توقيت القاهرة المحلي 21:24:30 آخر تحديث
  مصر اليوم -
الكرملين يرحب بتحديث استراتيجية الأمن القومي الأميركي وحذف وصف روسيا بالتهديد المباشر عطل تقني يشل عمليات السفر في مطار بريطاني رئيسي والجهات المسؤولة توضح أن الخلل محلي إيرباص توضح أن تسليمات نوفمبر سجلت تراجعا بسبب خلل صناعي وأزمة جودة في خطوط الإنتاج المحكمة الجنائية الدولية تعتبر عقد جلسات الاستماع لنتنياهو أو بوتين في غيابهم ممكناً الرئاسة الفلسطينية تحذر من خطورة أوضاع الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي إصابة عدد من الفلسطينيين جراء قصف مدفعية الاحتلال الإسرائيلي على منطقة بيت لاهيا مقتل 79 مدنيا من بينهم 43 طفلا في هجوم بطائرة مسيرة استهدف كالوقي في جنوب كردفان قوات الدعم السريع تقول إن الجيش السوداني استهدف معبر أدري الحدودي مع تشاد بطائرات مسيرة تركية البنتاغون يعلن موافقة الخارجية الأمريكية على صفقة بيع مركبات تكتيكية متوسطة ومعدات إلى لبنان بتكلفة تتجاوز تسعين مليون دولار إنفانتينو يسلم ترمب جائزة فيفا للسلام قبل قرعة المونديال
أخبار عاجلة

ما بين سيناء والبيت الأبيض

  مصر اليوم -

ما بين سيناء والبيت الأبيض

بقلم - محمد المنشاوي

مع استمرار أكبر عملية عسكرية تقوم بها الدولة المصرية تحت عنوان «سيناء 2018» لإنهاء الوجود الإرهابى المتمثل فى تنظيم ولاية سيناء فى مدن وقرى محافظة شمال سيناء، تمثل معضلة سيناء قلقا كبير لمخططى السياسة الأمريكية فى الشرق الأوسط ممن يسعون فقط لخدمة مصالح واشنطن الاستراتيجية فى المنطقة.

من هنا جاء مشروع ميزانية عام 2019، والذى قدمه الرئيس الأمريكى دونالد ترامب للكونجرس يوم الإثنين الماضى، متضمنا إشارات واضحة على أهمية شبه جزيرة سيناء للمصالح الأمريكية. تلك المصالح التى تم التعبير عنها تاريخيا فى رعاية واشنطن وضغطها على الرئيس السابق أنور السادات للتوقيع على اتفاقية السلام مع إسرائيل والتى بمقتضاها يتواجد مئات الضباط والعساكر الأمريكيين ضمن قوات حفظ السلام الدولية التى تشرف على تطبيق بنود اتفاقية السلام فى شقيها. وخصصت إدارة ترامب 291 مليون دولار لدعم قوات حفظ السلام فى الدول الصديقة ومنها مصر، كما خصصت 31 مليون دولار لزيادة تأمين قوات حفظ السلام الأمريكية العاملة فى سيناء. إضافة لذلك شدد مشروع الميزانية على إبراز أن المساعدات العسكرية المقدمة لمصر والتى تبلغ 1.3 مليار دولار تهدف إلى زيادة قدرات الجانب المصرى فى تأمين سيناء والتعامل مع التهديدات الإرهابية. من هنا ترصد دوائر أمريكية رسمية وغير رسمية بدقة ما يجرى فى سيناء.

***

وبعيدا عن هوية من يقبع بالمكتب البيضاوى بالبيت الأبيض، وبعيدا عن تعقيدات العلاقات الثنائية المصرية الأمريكية، يدرك جنرالات ترامب جيدا أن واشنطن خسرت علاقاتها مع القاهرة عندما خسرت مصر سيناء عام 1967، وعادت العلاقات المصرية ــ الأمريكية بعدما عادت سيناء لمصر بعد التوقيع على اتفاقية السلام مع إسرائيل. وتدرك أيضا أن معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل تعد بمثابة الإنجاز الأكبر فى تاريخ الدبلوماسية الأمريكية فى الشرق الأوسط، فقد منعت المعاهدة وما ترتب عليها من استرجاع مصر لسيناء، الانجراف نحو مواجهة عسكرية عربية إسرائيلية واسعة لأكثر من ثلاثين عاما.

إلا أن واشنطن ترى أيضا أن فراغ السلطة فى سيناء، الذى ظهر بصورة أكثر وضوحا مع الإطاحة بنظام الرئيس الأسبق حسنى مبارك، قد سارع وملأه متطرفون ممن انضموا إلى بعض البدو المحليين الذين يشعر الكثير منهم بالظلم من طريقة معاملة الحكومة المركزية فى القاهرة لأبنائهم. وترى واشنطن أن أهالى سيناء ــ وللمرة الأولى يشهدون تأثر شبابهم بالأيديولوجية الراديكالية العنيفة، إضافة لتعاونهم بشكل وثيق مع تنظيم حماس، وغيره من الجماعات الفلسطينية (التى تصنفها واشنطن بالإرهابية) فى قطاع غزة.

كذلك تنظر واشنطن بجدية لما يتعرض له أفراد القوة متعددة الجنسيات والمراقبين الدوليين من اعتداء، وهى القوة المسئولة عن مراقبة الالتزام بالترتيبات الأمنية الواردة فى معاهدة السلام المصرية ــ الإسرائيلية فى سيناء. ويبلغ عدد تلك القوات ما يقرب من 1700 جندى أغلبهم من الولايات المتحدة.

***

قبل عامين قُدم تقرير للكونجرس ذكر فيه أن الولايات المتحدة تقدم مساعدات لمصر مساهمة منها فى تأمين سيناء، وذكر التقرير أن واشنطن «تدعم مصر فى تأمين سيناء عن طريق إمدادها بمعلومات أمنية مهمة، بما فى ذلك رصد مكالمات هاتفية ورسائل تبث عن طريق الراديو بين المشتبه فى قيامهم بأنشطة إرهابية»، وذكر التقرير أيضا «أن واشنطن تطلع مصر على صور تلتقطها أقمار صناعية وطائرات تجسس أمريكية». ويدلل ما ذكره التقرير على أهمية شبه جزيرة سيناء للاستراتيجية الأمريكية. وينبع ذلك من كون سيناء ساحة قتال كل الحروب المصرية ــ الإسرائيلية منذ 1948 وحتى 1973، كما تعكس عزلة سيناء الجغرافية، إضافة لموقعها الرابط بين دول مهمة مثل مصر وفلسطين والأردن وإسرائيل والسعودية، بعدا آخر لأهميتها زاد منها وصول تنظيم حماس عام 2006 للحكم، وسيطرته على الحكم فى قطاع غزة حتى الآن. ونظرا للأهمية الكبيرة لسيناء، فقد استثنتها العقوبات التى أنزلتها إدارة الرئيس السابق باراك أوباما على النظام المصرى فى النصف الثانى من 2013 على خلفية أحداث فض اعتصام رابعة وتردى الأوضاع الأمنية والسياسية والحقوقية فى مصر. وأكد تشاك هاجل ‏ــ وزير الدفاع الأمريكى آنذاك ــ لنظيره المصرى آنذاك الفريق عبدالفتاح السيسى، أن الولايات المتحدة ستواصل تقديم المساعدة فى القضايا التى تخدم الأهداف الأمنية الحيوية للجانبين بما فى ذلك مكافحة الإرهاب وانتشار الأسلحة وتأمين الحدود والأمن فى سيناء.

وهكذا استثنت واشنطن المساعدات المتعلقة بتأمين سيناء وحدودها من أى تخفيض أو تجميد طبقته على المساعدات الأخرى.

***

فى الوقت ذاته تمثل سيناء معضلة كبيرة لمخططى السياسة الأمريكيين لمعرفتهم وإدراكهم لأهميتها وخطورتها ولما يمكن أن توفره فى إطار حلول إقليمية لقضايا الصراع العربى الإسرائيلى. وتدرك واشنطن ترامب ــ التى يشغل بها أهم مناصب الإدارة الحالية المتعلقة بالشرق الأوسط رجال عسكريون ــ جيدا أن سلام مصر أو حربها مع إسرائيل يتوقف على تطورات الأوضاع داخل سيناء فصمود معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية، التى تعتبر حجر الأساس للتصور الأمريكى للأمن الإقليمى فى الشرق الأوسط، يعتمد على أمن وتأمين سيناء، وامتداد سيطرة الحكومة المصرية إليها. وهكذا أصبحت سيناء وأمنها ــ بما لها من حدود مع إسرائيل تمتد 250 كيلومترا ــ المعيار الأهم لحرب العرب أو سلمهم مع إسرائيل. وتهمس بعض الأصوات كذلك لتربط التصور الأمريكى بتطورات موضوع تخلى مصر عن السيادة للسعودية فى جزيرتى تيران وصنافير الواقعتين عند مدخل خليج العقبة، وعلاقة ذلك بدور سعودى فى ترتيبات إقليمية أمنية قادمة. واشنطن التى تدرك أن معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل تعد بمثابة الإنجاز الأكبر فى تاريخ الدبلوماسية الأمريكية، تدرك اليوم أن تبعات ذلك تدفع باتجاه تصور سيناء كحجر أساس جديد لتسويات أكبر بالمنطقة.


نقلا عن الشروق القاهرية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ما بين سيناء والبيت الأبيض ما بين سيناء والبيت الأبيض



GMT 09:44 2025 الخميس ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

من زهران إلى خان... كل منهما محكوم بالأسطورة القديمة

GMT 22:12 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

استراتيجة ترمب لمكافحة الإرهاب وتغيرات تكتيكية

GMT 22:05 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

الحليب والسلوى

GMT 10:43 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

أجمل فساتين السهرة التي تألقت بها سيرين عبد النور في 2025

بيروت ـ مصر اليوم

GMT 14:44 2025 الأحد ,07 كانون الأول / ديسمبر

بريجيت ماكرون تلتقي الباندا "يوان منغ" من جديد في الصين
  مصر اليوم - بريجيت ماكرون تلتقي الباندا يوان منغ من جديد في الصين

GMT 11:06 2025 السبت ,04 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الجدي السبت 04 أكتوبر / تشرين الأول 2025

GMT 16:54 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تلامذة غزة يستأنفون الدراسة تحت الخيام وسط الدمار

GMT 08:59 2024 الثلاثاء ,23 كانون الثاني / يناير

القمر في منزلك الثاني ومن المهم أن تضاعف تركيزك

GMT 10:48 2025 السبت ,04 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الجوزاء السبت 04 أكتوبر / تشرين الأول 2025

GMT 16:45 2019 الخميس ,04 إبريل / نيسان

أبرز الأحداث اليوميّة عن شهر أيار/مايو 2018:

GMT 12:39 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الحوت الاثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 03:34 2018 الثلاثاء ,17 إبريل / نيسان

استقرار سعر الذهب في الأسواق المصرية الثلاثاء

GMT 05:48 2013 الأحد ,27 تشرين الأول / أكتوبر

كيلي بروك ترتدي ملابس ماري أنطوانيت

GMT 04:24 2021 الثلاثاء ,05 تشرين الأول / أكتوبر

أخبار البورصة المصرية اليوم الإثنين 4 أكتوبر 2021

GMT 15:13 2019 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزال يضرب سواحل إندونيسيا وتحذيرات من وقوع تسونامي

GMT 19:42 2018 الأربعاء ,25 إبريل / نيسان

أربع محطات فنية في حياة مخرج الروائع علي بدرخان

GMT 13:07 2018 الأربعاء ,14 آذار/ مارس

فضل الله والماشطة يوضحان موقف عبدالله السعيد

GMT 06:20 2018 الأربعاء ,14 آذار/ مارس

مؤسس "غوغل" يكشف عن سيارة طائرة بنظام "أوبر"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt