توقيت القاهرة المحلي 10:04:21 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ضربات الشاكوش على رأس المسمار!

  مصر اليوم -

ضربات الشاكوش على رأس المسمار

بقلم : طارق الشناوي

«البقاء للأقوى»... مقولة صحيحة تماماً، على شرط أن نحدد على وجه الدقة ما هي معالم القوة بالضبط، التي تعني في جانبها الإيجابي القدرة على التكيف مع الواقع. لم ينقرض «الديناصور» من فرط ضخامته وقوته الجسدية، ولكن لأنه لم يستطع التعايش مع العالم الجديد. عدد من الأصدقاء لا يزالون يعلنون بكل فخر أنهم لم يدخلوا بعد العالم الافتراضي، ولن يدخلوه، وكأن منصات التواصل الاجتماعي سيتوقف مصيرها عليهم. الدنيا قطار بسرعة الضوء لا ينتظر أحداً، إما أن تلحقه في التوقيت المناسب أو يفوتك للأبد. هناك من يرفض تعاطي «الفاكسين»، على اعتبار أن هناك مؤامرة كونية تهدف لاغتياله، فيفضل الموت على يد «كوفيد» ومتحوراته، بدلاً من أن تأتيه طعنة غادرة من «فاكسين».
ورغم ذلك، فإن مظاهر الضعف بزاوية ما، من الممكن أن تصبح هي سر ومفتاح البقاء، مثل هذا الفنان الذي يطلق على نفسه «كوميديان»، زملاؤه النجوم، يقدرون تماماً ثقل ظله، ولهذا يحرصون على وجوده معهم داخل «الكادر» حتى لا يسرق منهم الكاميرا.
صرحت مرة الفنانة القديرة سناء جميل أن بعض نجمات الشباك، من جيلها، بسبب حضورها كن يعترضن على وجودها في أي عمل فني، وقال لي عادل أدهم إن أحد نجوم السبعينات، كان يشترط قبل التعاقد ألا يتم ترشيحه لأي دور، خوفاً من أن يسرق منه الجمهور، والغريب أن هذا النجم تحديداً ظل يبكي عادل أدهم بحرقة بعد رحيله.
المخرج صاحب الإرادة في الأستوديو مستبعد تماماً، النجم يريد أن يعمل تحت مظلة المخرج المطيع، الذي ينفذ أوامره، وهكذا قد يتم إقصاء مخرجين موهوبين، بينما يوجد، هؤلاء الذين يقع اختيار النجوم عليهم، وهم واثقون تماماً من تنفيذهم للأوامر من دون حتى مناقشة.
الخضوع يصل بالمخرج إلى توصيل رسالة علنية، ليس فقط للنجم الذي يعمل تحت مظلته، ولكن للآخرين، بأنه سيظل دائماً وأبداً حريصاً على ألا يغضبهم، وأن مبدأه هو «علشان الشوك اللي في الورد بحب الورد»، ومع الأسف فإن أغلب نجومنا يفضلون العمل مع هؤلاء الذين يتعاملون بأريحية مع أشواك الورد.
التجربة العملية أثبتت أن النجم حتى يحتل مكانة، ينبغي أن يستند إلى وجهة نظر مخرج. مثلاً في مرحلة فارقة مع مطلع عقد التسعينات، تعاون عادل إمام مع المخرج شريف عرفة الذي قدم مجموعة من الأفلام بدءاً من «اللعب مع الكبار» تأليف وحيد حامد تشعر فيه بروح مخرج لديه عالمه الخاص. قال لي وحيد إن شريف سأله: «أفلامي السابقة لم تحقق إيرادات، وربما يعترض عادل؟»، رد وحيد: «هذا فيلم شريف عرفة وليس عادل إمام».
من صالح النجوم أن يدركوا حاجتهم إلى عين مخرج، إلا أن كثيراً ما تغيب عن الشاشة أسماء مخرجين كبار. عدد من الأفلام السينمائية المغايرة للسائد اعتمدت على نبض مخرجيها أكثر من سيطرة نجومها، بينما ومع الأسف الشديد المخرج مهيض الجناح، الذي تمت قصقصة ريشه هو المطلوب، لأنه داخل الأستوديو «لا يهش ولا ينش».
إنها قوة الضعف، هناك من يتعامل مع الموهوبين على طريقة النجار والمسمار، بمجرد أن يرى النجار رأس المسمار ينهال وبلا هوادة بضربات متلاحقة من «الشاكوش» حتى لا يجرؤ أن يطل برأسه مرة أخرى!!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ضربات الشاكوش على رأس المسمار ضربات الشاكوش على رأس المسمار



GMT 10:43 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

أجمل إطلالات نانسي عجرم المعدنية اللامعة في 2025

بيروت ـ مصر اليوم
  مصر اليوم - مكالمة سرية تكشف تحذيرات ماكرون من خيانة أمريكا لأوكرانيا

GMT 20:14 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر
  مصر اليوم - ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر

GMT 13:35 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

استمرار استبعاد صلاح من التشكيل يفتح باب الرحيل في الشتاء
  مصر اليوم - استمرار استبعاد صلاح من التشكيل يفتح باب الرحيل في الشتاء

GMT 05:43 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 01 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 01:38 2025 السبت ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

رونالدو يتسلم المفتاح الذهبي للبيت الأبيض من ترامب

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 07:30 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية مدهشة لعام 2026 ستعيد تعريف متعتك بالسفر

GMT 10:52 2020 الإثنين ,14 كانون الأول / ديسمبر

كل ما تريد معرفته عن قرعة دور الـ 16 من دوري أبطال أوروبا

GMT 11:36 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

عبد الحفيظ يكشف انتهاء العلاقة بين متعب والأهلي

GMT 22:15 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

وزير الرياضة يكرم بطل كمال الأجسام بيج رامي الإثنين
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt