توقيت القاهرة المحلي 10:36:01 آخر تحديث
  مصر اليوم -

نساء يطاردهن العنف (٢)

  مصر اليوم -

نساء يطاردهن العنف ٢

بقلم : هبة عبدالعزيز

تتزامن كتابتى للمرة الثانية على التوالى عن العنف ضد المرأة، مع احتفالنا بالذكرى الخامسة لثورة ٣٠ يونيو، تلك الثورة التى تعد من أهم -إن لم تكن أهم- الثورات بالفعل فى تاريخ مصر القديم والحديث، وقد يرى البعض أن فى وجهة النظر هذه شيئاً من المبالغة، ولعلى أقولها وأنا أدرك تماماً بقدر ما استطعت أن أحصل عليه من معلومات أنه لا يوجد فى ذلك أى نوع من المبالغة على الإطلاق.

فكل الثورات التى مرت بها مصر -على الرغم من مدى خطورة أسبابها وأهمية نتائجها فى سياق كل التداعيات- من الممكن أن توضع فى كفة، وثورة ٣٠ يونيو وحدها فى الكفة الأخرى، حيث إنه ولأول مرة تتعرض مصر لمخطط تقسيم بهذا الشكل اللعين، الذى يعبث بوحدة أرضها، ويعمد إلى تمزيق ترابط شعبها، وهدم جيشها الوطنى ضمن المخطط الكبير لإعادة رسم خريطة منطقة الشرق الأوسط، الذى كان يرمى إلى تقسيم مصر إلى خمس دويلات أو كانتونات: دولة إسلامية سنية، دولة للمسيحيين، دولة للنوبة، دولة للبدو فى سيناء، دولة فلسطينية على شمال سيناء بعد ضمها إلى غزة، مما جعلنى أسجد وأصلى لله شكراً وحمداً وشعب مصر يحتفل بمرور خمس سنوات على ثورته لإعادة تصحيح مسار الدولة المصرية وتحريرها من قبضة جماعة الإخوان الإرهابية، التى كانت أداة الغرب فى بلادنا لتنفيذ مخططهم الحقير، ولعلى كنت قد تحدثت فى مقالى السابق عن العنف ضد المرأة وبعض أشكاله، وبخاصة العنف الناتج عن ما تعرضت وتتعرض له المرأة العربية تحديداً فى المناطق التى تشهد صراعات متنوعة على السلطة أخذت معظمها صبغة دينية، وسواء أكان ذلك بطابع مذهبى أو إثنى أو عرقى أو.... أو ما إلى ذلك من بعض المشاكل -التى كانت موجودة ولكنها خامدة غالباً أو مشتعلة ولكنها محدودة الزمان والمكان والأشخاص- هنا وهناك فى عالمنا العربى ومنطقة الشرق الأوسط، التى استغلتها أيضاً بعض الدول الكبرى -من أصحاب المصالح غير المشروعة- فقامت بتعميقها وزيادة تأجيجها، حيث سكبت عليها الجاز والبنزين لتزيد شرارة تلك الأزمات والفتن والصراعات اشتعالاً، ولتبقى النار ملتهبة، مستخدمة فى ذلك عملاءها الذين صنعتهم وأسست جماعتهم المشبوهة، هؤلاء الذين لقبتهم فيما بعد بجماعات الإسلام السياسى، كأداة طيعة لتنفيذ هذا المخطط الخبيث الذى وضعه لويس برنارد ووافق عليه الكونجرس الأمريكى بالإجماع فى جلسته السرية عام ١٩٨٣م، وسأنقل لكم جزءاً مما ورد على لسان هذا البرنارد أراه من الأهمية بمكان: «إن العرب والمسلمين قوم فاسدون مفسدون فوضويون، لا يمكن تحضرهم، وإذا تُرِكوا لأنفسهم فسوف يفاجئون العالم المتحضر بموجات بشرية إرهابية تدمر الحضارات، وتقوض المجتمعات، ولذلك فإن الحل السليم للتعامل معهم هو إعادة احتلالهم واستعمارهم، وتدمير ثقافتهم الدينية وتطبيقاتها الاجتماعية، وإنه من الضرورى إعادة تقسيم الأقطار العربية والإسلامية إلى وحدات عشائرية وطائفية، ولا داعى لمراعاة خواطرهم أو التأثر بانفعالاتهم وردود الأفعال عندهم، ويجب أن يكون شعار أمريكا فى ذلك، إما أن نضعهم تحت سيادتنا، أو ندعهم ليدمروا حضارتنا، ولا مانع عند إعادة احتلالهم أن تكون مهمتنا المعلنة هى تدريب شعوب المنطقة على الحياة الديمقراطية، وخلال هذا الاستعمار الجديد لا مانع أن تقوم أمريكا بالضغط على قيادتهم الإسلامية -دون مجاملة ولا لين ولا هوادة- ليخلصوا شعوبهم من المعتقدات الإسلامية الفاسدة، ولذلك يجب تضييق الخناق على هذه الشعوب ومحاصرتها، واستثمار التناقضات العرقية، والعصبيات القبلية والطائفية فيها، قبل أن تغزو أمريكا وأوروبا لتدمر الحضارة فيها»، وبالفعل تم تقنين المشروع واعتماده وإدراجه فى ملفات السياسة الأمريكية واستراتيجياتها المستقبلية، وهى الاستراتيجية التى يتم تنفيذها بدقة وإصرار شديدين، ولعل ما يحدث فى المنطقة من حروب وفتن يدلل على هذا الأمر، وعلى الرغم من أن النساء لا يشاركن عادة فى الحروب والصراعات، فإن أكثر ما يتحمل الآثار والتبعات هن والأطفال بكل أسف شديد.

وما زال لحديثنا بقية.

نقلا عن الوطن القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نساء يطاردهن العنف ٢ نساء يطاردهن العنف ٢



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

نجوى كرم تتألق في إطلالات باللون الأحمر القوي

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 03:33 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

عمرو يوسف يتحدث عن "شِقو" يكشف سراً عن كندة علوش
  مصر اليوم - عمرو يوسف يتحدث عن شِقو يكشف سراً عن كندة علوش

GMT 22:56 2018 الثلاثاء ,24 إبريل / نيسان

إيدين دغيكو يصنع التاريخ مع روما

GMT 18:14 2018 الثلاثاء ,13 شباط / فبراير

محمد هاني يتعرض لكدمة قوية في الركبة

GMT 02:04 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

اللقطات الأولى لتصادم 4 سيارات أعلى كوبري أكتوبر

GMT 16:20 2018 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

مقتل 3 مواطنين وإصابة 4آخرين في حادث تصادم في المعادي

GMT 07:05 2018 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

أجمل ديناصور في العالم بألوان مثل طائر الطنان

GMT 06:33 2018 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

تعرف على أسعار الحديد في الأسواق المصرية الثلاثاء

GMT 21:12 2017 الجمعة ,29 كانون الأول / ديسمبر

الأهلي يعترف بتلقي مؤمن زكريا لعرض إماراتي

GMT 00:34 2017 الأربعاء ,13 كانون الأول / ديسمبر

أبرز النصائح الخاصة بإدخال اللون الذهبي إلى الديكور

GMT 12:51 2017 الأربعاء ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد ناجي يمنح محمد الشناوي وعدًا بالانضمام للمنتخب

GMT 14:37 2017 السبت ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

الإعدام شنقًا لـ7 من أعضاء خلية "داعش" في مطروح

GMT 13:23 2017 الخميس ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

"الخطيب" يدعو أعضاء الأهلي لحضور ندوته الرسمية في الجزيرة

GMT 02:07 2017 الأحد ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

سعر الدولار الأحد في السوق السوداء الأحد

GMT 17:42 2014 الجمعة ,15 آب / أغسطس

حدوث هبوط أرضي في حي الكويت في السويس

GMT 14:50 2017 السبت ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

المنتخب يطلب زيادة تذاكرة في مواجهة غانا

GMT 20:56 2017 الأربعاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

إسبانيا تودع 2017 من دون خسارة وتحلم بنيل كأس العالم

GMT 10:06 2017 الإثنين ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد حلمي يدخل السباق الرمضاني بمسلسل كوميدي

GMT 19:16 2015 الأحد ,11 تشرين الأول / أكتوبر

العثور على سلحفاة ضخمة نافقة على أحد شواطئ بلطيم

GMT 23:56 2013 الأحد ,20 كانون الثاني / يناير

الأميركية روفينيلي تمتلك أكبر مؤخرة في العالم
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon