توقيت القاهرة المحلي 14:24:33 آخر تحديث
  مصر اليوم -

قانون الجمعيات والحوار الغائب

  مصر اليوم -

قانون الجمعيات والحوار الغائب

بقلم-حازم منير

منذ أطلق السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى قبل شهر مبادرته لتصويب قانون الجمعيات الأهلية، والأمر ما زال يراوح مكانه إلا من قرار رئيس مجلس الوزراء بتشكيل لجنة من ثلاثة وزراء «التضامن والعدل والخارجية»، لم يصدر عنها حتى الآن أى إشارات بإجراءات عملية التغيير وما سيترتب عليها.

صحيح أن أجندة الحكومة مكتظة، لكن حديث السيد الرئيس كان واضحاً.. القانون المطلوب تصويبه جرت صياغته فى مناخ «فوبيا» تجاه الجمعيات، وبه «عوار» يحتاج إلى مراجعة، والحديث الرئاسى حدّد جانبين أساسيين فى التعامل مع الأهداف المطلوبة.. الأول أن يصدر قانون بعيد عن مناخ الخوف من العمل الأهلى، والثانى تصحيح ما أصاب القانون من أخطاء، سواء كانت تشريعية أو مفاهيم للعمل الأهلى والتطوعى.

لذلك فإن تأخر اللجنة الوزارية فى إطلاق إشارتها بالعملية التنفيذية لتوجيهات الرئيس تثير تساؤلات حول ما يدور خلف الجدران المغلقة، أو ما يمكن تسميته كواليس التشريع، وإذا ما كان مقرراً أن تُحدد اللجنة من ذاتها طبيعة التغييرات المطلوبة فى القانون، أم أنها تُخطط لحوار مع كل أطياف العمل الأهلى.

الحقيقة أن الإعلان الرئاسى واضح فى الرغبة بحوار جماعى مع أطياف العمل الأهلى، وهو ما بدا جلياً بالإشارة إلى أجواء الـ«فوبيا»، التى أحاطت بالتشريع الحالى، وهى فى جانب منها توحى بعدم توافر بيئة أتاحت مناخاً جاداً لحوار وتوافق بين الأطراف المختلفة.

أما حديث الـ«عوار»، فهو دلالة على قناعة رئاسية بأن بالقانون مواد ومفاهيم تحتاج إلى التصحيح والتصويب والتغيير، سواء كانت نصوصاً أو مفاهيم، فالأمر لا يقتصر على تغيير مادة أو كلمة أو جملة، وإنما الأمر يحتاج إلى نصوص تقدم المفاهيم الصحيحة للعمل الأهلى، وتترجمه فى تشريع يتلاءم مع نصوص الدستور.

الحاصل أن العلاقة بين الحكومة والمجتمع المدنى تتطلب تطويراً وتقارباً لن يتم من دون حوار يُحقق الانسجام بينهما، ويساعد الحكومة من ناحية فى تحقيق خططها التنموية، ويمنح للمجتمع المدنى المكانة اللائقة كشريك للحكومة فى عملية التنمية.

الدول الحديثة تقوم على مثلث متساوى الأضلاع على قمته الحكومة وقاعدتاه القطاع الخاص والمجتمع المدنى، ولا يمكن تصور غياب أى من هذه الأضلاع فى خطط التنمية والبناء، والحوار أساس عملية الشراكة، لذلك لا أفهم تأخر اللجنة الوزارية فى إعلان نيتها وتصوراتها حتى الآن.

التوجيهات الرئاسية واضحة، هى تصويب عوار القانون من خلال بيئة تعاون تنهى مرحلة «فوبيا» المجتمع المدنى، وأتمنى أن تُعلن اللجنة الوزارية سريعاً أساس عملية تشريعية تقطع الطريق على مخاوف مُتداولة وتحقق الأهداف الرئاسية، ولا تعيدنا مرة أخرى لحالة المواجهة.

نقلا عن الوطن

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قانون الجمعيات والحوار الغائب قانون الجمعيات والحوار الغائب



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

الملكة رانيا تتألق بإطلالة جذّابة تجمع بين الكلاسيكية والعصرية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 17:22 2018 السبت ,13 كانون الثاني / يناير

اتحاد الكرة يرفض دفع مستحقات فتح الله المتأخرة

GMT 06:38 2016 الجمعة ,26 شباط / فبراير

انجي المقدم تكشف أحداث دورها في مسلسل "سقوط حر"

GMT 09:27 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

تونس تسترد قطعا أثرية نقدية من النرويج

GMT 01:00 2021 السبت ,10 إبريل / نيسان

441 مليون دولار صادرات بترولية مصرية مطلع 2021

GMT 04:02 2021 الإثنين ,22 شباط / فبراير

أبرز إطلالات شتوية رائعة من وحي هايلي بيبر

GMT 22:11 2021 الأحد ,24 كانون الثاني / يناير

طريقة عمل الرواني باحترافية

GMT 19:43 2021 الإثنين ,11 كانون الثاني / يناير

يوفنتوس الإيطالي يقترب من أولى صفقاته الشتوية

GMT 08:56 2021 الخميس ,07 كانون الثاني / يناير

أوزيل يقترب من الانضمام لـ دي سي يونايتد الأمريكي

GMT 15:47 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

حقيقة ظهور حالات إنفلونزا الطيور في محافظات مصر

GMT 06:57 2020 الخميس ,31 كانون الأول / ديسمبر

تشير الأوضاع الفلكية الى انشغالات عديدة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon