توقيت القاهرة المحلي 03:18:29 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الإخوان والإعـلام

  مصر اليوم -

الإخوان والإعـلام

بقلم-حازم منير

ظلت جماعة الإخوان «الإرهابية» ولسنوات طويلة مصدراً قوياً وموثوقاً عند الصحافة والفضائيات المحلية والإقليمية للمعلومات والأخبار ذات الصلة بالأحداث السياسية المثيرة، وتو ما وصلت الجماعة فى لحظة غافلة من الزمن للحكم انقلبت الأحوال وتقطعت كل صلاتها بوسائل الإعلام وتحولت إلى عدو له تقاتله فى كل مكان.

ما لم تفهمه الجماعة حين تولت الحكم أن الفارق كبير بين تسويق أنشطتك الحزبية ومواقفك السياسية، وبين التسويق للمعلومات والتعامل مع الرأى العام باعتبارك مصدراً للأخبار ومُقدم الخدمة للمتلقى، فاختلطت الأمور وانطفأ توهج الجماعة الإعلامى.

كنت أستيقظ فى الصباح لأجد ستة ذقون بهية مسيطرة على الشاشة وتستولى على مقاعد الضيوف بالاستوديو فى «صباح الخير يا مصر» كلها تشيد بالإخوان وبـ«الرئيس» محمد مرسى وبالنجاحات الحكومية، ولا صوت واحد فى المقابل يناقشهم بالرأى الآخر وبالانتقادات وبطرح البدائل.

بمنتهى البساطة أنت تستطيع توجيه التعليمات والأوامر لمراكز الإعلام التابعة لك، لكنك لا تستطيع تحويل القائمين على مؤسسات الإعلام إلى خيال مآتة يأتمرون بما تقوله ويتحولون إلى إنسان آلى لا رأى له ولا إرادة ولا أى سلطة اقتراح.

مشكلة «الجماعة» أنها قامت على السمع والطاعة لأمير الجماعة، ولا مجال للإبداع أو الرأى أو طرح رؤية، والإعلام عمل إبداعى فى الأساس يقوم على التخيل وتحويل الخيال إلى واقع ويستند على العمل الجماعى والحوار والعصف الذهنى، وهو ما لم تفهمه الجماعة فاعتبرت الإعلام فى تصريحات مرشدهم العام «سحرة فرعون».

لذلك كان الصدام حتمياً بين الجماعة وبين الإعلام رغم كل محاولات الاختراق التى استجاب لها للأسف بعض الإعلاميين ممن لا يزالون يعبثون حتى الآن فى إعلامنا بمباركة وقبول، وكان منطقياً انحسار وأفول التوهج الإعلامى الإخوانى فى أسابيع قليلة من سيطرتهم السياسية ثم البرلمانية وبعدها الرئاسية.

الإعلام مهنة احترافية ولا تنجح معها مقولة «مهنة من لا مهنة له»، فإذا سيطر عليها وأدار شئونها من لا مهنة له تنهار وتفشل، وإذا سطا عليها اتجاه سياسى محاولاً فرض ذاته على المشهد الإعلامى فالفشل المحقق مآله الوحيد.

الثنائية والتعددية أساس العمل الإعلامى، والتنوع جوهر فكرة الخدمة، وتلبية متطلبات المتلقى روح العمل الإعلامى ووسيلة نجاحه، وأى غياب لهذه المعانى وأى محاولة لفرض الإعلام الواحد ستنتهى إلى الفشل، والفشل هنا هو عزوف الناس عنها والتحول إلى مصادر أخرى.

لهذا انهارت سمعة «الجماعة» الإعلامية وفشلت.

نقلا عن الوطن

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الإخوان والإعـلام الإخوان والإعـلام



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

اختيارات النجمات العرب لأجمل التصاميم من نيكولا جبران

بيروت ـ مصر اليوم

GMT 13:25 2024 السبت ,18 أيار / مايو

استلهمي ألوان واجهة منزلك من مدينة كانّ
  مصر اليوم - استلهمي ألوان واجهة منزلك من مدينة كانّ

GMT 03:31 2015 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

منظمة "الصحة العالمية" تحذر من تناول اللحم المقدد

GMT 00:50 2017 السبت ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

عمرو عبد الحق يفوز برئاسة النصر وقائمته تكتسح الانتخابات

GMT 18:00 2017 الثلاثاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

يجب أن تستبدل هذه التجهيزات الأساسية في المطبخ

GMT 07:55 2021 الثلاثاء ,07 أيلول / سبتمبر

سعر الدولار اليوم الثلاثاء 7-9-2021 في مصر

GMT 09:52 2021 الأربعاء ,04 آب / أغسطس

وائل جسار يؤجل حفله في بغداد بسبب كورونا

GMT 14:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : علي خليل

GMT 23:03 2021 الأحد ,30 أيار / مايو

تألقي بمكياج صيفي ناعم على طريقة النجمات
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon