توقيت القاهرة المحلي 17:51:25 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ليبيا والأمن العالمى

  مصر اليوم -

ليبيا والأمن العالمى

بقلم-حازم منير

ستظل الدول الكبرى مؤشراً على تردى منظومة القيم وتراجع الضمير الإنسانى، ولن تنجح محاولاتها استخدام التقدم والتكنولوجيا ستاراً لإخفاء مظاهر انهيار كل القواعد الأخلاقية الحاكمة لقراراتها وتوجهاتها السياسية.

وبالمناسبة القواعد الأخلاقية ومنظومة القيم لا تعنى أبداً تلك المعانى التى نستخدمها فى حياتنا اليومية، وإنما هى فى واحدة من تجلياتها تمثل الإطار الحاكم لمبادئ العلاقات بين الدول، التى تفصل تماماً بين مصالح الدولة وبين استهداف قتل البشر -مثلاً- من أجل المصالح الذاتية.

ليبيا واحدة من الوقائع الكاشفة لتدنى سياسات الدول العظمى وجميعنا تساءلنا أين كانت هذه الدول قبل تحرك الجيش الوطنى الليبى لمحاصرة جماعات الإرهاب وإزالتها لاستعادة كل مقومات الدولة الوطنية المستقلة؟! ولماذا تأخر اهتمام الدول العظمى بالشأن الليبى حتى تعرضت جماعات الإرهاب للخطر؟! وما مغزى أو دلالة رد الفعل السريع العاجل ضد خطط تستهدف استعادة الدولة الليبية الموحدة؟!.

الحاصل أن بلاد الغاز والنفط ستظل لسنوات طويلة مناطق صراع وحروب أهلية إلى أن تستقر بكل مقوماتها فى أحضان الدول العظمى، ولو تأخر هذا الاستقرار فإن الصراع المسلح سيظل فى استمرار حتى تضمن الدول الكبرى مصالحها، حتى لو كانت على حساب مصالح شعوب أخرى، أو على حتى حقها فى الحياة.

سوريا ليست بعيدة عن هذا النموذج، الاهتمام الروسى بالمنطقة جزء من هذا التصور، والتنافس الإيرانى والتركى جزء من صميم اللعبة، والجزائر باتت قريبة، والحصار غير المرئى من التهديدات المحيطة بدول الخليج جزء من هذا الحصار، وهكذا تجد منطقتنا العربية ملعباً للفرق الكبرى الفاقدة لكل القيم والأخلاقيات وهى تتاجر بأعراض شعوب، وتتنافس على إزهاق أرواح البشر من أجل مصالحها الذاتية.

فجأة اكتشفت الدول الكبرى أن الصراع فى ليبيا يهدد حق شعبها فى الحياة -آه والله- وفجأة اكتشفت أيضاً أن الصراع المسلح لا يساهم فى حل الأزمة أو تقدمها، وإنما يضيف المزيد من المعوقات والمشكلات، وفجأة اكتشفت أن ما يجرى فى ليبيا يهدد الأمن والسلم العالمى، فتحركت وطالبت الجيش الوطنى الليبى بوقف عملياته ضد الإخوان وحلفائهم من تتار العصر وجماعات الإرهاب والعنف لحماية السلم العالمى.

لأجل كل ذلك تحركت القوى العظمى ليس لإنقاذ الشعب الليبى ولا الدولة الليبية، وإنما لإنقاذ جماعات الإرهاب والعنف المُهددة بالانهيار على يد الجيش الوطنى الليبى، ولتؤكد يوماً بعد يوم أنها دول فاقدة للقيم الإنسانية والأخلاقيات التى يجب أن تستمر قواعد للتعامل بين البشر وأن ترديداتها فى هذا الشأن مجرد أكاذيب وكلمات جوفاء.

يجب ألا تصيبك الدهشة وأنت تبحث عن مصادر ثروات هذه الأمم التى تبنى بها حضارتها، لأنها فى الحقيقة مصادر ثرواتك أنت المنهوبة.

نقلا عن الوطن

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ليبيا والأمن العالمى ليبيا والأمن العالمى



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

نجوى كرم تتألق في إطلالات باللون الأحمر القوي

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 17:14 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

النوم الجيد يطيل حياة الإنسان ويضيف سنوات لعمره
  مصر اليوم - النوم الجيد يطيل حياة الإنسان ويضيف سنوات لعمره

GMT 06:52 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

نظام غذائي يقضي على التهاب المفاصل بأطعمة متوافرة

GMT 03:14 2021 الجمعة ,03 أيلول / سبتمبر

شيرين رضا تنتقد التبذير في جهاز العرائس

GMT 14:30 2021 الأحد ,04 إبريل / نيسان

"مايكروسوفت" تؤجل إعادة فتح مكاتبها بالكامل

GMT 05:07 2021 الجمعة ,29 كانون الثاني / يناير

دراسة جديدة تكشف عن كمية القهوة لحياة صحية مديدة

GMT 11:21 2021 الخميس ,28 كانون الثاني / يناير

وزيرة الصحة المصرية تؤكد حرص مصر على دعم لبنان ومساندته
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon