توقيت القاهرة المحلي 09:57:50 آخر تحديث
  مصر اليوم -

في انتظار أيار لحسم الموقف من إيران

  مصر اليوم -

في انتظار أيار لحسم الموقف من إيران

بقلم : سليم نصار

 منذ اغتيال يوليوس قيصر في منتصف آذار (مارس) سنة 44 ق.م. ارتبط اسم هذا الشهر بالكوارث والحروب وكل ما ينبئ باحتمال وقوع أحداث سلبية.

من هنا رأى المراقبون في التوقيت الذي اختاره الرئيس دونالد ترامب لإجراء تعيينات مفاجئة في إدارته مؤشراً لافتعال حرب في منطقة الشرق الأوسط. وقد أجمعت التعليقات التي قوّمت مواقف «الصقرَيْن» على أن العنف هو الصفة الوحيدة التي يعرفها جون بولتون ومايك بومبيو.

صحيفة «واشنطن بوست» استغلت هذا التعيين لإعادة نشر حديث أجرته مع جون بولتون قبل مدة قصيرة، توقع فيه موت الاتفاق النووي مع إيران، كما أوصى في الحديث ذاته بضرورة تغيير النظام الإيراني أو إسقاطه.

وبدلاً من أداء دور ديبلوماسي متحفظ بعد تعيينه مستشاراً للأمن القومي، كرر معزوفة التشدد والتصلب، معلناً أن سياسة أميركا يجب أن تركز على إنهاء إيران- الثورة قبل حلول الذكرى الأربعين. أي قبل سنة 2019.

وحول هذا التعيين، حذرت صحيفة «أوبزرفر» البريطانية في افتتاحيتها من خطر استبدال هـ. ر. ماكماستر بالصقر المتحمس الداعي للحروب الوقائية جون بولتون. علماً أنه تجنب القتال في فيتنام، ولكنه ظل يحث شبان أميركا على الحرب. ولقد كرر هذا الموقف من فوق منبر الأمم المتحدة، الأمر الذي أثار انتقاد خصومه ممن وصفوه بأنه شخص لا يتغير في عالم متغير.

والثابت أن تخلي ترامب عن وزير خارجيته ريكس تيلرسون، واستبداله بمايك بومبيو، المدير السابق لوكالة الاستخبارات المركزية، هو أن الرئيس الأميركي عازم على نسف الاتفاق النووي مع إيران. خصوصاً أن الوزير الجديد يُعتبر من صقور الإدارة، وأنه في مستوى بولتون من حيث الاندفاع لإلغاء الاتفاق النووي الإيراني.

في وقت سابق، كان بولتون قد صاغ مع صديقه فرد فليتز ورقة عمل حول كيفية الخروج من التزامات الاتفاق النووي الإيراني. وجاء في حيثيات تنسيق القرار مع الدول الحليفة ضرورة استغلال الوقت المناسب لاعتبارات عدة، أهمها:

أولاً- إن الزعيم الروحي علي خامنئي يبحث منذ مدة عن شخصية لائقة ونافذة يمكن أن تملأ الفراغ الذي سيحدث أثناء تغيّبه بسبب المرض. ويبدو أنه وجد صعوبة في انتقاء هذه الشخصية بسبب الخلاف المستعر بين الرئيس حسن روحاني من جهة وبين قادة الحرس الثوري من جهة ثانية. ذلك أن قادة الحرس يدفعون باتجاه استئناف حرب اليمن ومعارك المحافظة على نظام بشار الأسد بأي ثمن.

في حين يرى روحاني أن التظاهرات الضخمة التي شهدتها شوارع المدن الإيرانية مطلع هذه السنة، تمثل أفضل مؤشر على احتمال انفجار ثورة ضد الثورة.

ثانياً- تعتقد الأجهزة الأمنية الإسرائيلية أن يوم 12 أيار (مايو) سيكون يوماً مهماً، كونه يشكل توقيت المراجعة المطلوبة لتنفيذ الاتفاق الذي وقِّعه في فيينا ممثلون لإدارة الرئيس السابق باراك أوباما وأربعة آخرين من الاتحاد الأوروبي. وقد نصحت هذه الأجهزة بضرورة الضغط على إيران لأنها محشورة في عدة زوايا، ولأنها تمر في أسوأ ظروفها السياسية والاقتصادية منذ توقيع اتفاق فيينا سنة 2015.

وفي الوقت ذاته، حذرت تلك الأجهزة من غموض القدرة التنفيذية لدى إدارة ترامب، وما إذا كانت تستطيع تحقيق ذلك من دون جرّ المنطقة إلى مواجهة عسكرية.

الحكومة الإيرانية أعلنت في أكثر من مناسبة أن إلغاء الاتفاق معها يعفيها تلقائياً من قيود الحظر على إنتاج قنبلة نووية. وهي بهذا الإشعار تريد إظهار المخاطر الذي يحمله قرار الإلغاء المتهور.

وفجأة، وبدون مقدمات، باشرت الصحف الإسرائيلية في كشف سرّ خطير يتعلق بعملية هجوم جوي نُفِّذ في السادس من أيلول (سبتمبر) 2007، ضد هدف سوري قرب دير الزور. وكانت إسرائيل قد نجحت في التعتيم على الخبر حتى سنة 2012، أي عندما نشرت مجلة «نيويوركر» تحقيقاً مفصلاً حول عملية قصف المفاعل النووي في سورية. وذكرت أن رئيس الوزراء في حينه أيهود أولمرت ورئيس جهاز الأمن، مئير داغان، هما اللذان أمرا بتنفيذ العملية.

كذلك أشارت صحيفة «هآرتس» الأسبوع الماضي إلى مقالة سبق أن كتبها في جريدة «وول ستريت جورنال» السفير الأميركي السابق في الأمم المتحدة جون بولتون، يقول فيها إنه تم اكتشاف نشاط نووي غريب في سورية.

يومها تدخلت الرقابة العسكرية الإسرائيلية لمنع نشر معلومات إضافية تتعلق بأحداث تلك العملية.

والثابت في هذا الموضع أن إسرائيل حريصة على توجيه رسالة سياسية إلى إيران، الهدف منها التذكير بضرب المفاعل النووي العراقي سنة 1981... ونسف المفاعل السوري الذي بنته كوريا الشمالية على ضفاف الفرات في منطقة دير الزور سنة 2007.

وفي التفاصيل أن وكالة الاستخبارات الأميركية رصدت من الجو موقعاً مشبوهاً قرب دير الزور، الأمر الذي دفعها إلى تحويل الصور إلى إسرائيل. وشرع عملاء «الموساد» في مراقبة تحركات رئيس منظمة الطاقة النووية السورية إبراهيم عثمان. ولدى زيارته فيينا، شغلته حسناء في الفندق الذي يقيم فيه طوال فترة العشاء في المطعم. وكانت تلك الفترة كافية لاقتحام رجال «الموساد» غرفة عثمان وصوروا كل المواد التي كانت بحوزته. وتبيّن لهم بعد الفحص والتدقيق أن سورية في طور إعداد مشروع مفاعل نووي. ولم يكن صعباً بعد ذلك اكتشاف مكان المصنع، خصوصاً بعد الحصول على معلومات دقيقة مخزونة في جهاز رقمي.

وأظهرت الصور إبراهيم عثمان يرافق علماء كوريين داخل الموقع الذي ينتج البلوتونيوم. ولما طلب أولمرت من جورج بوش الابن إرسال طائرات لتدمير المصنع، اعتذر متعللاً بوجود قواته في العراق. لذلك تولى سلاح الجو الإسرائيلي تنفيذ هذه المهمة.

ردود فعل النظام الإيراني على التذكير بنسف المفاعل النووي السوري زادت من تهجم طهران على الولايات المتحدة وإسرائيل، مع تحذير بالاقتصاص منهما في حال نفذا اعتداءاتهما. كذلك تعهدت بمضاعفة كميات الصواريخ المرسلة إلى حوثيي اليمن، ودعم بشار الأسد بالرجال والعتاد من أجل ربح المعركة الفاصلة في سورية.

على هامش الأزمة المفاجئة بين إيران وسورية وروسيا من جهة... ودول الكتل الغربية من جهة ثانية، ظهرت قضية تسميم الجاسوس الروسي الأسبق في لندن كجزء من سيناريو مفتعل لتوريط موسكو بأزمة جانبية مرشحة للتفاقم.

ومرد هذا التفاقم، كما تدّعي موسكو، يرجع إلى معارضة البريطانيين للأداء السيئ الذي تقوم به تيريزا ماي. لذلك استغلت غموض هذه الحادثة لتحويل أنظار المواطنين عن الأزمة الاقتصادية الخانقة التي يعانونها.

ولكن رئيسة الحكومة البريطانية أصرت على اتهام موسكو بتسميم العميل المزدوج السابق سيرغي سكريبال وابنته. واستندت أجهزتها الأمنية إلى عمليات سابقة قضت على بعض معارضي فلاديمير بوتين بواسطة السم. وكان لا بد من استخدام عملاء زرعتهم الاستخبارات الروسية في بريطانيا والولايات المتحدة وفرنسا وبلجيكا وكل مكان يلجأ إليه المعارضون المطاردون.

وعلق وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بالقول: «إن السلطات البريطانية تقوم بسعي محموم لإجبار حلفائها على اتخاذ إجراءات تهدف إلى المواجهة».

ولما سُئل عن الجهة التي لها مصلحة من وراء اغتيال العميل، أجاب لافروف بأن بلاده لا تقيم وزناً لنشاط هذا اللاجئ، وأن حكومة بلاده ما زالت تنتظر الحصول على وقائع دامغة على صحة الادعاء. وبما أن تيريزا ماي فشلت في تأمينها، فإن موسكو تتهم لندن بالاستفزاز والابتزاز ودفع الأزمة مع روسيا إلى أبعد مدى.

وترى مصادر فرنسية أن إقدام 25 دولة على طرد ديبلوماسيين روس من أراضيها ليس موقفاً تضامنياً فقط، وإنما هو موقف انتقامي مبرمج لإيصال الأزمة إلى المدى الذي يردع بوتين من مواصلة اقتحاماته. ومعنى هذا أن ردّ الدول الغربية مرتبط بضم شبه جزيرة القرم، وبدعم ترسانة إيران وتأييد سياستها في سورية. إضافة إلى إلغاء نفوذ الولايات المتحدة في سورية خصوصاً بعد دفعها إلى إنهاء برنامج دعم الثوار السوريين الذين يقدّر عددهم بأكثر من عشرين ألف مقاتل. وهكذا ترى عدة مصادر أن الالتفاف الجماعي حول تيريزا ماي لا يخص الأمن البريطاني بقدر ما يخص أمن الدول الغربية التي ترى في الزحف الروسي صورة حديثة عن زحف الاتحاد السوفياتي السابق!

نقلاً عن الحياه اللندنية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

في انتظار أيار لحسم الموقف من إيران في انتظار أيار لحسم الموقف من إيران



GMT 09:44 2025 الخميس ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

من زهران إلى خان... كل منهما محكوم بالأسطورة القديمة

GMT 22:12 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

استراتيجة ترمب لمكافحة الإرهاب وتغيرات تكتيكية

GMT 22:05 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

الحليب والسلوى

GMT 10:43 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

أجمل إطلالات نانسي عجرم المعدنية اللامعة في 2025

بيروت ـ مصر اليوم
  مصر اليوم - مكالمة سرية تكشف تحذيرات ماكرون من خيانة أمريكا لأوكرانيا

GMT 20:14 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر
  مصر اليوم - ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر

GMT 05:43 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 01 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 01:38 2025 السبت ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

رونالدو يتسلم المفتاح الذهبي للبيت الأبيض من ترامب

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 07:30 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية مدهشة لعام 2026 ستعيد تعريف متعتك بالسفر

GMT 10:52 2020 الإثنين ,14 كانون الأول / ديسمبر

كل ما تريد معرفته عن قرعة دور الـ 16 من دوري أبطال أوروبا

GMT 11:36 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

عبد الحفيظ يكشف انتهاء العلاقة بين متعب والأهلي

GMT 22:15 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

وزير الرياضة يكرم بطل كمال الأجسام بيج رامي الإثنين

GMT 18:12 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

الشرطة المصرية تستعرض قوتها أمام الرئيس السيسي

GMT 22:53 2020 السبت ,25 إبريل / نيسان

إطلالات جيجي حديد في التنورة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt