً النجم الذي لم يعد المخرجون يسندون إليه دور البطولة، يقول: «أفضلها جماعية»، يقصد البطولة، وكأنه يتحدث عن ثواب صلاة الجماعة، هل مثلاً عرضوا عليه بطولة مطلقة ورفض؟ عندما تراجع أعماله تكتشف أن شركات الإنتاج لم تعد تثق أبداً بقدرته على جذب الجمهور، فلم يعد أمله يتجاوز البطولة الجماعية.
الكثير من الفنانين يعلمون الحقيقة، ولكنهم مضطرون لتأجيل إعلانها، لأن التوقيت غير ملائم. عندما قدم المخرج يوسف شاهين قبل عشرين عاماً فيلمه «سكوت ح نصور» كتبت مقالاً عنوانه «سكوت ح نهرج».
فتح يوسف شاهين النيران بضراوة ضد «العبد لله»، في كل البرامج والأحاديث، وكعادته كان يستخدم ألفاظاً يعاقب عليها القانون، وبدأ بعض دراويش يوسف شاهين يدافعون عن فيلمه قائلين «سكوت ح نصفق».
مر نحو أقل من عام، وكنت أعد وأقدم برنامجاً في قناة «أوروبت»، اسمه «عمالقة الفن السابع»، واستضفت يوسف شاهين طلبت منه أن يذكر اسم فيلم يسقطه من تاريخه، فقال لي بصراحة وبكل صراحة ومن دون تردد: «سكوت ح نصور».
كنت أعلم أن يوسف شاهين باعتباره أيضاً منتج وموزع الفيلم، كان ينتظر أن تتهافت على طلبه شركات التوزيع خارج الحدود، فلم يجد بأساً أن يرجئ كلمة الحق، بعد بيع الفيلم.
قبل نحو 55 عاماً سألوا فتحي قورة أحد شعراء الأغنية الكبار، هل يكتب بالضبط ما يقتنع به؟ أجابهم ليس دائماً، وضرب مثلاً بأغنية كتبها لفريد الأطرش «يا قلبي كفاية دق»، فريد اتصل به وأملاه المطلع، وطلب منه أن يستكمله.
فقال له قورة معترضاً، البداية لا تصلح، لأن القلب عندما يتوقف عن الدق، يموت الإنسان، هكذا كان تعريف الموت في الماضي هو توقف عضلة القلب.
رد فريد غاضباً، أنه يريد المطلع كما هو ولن يغيره، وكان فتحي قورة في ضائقة مالية فوافق مرغماً، وأضاف وهو غير مقتنع «ما دام حبيبك رق»، فصارت واحدة من أشهر أغاني فريد!!
سألت يوماً المخرج سعيد مرزوق عن أسوأ أفلامه؟ قال لي «الدكتورة منال ترقص»، وأضاف: «كنت مدركاً أن كل التفاصيل في هذا الفيلم ستؤدي لكارثة، ولكن كان ينبغي أن أحصل على الأجر لأسدد «فواتير» علاج أمي بالمستشفى، وافقت أن أذهب فوراً للأستوديو، بدون حتى مراجعة السيناريو، بمجرد أن حصلت على «العربون». عمر الشريف كثيراً ما ذكر أنه كان يشارك في أفلام وهو غير مقتنع بها عندما يكتشف أن جيبه صار خاوياً.
أغلب نجوم هذا الزمن أحاديثهم تفتقر إلى الصدق، بسبب تلك الإجابات المعلبة التي ينتقلون بها من حوار إلى آخر، ولا يعنيهم من قريب أو بعيد، أن يقولوا الحق، ولا ابن عمه، ولا ابن ابن ابن ابن عمه!!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الحق وابن ابن ابن ابن عمه الحق وابن ابن ابن ابن عمه



GMT 10:43 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

أجمل إطلالات نانسي عجرم المعدنية اللامعة في 2025

بيروت ـ مصر اليوم
  مصر اليوم - مكالمة سرية تكشف تحذيرات ماكرون من خيانة أمريكا لأوكرانيا

GMT 20:14 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر
  مصر اليوم - ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر

GMT 13:35 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

استمرار استبعاد صلاح من التشكيل يفتح باب الرحيل في الشتاء
  مصر اليوم - استمرار استبعاد صلاح من التشكيل يفتح باب الرحيل في الشتاء

GMT 05:43 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 01 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 01:38 2025 السبت ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

رونالدو يتسلم المفتاح الذهبي للبيت الأبيض من ترامب

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 07:30 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية مدهشة لعام 2026 ستعيد تعريف متعتك بالسفر

GMT 10:52 2020 الإثنين ,14 كانون الأول / ديسمبر

كل ما تريد معرفته عن قرعة دور الـ 16 من دوري أبطال أوروبا
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt