توقيت القاهرة المحلي 09:52:50 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الإخوان والإعـلام

  مصر اليوم -

الإخوان والإعـلام

بقلم-حازم منير

ظلت جماعة الإخوان «الإرهابية» ولسنوات طويلة مصدراً قوياً وموثوقاً عند الصحافة والفضائيات المحلية والإقليمية للمعلومات والأخبار ذات الصلة بالأحداث السياسية المثيرة، وتو ما وصلت الجماعة فى لحظة غافلة من الزمن للحكم انقلبت الأحوال وتقطعت كل صلاتها بوسائل الإعلام وتحولت إلى عدو له تقاتله فى كل مكان.

ما لم تفهمه الجماعة حين تولت الحكم أن الفارق كبير بين تسويق أنشطتك الحزبية ومواقفك السياسية، وبين التسويق للمعلومات والتعامل مع الرأى العام باعتبارك مصدراً للأخبار ومُقدم الخدمة للمتلقى، فاختلطت الأمور وانطفأ توهج الجماعة الإعلامى.

كنت أستيقظ فى الصباح لأجد ستة ذقون بهية مسيطرة على الشاشة وتستولى على مقاعد الضيوف بالاستوديو فى «صباح الخير يا مصر» كلها تشيد بالإخوان وبـ«الرئيس» محمد مرسى وبالنجاحات الحكومية، ولا صوت واحد فى المقابل يناقشهم بالرأى الآخر وبالانتقادات وبطرح البدائل.

بمنتهى البساطة أنت تستطيع توجيه التعليمات والأوامر لمراكز الإعلام التابعة لك، لكنك لا تستطيع تحويل القائمين على مؤسسات الإعلام إلى خيال مآتة يأتمرون بما تقوله ويتحولون إلى إنسان آلى لا رأى له ولا إرادة ولا أى سلطة اقتراح.

مشكلة «الجماعة» أنها قامت على السمع والطاعة لأمير الجماعة، ولا مجال للإبداع أو الرأى أو طرح رؤية، والإعلام عمل إبداعى فى الأساس يقوم على التخيل وتحويل الخيال إلى واقع ويستند على العمل الجماعى والحوار والعصف الذهنى، وهو ما لم تفهمه الجماعة فاعتبرت الإعلام فى تصريحات مرشدهم العام «سحرة فرعون».

لذلك كان الصدام حتمياً بين الجماعة وبين الإعلام رغم كل محاولات الاختراق التى استجاب لها للأسف بعض الإعلاميين ممن لا يزالون يعبثون حتى الآن فى إعلامنا بمباركة وقبول، وكان منطقياً انحسار وأفول التوهج الإعلامى الإخوانى فى أسابيع قليلة من سيطرتهم السياسية ثم البرلمانية وبعدها الرئاسية.

الإعلام مهنة احترافية ولا تنجح معها مقولة «مهنة من لا مهنة له»، فإذا سيطر عليها وأدار شئونها من لا مهنة له تنهار وتفشل، وإذا سطا عليها اتجاه سياسى محاولاً فرض ذاته على المشهد الإعلامى فالفشل المحقق مآله الوحيد.

الثنائية والتعددية أساس العمل الإعلامى، والتنوع جوهر فكرة الخدمة، وتلبية متطلبات المتلقى روح العمل الإعلامى ووسيلة نجاحه، وأى غياب لهذه المعانى وأى محاولة لفرض الإعلام الواحد ستنتهى إلى الفشل، والفشل هنا هو عزوف الناس عنها والتحول إلى مصادر أخرى.

لهذا انهارت سمعة «الجماعة» الإعلامية وفشلت.

نقلا عن الوطن

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الإخوان والإعـلام الإخوان والإعـلام



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

الملكة رانيا تتألق بإطلالة جذّابة تجمع بين الكلاسيكية والعصرية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 22:23 2024 الأحد ,05 أيار / مايو

طرق سيئة للنوم قد تتسبب في الوفاة ببطء
  مصر اليوم - طرق سيئة للنوم قد تتسبب في الوفاة ببطء

GMT 23:13 2021 الثلاثاء ,27 إبريل / نيسان

القمر العملاق يزين سماء مصر في ليلة نصف رمضان

GMT 14:36 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

أخطاؤك واضحة جدًا وقد تلفت أنظار المسؤولين

GMT 23:48 2021 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

علي زين رجل مباراة مصر والدنمارك في ربع نهائي بطولة العالم

GMT 22:00 2021 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

أسوان يدعم صفوفه بالسيد فريد وعمرو رضا قبل نهاية الميركاتو

GMT 10:08 2021 الخميس ,21 كانون الثاني / يناير

منتخب مصر لليد يكشف تفاصيل إصابة أحمد الأحمر

GMT 07:37 2021 الثلاثاء ,12 كانون الثاني / يناير

أجنّة سمكة قرش منقرضة أكلت أشقائها في الرحم

GMT 04:22 2021 الإثنين ,11 كانون الثاني / يناير

موديلات جمبسوت خطوبة للعروس العصرية تعرفي عليها

GMT 06:59 2020 الخميس ,31 كانون الأول / ديسمبر

تتغير الظروف في الشهر الاول عما كانت عليه مؤخراً

GMT 09:34 2020 الأربعاء ,30 كانون الأول / ديسمبر

شوبير يسأل عن 8 ملايين دولار مستحقة لمصر لدى الكاف

GMT 01:44 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

"بسنت" يتصدر مؤشرات البحث على مواقع التواصل الاجتماعي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon