توقيت القاهرة المحلي 23:57:42 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الدروز ويهودية الدولة فى إسرائيل

  مصر اليوم -

الدروز ويهودية الدولة فى إسرائيل

بقلم - أسامة الغزولي

أقدم مصادر التوجس من الدروز عندى حكاية عن زيارة الصحفى الرائد محمد التابعى للقدس وعن المطربة الدرزية أسمهان التى سألته: كيف تأتى إلى الشام ولا تزور تل أبيب؟ وآخر مصادر التوجس من هذه الطائفة العربية هو مسيرة عزمى بشارة، وتحوله من مناضل حر إلى مروِّج للفوضى مقابل 600 ألف دولار.

وبين حكاية أسمهان وتحولات عزمى بشارة قصص لا تنتهى عن وحشية الجنود الدروز فى الجيش الإسرائيلى فى تعاملهم مع العرب.

لكن الترتيب لعلاقات جديدة بين إسرائيل وسوريا انطلاقا من الجولان (وهى منطقة للدروز) قد يمهد لدور جديد للدروز الفلسطينيين يمكن أن يُحدث تغييرا مهما فى المعادلة الإسرائيلية- الفلسطينية.

وسوف يعتمد هذا الدور على التطورات المحتملة لموقف الدروز من قانون يهودية الدولة فى إسرائيل.

فوفقا لهذا القانون فقدت اللغة العربية، وهى لغة الدروز، مكانتها كلغة رسمية إلى جانب اللغة العبرية فى إسرائيل. وهكذا يتأكد أن كل من هو غير يهودى فى إسرائيل هو مواطن من الدرجة الثانية.

احتج على هذا القانون نواب دروز فى الكنيست، ممثلون لأحزاب صهيونية. ولأن الكنيست الآن فى الراحة الصيفية فالمناقشات حول القانون بهدف تعديله لا تهدأ.

فهل يمضى التعديل إلى منح الدروز مكانة مميزة (أو أى رشوة أخرى) ليشاركوا الإسرائيليين اضطهاد العرب، كما فهمت من مقترحات وزير الدفاع الإسرائيلى السابق موشيه أرينز؟

هذا القانون انتحار سياسى، لأنه يقذف بإسرائيل فى مستنقع الأبارتايد.

وإن ظنت إسرائيل أنها تستطيع أن تعيش تجربة الأبارتايد لفترة من الزمن قبل التوصل لحل وسط مع الفلسطينيين، كما فعل مستوطنو البوير فى جنوب أفريقيا، فهى واهمة.

مستوطنو البوير أبناء أمة واحدة لها قوام تاريخى متماسك هى هولندا، وسجل انتصاراتهم الاقتصادية والعسكرية على قوى أوروبية جبارة هو سجل حافل، وإن انتهى باحتوائهم فى الإمبراطورية البريطانية ثم الاستقلال الذى أفضى إلى إلغاء الأبارتايد.

أما الإسرائيليون فهم أبناء وبنات ثمانين أمة لا يجمع بينهم سوى دين يعتبره معظمهم ثقافة أكثر مما يعتبرونه دينا.

وكل نجاح مادى أو معنوى حققوه كان بقوة مجتمعات متقدمة استفادوا منها، من الأندلس العربية لأمريكا.

وكل انتصاراتهم العسكرية (الغادرة) كانت على شعوب عربية منهكة وممنوعة من التقدم بقوة مصنعى السلاح الذين أقاموا إسرائيل وسلحوها، عندما كانت الهند بريطانية ثم عندما كان النفط فى الجزيرة العربية من أصول القوة الأمريكية.

كل هذا انتهى.

ورعاة إسرائيل يتحول اهتمامهم من منطقتنا للباسفيك. وقد تكون هذه فرصة الإسرائيليين الأخيرة للتوصل لحل وسط مع الفلسطينيين.

وقد يكون تقدم الدروز لإسقاط قانون يهودية الدولة هو إنقاذا لإسرائيل من عذابات المستقبل بقدر ما يمكن أن يكون إنقاذا للفلسطينيين من عذابات الحاضر. وللحديث بقية.

نقلا عن المصري اليوم

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الدروز ويهودية الدولة فى إسرائيل الدروز ويهودية الدولة فى إسرائيل



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

GMT 03:09 2021 الجمعة ,26 آذار/ مارس

طريقة عمل السلمون بالزبدة

GMT 23:17 2020 الأحد ,20 أيلول / سبتمبر

البورصة العراقية تغلق التعاملات على انخفاض

GMT 01:33 2020 الخميس ,24 كانون الأول / ديسمبر

"غوغل" تعلن عن 100 ألف منحة دراسية تعادل الشهادات الجامعية

GMT 10:57 2020 الثلاثاء ,16 حزيران / يونيو

3 طرق سريعة لتسليك مواسير مطبخك

GMT 10:22 2020 الأربعاء ,11 آذار/ مارس

قرار عاجل من محافظة القاهرة بسبب كورونا

GMT 02:06 2019 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

أب يغتصب طفلته لمدة 4 أعوام في البرازيل

GMT 00:28 2019 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

تخلص من اسمرار البشرة بمكونات طبيعية

GMT 22:30 2019 الإثنين ,24 حزيران / يونيو

مؤشر الأسهم البريطانية يغلق على ارتفاع الاثنين

GMT 14:23 2019 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

مصر تتسلح لـ"أمم أفريقيا" بـ23 لاعبًا بينهم 7 محترفين
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon