توقيت القاهرة المحلي 15:28:15 آخر تحديث
  مصر اليوم -

اسأل مجرب!

  مصر اليوم -

اسأل مجرب

بقلم - طارق الشناوي

في كثير من دول العالم يتابع الجمهور بشغف أرقام مبيعات المصنف الفني، سواء شباك تذاكر الأفلام وعدد نسخ الـ«سي دي» للأغاني، وكثافة المشاهدة في البرامج والمسلسلات وغيرها، الرقم يمنح دلالة مؤكدة على ذوق الناس، وقد يتغير المؤشر ونكتشف أن مزاج الناس قد انتقل إلى وجهة أخرى، وأن من وجدناه يعتلي القمة، هبط وبمعدل سريع إلى القاع.

في بلادنا كثيراً ما نكتشف تضارب الأرقام، خاصة في رمضان، وأيضاً مواسم عروض الأفلام، هل ننسى مثلاً أن كل نجم ينشر أنه الأول، شركات الإنتاج أيضاً تلعب في المساحة نفسها، وتعلن أرقاماً مبالغاً فيها، من أجل جذب المتفرج، كل هذه التلاعبات مجرمة في دول العالم، لأنها تدخل في إطار الغش التجاري، بينما يعتبر كُثر عندنا أن الكذب في الأرقام خاصة عندما يتعلق بالأعمال الفنية وسيلة لتحلية البضاعة، فهو نوع من «الكذب الأبيض»، بالطبع لست من أنصار إضفاء لون على الكذب، حتى نتعامل معه بقدر من التسامح، ولكن هذا هو مع الأسف ما تعارفنا عليه، حيث نصنف الكذب ما بين مباح أو مكروه أو محرم.

هل على الفنان عندما يشارك في عمل لا يزال متداولاً بين الناس ولديه رأي سلبي أن يعلنه على الملأ؟ ليس هذا ما أقصده قطعاً، ولكن الحديث عن الرقم الزائف هو فقط الممنوع، على الفنان إذا كانت لديه وجهة نظر سلبية، أن يلتزم الصمت أثناء وجود العمل الفني مع الناس.
حدث مرة قبل نحو 13 عاماً في مسلسل «المرسى والبحار» بطولة يحيى الفخراني الذي خرج في أحد برامج التلفزيون قبل نهاية رمضان، معلناً تبرؤه من المسلسل، كان خطئاً كبيراً وفادحاً من نجم مخضرم، ولهذا لم يكررها بعد ذلك.
الفنان عندما يشارك في عمل فني، ولديه ملاحظات، عليه أن يحتفظ برأيه، حكى مرة الشاعر عبد الرحمن الأبنودي أنه بعد أن استمع إلى أغنية «أنا كل ما أقول التوبة» لم يرتح إلى التوزيع الموسيقي لعلي إسماعيل وجده يخون روح الكلمة الصعيدية ونبض لحن بليغ حمدي الذي به مسحة فولكلورية، وأعلن ذلك لإحدى الصحف، اتصل به عبد الحليم معاتباً، وتفهم الأبنودي سبب العتاب، ومرة أخرى غضب الملحن محمد الموجي من أداء عبد الحليم حافظ لموشح «كامل الأوصاف»، فقرر أن يردده بصوته في حفل أحياه في دمشق، وبالطبع لم يشتهر «كامل الأوصاف» إلا بصوت عبد الحليم.

كان مثلاً نجيب محفوظ نموذجاً للصمت الجميل، كانت لديه كثير من الآراء في عدد من أفلامه التي قدمت عن رواياته يبوح بها فقط لأصدقائه، إلا أنه لم يعلن غضبه سوى مرة واحدة بسبب فيلم «نور العيون»، لأنه تجاوز كل حدود الصبر، بينما يوسف إدريس كثيراً ما كان يذهب إلى ساحة القضاء للمطالبة بإيقاف عرض الفيلم، متهماً المخرج بإفساد الرواية.

هل يتأثر الجمهور بكلام النجوم عن العمل الفني سلباً أو إيجاباً؟ الناس لديهم قناعة بالمثل الشهير «اسأل مجرب ولا تسأل طبيب»، من الممكن أن يرتاح النقاد بأن يذكروا أنهم مؤثرون على الجمهور، الذي ينتظر رأيهم ليحدد موقفه، والحقيقة أنه تأثير هامشي، الجمهور عندما يذهب لدار العرض متعددة الشاشات، يختار الطابور الأطول، ولا يكتفي عادة بهذا القدر، يسأل مجرباً خرج تواً من السينما، وبعدها يدفع مطمئناً ثمن التذكرة، أو يعيد مجدداً النقود إلى جيبه!.
نقلا عن الشرق الاوسط اللندنيه

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اسأل مجرب اسأل مجرب



GMT 09:52 2024 الأربعاء ,12 حزيران / يونيو

فرج فودة مسلم ولا مسيحي؟!

GMT 09:50 2024 الأربعاء ,12 حزيران / يونيو

العملية «كناري»

GMT 09:49 2024 الأربعاء ,12 حزيران / يونيو

مدير أم بائع آيس كريم؟

GMT 09:47 2024 الأربعاء ,12 حزيران / يونيو

اعترافات ومراجعات (59) من أحمد حسنين إلى أسامة الباز

GMT 05:30 2024 الأربعاء ,12 حزيران / يونيو

اعترافات ومراجعات (59) من أحمد حسنين إلى أسامة الباز

الأميرة رجوة بإطلالة ساحرة في احتفالات اليوبيل الفضي لتولي الملك عبدالله الحكم

عمان ـ مصر اليوم

GMT 15:15 2024 الأربعاء ,12 حزيران / يونيو

اللّون الأحمر يتصدر إطلالات المشاهير هذا الصيف
  مصر اليوم - اللّون الأحمر يتصدر إطلالات المشاهير هذا الصيف

GMT 14:45 2024 الأربعاء ,12 حزيران / يونيو

نصائح لتنظيف المنزل لعيد الأضحى بأقل مجهود
  مصر اليوم - نصائح لتنظيف المنزل لعيد الأضحى بأقل مجهود

GMT 07:44 2024 الأربعاء ,12 حزيران / يونيو

"قمة الأردن" تشدد على "الوقف الفوري" للحرب على غزة
  مصر اليوم - قمة الأردن تشدد على الوقف الفوري للحرب على غزة

GMT 10:56 2024 الأربعاء ,12 حزيران / يونيو

عودة هنا الزاهد للدراما بعد غياب ثلاث سنوات
  مصر اليوم - عودة هنا الزاهد للدراما بعد غياب ثلاث سنوات

GMT 17:12 2021 الثلاثاء ,04 أيار / مايو

موديلات أحذية برّاقة لسهرات الصيف

GMT 04:42 2021 الأربعاء ,31 آذار/ مارس

طريقة عمل كيكة بسبوسة

GMT 05:44 2021 الإثنين ,15 شباط / فبراير

كلب يستغل سيارات ري الحدائق لأخذ حمام بارد

GMT 16:19 2021 الإثنين ,25 كانون الثاني / يناير

اتحاد الكرة المصري يعلن شروط تأجيل المباريات بسبب كورونا

GMT 11:09 2021 الأربعاء ,20 كانون الثاني / يناير

تعرف على مواعيد مباريات الدور الرئيسي في مونديال اليد

GMT 09:27 2020 السبت ,26 كانون الأول / ديسمبر

دبي تهدي كريستيانو رونالدو رقم سيارة مميز

GMT 21:01 2020 الأربعاء ,16 كانون الأول / ديسمبر

إيفرتون بدون تغييرات في مواجهة ليستر في الدوري الإنجليزي

GMT 07:07 2020 الثلاثاء ,08 كانون الأول / ديسمبر

باحثة توضّح فوائد "الضحك" وتأثيره على الجسم
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon