توقيت القاهرة المحلي 07:06:56 آخر تحديث
  مصر اليوم -

خليهم يتسلوا!

  مصر اليوم -

خليهم يتسلوا

بقلم : طارق الشناوي

الدرس الذى يؤكده الزمن أن المصادرة والحجب والشجب لم تحقق أبدا انتصارا نهائيا، تكسب، ربما وبالنقاط، الجولة الأولى، ثم تهزم لا محالة فى الثانية، وبالضربة القاضية.

هذا الصوت الرافض والمتحفظ والمتحفز دائما وفى كل العهود يجد آذانا صاغية، فهو يصدر لنا سلاح الفضيلة والأخلاق، وعلى الفور تنحاز إليه الأغلبية، وهكذا مثلا شاهدنا مؤخرا قرارات بمنع أغانى مطربى المهرجانات، وانضم لها أغنيتا (ملطشة القلوب) و(سالمونيلا)، رغم أن المصادرة صارت فى القاموس فعلا ماضيا (مفروض نسيبه فى حاله على رأى ليلى مراد)، والتاريخ يؤكد ذلك، صادروا فى مطلع السبعينيات أحمد عدوية من الإذاعة المصرية، إلا أنه انتشر بضراوة على أشرطة الكاسيت ووجدت السينما فى أغانيه ورقة رابحة، وتحول إلى تميمة حظ للمنتجين، فكان فى تلك السنوات هو الملك المتوج على عرش الأغنية الشعبية.

أغلقت الدولة سياسيا كل الأبواب فى وجهى أحمد فؤاد نجم والشيخ إمام، بينما لعب شريط الكاسيت دور البطولة فى انتشار الثنائى (نجم وإمام) مصريا وعربيا.

منع الأزهر الشريف تداول فيلم (الرسالة) فى السبعينيات بحجة تواجد شخصية حمزة بن عبدالمطلب وأيضا ناقة الرسول (عليه الصلاة والسلام)، فلم يعرض سينمائيا ولا تليفزيونيا ومع انتشار (الفيديو كاسيت) صار فى كل البيوت، ثم أباح الأزهر وبكل بساطة عرضه تليفزيونيا، اتصلت رئيسة التليفزيون الأسبق الإعلامية سوزان حسن بالإمام الأكبر الراحل د. سيد طنطاوى تستأذنه، سألها الشيخ الجليل، هل وجدت بالفيلم شيئا يجرح إسلامك؟ أجابته بالنفى، فوافق على العرض، لنتعجب لماذا ظل ممنوعا طوال هذه السنوات؟ ولم يجرؤ أحد 20 عاما على التواصل مع الأزهر لفك الحظر.

أغان خفيفة مثل (يا عوازل فلفلوا) لفريد الأطرش، التى كتبها أبوالسعود الإبيارى، قالوا إنها لا تليق، عوازل وفلفلوا ثم رجل يتغنى بها، صادروا الأغنية من الإذاعة المصرية، بعد عامين صارت واحدة من أشهر الأغنيات الشعبية التى تبثها الموجة الرسمية للدولة، شادية تغنى بكلمات حسين السيد وتلحين رياض السنباطى (أحب الوشوشة)، وغدة المصادرة تنشط مجددا لأن الوشوشة قد تعنى النميمة، كما أنها تستخدم كغطاء لكلمات بذيئة، المنع لم يزد على بضعة أشهر ليعلو بعدها عبر الأثير صوت الوشوشة.

أحد وزراء الإعلام فى السبعينيات اتخذ بمجرد جلوسه على الكرسى قرارا بمنع أغنية صباح (ب فتحة با.. بحبك) وجد فيها خلاعة لا تجوز، وبعد أن ترك موقعه كان أول قرار اتخذه الوزير الجديد عودة الأغنية للتداول.

تابعوا كيف واجه نجيب محفوظ، عندما كان مديرا للرقابة، تعنت موظفيه، مع أغنية صباح أيضا (من سحر عيونك ياه) كتبها مأمون الشناوى ولحنها محمد عبدالوهاب، رفضها الرقيب بحجة أداء صباح لكلمة (ياااااااااه)، لأنها ممتدة أكثر من اللازم، كما أن نعومة ودلال صباح أثارت حفيظته، طلب نجيب محفوظ من مخرج الفيلم حسن الإمام إعادة التسجيل واختصار شىء من (ياه)، وتم السماح بتداول الأغنية فى فيلم (إغراء)، ثم رددتها صباح فى أحد حفلات (أضواء المدينة)، وأعادت (ياااااااه) لحالتها الأولى ومنذ ذلك الحين تُقدمها الإذاعة كما أرادتها صباح.

يبدو أن المجالس المتعددة التى تراقب الإعلام تبدد طاقتها، وكما قال حسنى مبارك (خليهم يتسلوا)، وأدينا بنتفرج!!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

خليهم يتسلوا خليهم يتسلوا



GMT 13:02 2024 الأربعاء ,17 إبريل / نيسان

اعترافات ومراجعات (51) الهند متحف الزمان والمكان

GMT 12:54 2024 الأربعاء ,17 إبريل / نيسان

حسابات المكسب

GMT 12:51 2024 الأربعاء ,17 إبريل / نيسان

منير وشاكوش وحاجز الخصوصية!

GMT 12:47 2024 الأربعاء ,17 إبريل / نيسان

الضربة الإيرانية

GMT 06:18 2024 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

سفير القرآن!

GMT 00:34 2024 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

غوارديولا يحذر السيتي وآرسنال من مصير ليفربول
  مصر اليوم - غوارديولا يحذر السيتي وآرسنال من مصير ليفربول

GMT 10:05 2017 الإثنين ,18 أيلول / سبتمبر

الثروة الحقيقية تكمن في العقول

GMT 13:33 2019 الثلاثاء ,12 آذار/ مارس

أفكار بسيطة لتصميمات تراس تزيد مساحة منزلك

GMT 00:00 2019 الأحد ,17 شباط / فبراير

مدرب الوليد يُحذِّر من التركيز على ميسي فقط

GMT 12:26 2019 السبت ,12 كانون الثاني / يناير

تدريبات بسيطة تساعدك على تنشيط ذاكرتك وحمايتها

GMT 20:58 2019 الإثنين ,07 كانون الثاني / يناير

مؤشر بورصة تونس يغلق التعاملات على تراجع
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon