توقيت القاهرة المحلي 01:59:29 آخر تحديث
  مصر اليوم -
عطل تقني يشل عمليات السفر في مطار بريطاني رئيسي والجهات المسؤولة توضح أن الخلل محلي إيرباص توضح أن تسليمات نوفمبر سجلت تراجعا بسبب خلل صناعي وأزمة جودة في خطوط الإنتاج المحكمة الجنائية الدولية تعتبر عقد جلسات الاستماع لنتنياهو أو بوتين في غيابهم ممكناً الرئاسة الفلسطينية تحذر من خطورة أوضاع الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي إصابة عدد من الفلسطينيين جراء قصف مدفعية الاحتلال الإسرائيلي على منطقة بيت لاهيا مقتل 79 مدنيا من بينهم 43 طفلا في هجوم بطائرة مسيرة استهدف كالوقي في جنوب كردفان قوات الدعم السريع تقول إن الجيش السوداني استهدف معبر أدري الحدودي مع تشاد بطائرات مسيرة تركية البنتاغون يعلن موافقة الخارجية الأمريكية على صفقة بيع مركبات تكتيكية متوسطة ومعدات إلى لبنان بتكلفة تتجاوز تسعين مليون دولار إنفانتينو يسلم ترمب جائزة فيفا للسلام قبل قرعة المونديال الاتحاد الأوروبي يفرض غرامة 120 مليون يورو على «إكس» لمخالفته قانون الخدمات الرقمية
أخبار عاجلة

«الموت عمل شاق»

  مصر اليوم -

«الموت عمل شاق»

بقلم : بهاء جاهين

 بهذا الاسم صدرت أحدث روايات الكاتب السورى خالد خليفة. وهى روايته السادسة، إلا أننى لم أقرأ له إلا رواياته الثلاث الأخيرة. فقبل هذه، الصادرة عن دار العين للنشر بعنوان «الموت عمل شاق» 2016، قرأت ما سبقتها، وعنوانها «لا سكاكين فى مطابخ هذه المدينة» 2013، وقد حصلت على جائزة نجيب محفوظ ووصلت إلى القائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية «بوكر»، وسابقتهما «مديح الكراهية» 2008، التى تُرجمت إلى عدة لغات ووصلت هى أيضاً للقائمة القصيرة لبوكر العربية كما رُشحت لجائزة إندبندنت العالمية. وبعيداً عن هذا الاحتفاء العام، ينبغى أن أعترف بأن الروايات الثلاث طبقاً لتذوقى الشخصى تقترب من قمة الإبداع. وقد سبق أن كتبت عن »مديح الكراهية« والرواية التى تلتها، والاثنتان كانت تدور أحداثهما فى حلب، وتتناول كل منهما أسرة سورية من ساكنى حلب فى مناخ الصراع السياسى بين الدولة والإسلاميين فى السنوات القليلة التى انتهت بثورة 2011. أما رواية «الموت عمل شاق» فقد كُتبت بعد مارس 2011، وتصف الأجواء التى يعيش فى ظلها الشعب السورى الآن بعد أن وصل الصراع السياسى إلى مرحلة الاحتراب الأهلي، وبعد أن أصبح الموت حقيقة يومية عادية وشائعة، وتافهة كموت ذبابة. لكن الموت عمل شاق مشقته ما بعدها مشقة، إذا لم تتغير الحقائق الأخرى والقيم الأخرى لتصبح بنفس التفاهة، فى وجدان ما زال يحتفظ، رغم ما يدور حوله من عبث، ببعض الرومانسية وبأخلاقيات ما قبل الطوفان الذى يركب فيه الأب كتفى ولده ليحتفظ بفتحتى أنفه سنتيمترات فوق الماء.

تبدأ الأحداث بموت كهل فى دمشق، يوصى ولده وهو على سرير الاحتضار، بأن يدفنه فى مقبرة الأسرة بقرية بعيدة فى ريف حلب. ولأن ولده نبيل (وشهرته بلبل) ما زال يحتفظ داخله بوجدان غنائى ومنظومة قيم ربما كانت تصلح قبل الحرب، فقد وعد أباه بتنفيذ الوصية، ليتحول الموت فى ظل هذا الوعد من حدث تافه يحدث كل دقيقة إلى سفر مرعب تحت أهوال القصف، فى طريق طويل يقطع سوريا الحرب الأهلية, عبر كمائن عدة متعددة الهويات العسكرية والعقائدية، فى عربة ميكروباص يقودها حسين الأخ الأصغر لنبيل أو بلبل، وتجمع، للمرة الأولى من سنوات، الأخوين إضافة لأختهما فاطمة، بعد أن حولتهم الحقائق الأخيرة لغرباء. اضطرتهم لهذا ظروف الموت العاديّ، الذى عاد استثنائياً بوعد نبيل الرومانسى لأبيه بدفنه فى قريته البعيدة بجوار شقيقته، بدلاً من إيلاج جثمانه أقرب حفرة أو مقبرة جماعية بلا هوية سوى هوية الموت اليومى والتهاوى كالذباب. فى سيارة الميكروباص تلك، التى يعمل عليها ويرتزق منها حسين، يحمل الإخوة الثلاثة جثمان أبيهم ملفوفاً فى بطانية تحت حرارة الصيف، وتحت العيون المتوجسة متعددة الهويات والتى لا تتفق إلا فى توجسها ونظرتها المفتشة فى قلوب الإخوة الثلاثة وضمائرهم وأوراقهم التى تشى بالمنطقة الجغرافية والطائفة الدينية وانتمائهم المفترض إلى هذا الجانب أو ذاك من المتحاربين، تحت تلك الشمس وتلك العيون يتعفن بالتدريج جثمان الأب، بعد أن تحولت السَّفرة التى تستغرق فى الأحوال العادية ساعات إلى رحلة استغرقت عدة أيام تصاعدت خلالها رائحة التعفن التى لا تطاق لجثة تنهشها الديدان. وبعد ويلات العذاب وإصرار بلبل على احترام رغبة أبيه الأخيرة، لم يسمح الواقع بدفن الأب كما أوصى بجوار شقيقته، ولكن فى ركن بعيد وحده فى المقبرة العائلية، إلا أن بلبل دفن مع جثمان أبيه خوفه المزمن. الرواية رحلة إبداعية شائقة كما هى رحلة جغرافية كابوسية بطول سوريا الحرب الأهلية. وهى رحلة تستحق أن تقطعها أيها القارئ العزيز فى جنة إبداع تتحدث عن جحيم الحرب.

نقلا عن الآهرام القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«الموت عمل شاق» «الموت عمل شاق»



GMT 09:44 2025 الخميس ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

من زهران إلى خان... كل منهما محكوم بالأسطورة القديمة

GMT 22:12 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

استراتيجة ترمب لمكافحة الإرهاب وتغيرات تكتيكية

GMT 22:05 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

الحليب والسلوى

GMT 10:43 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

أجمل إطلالات نانسي عجرم المعدنية اللامعة في 2025

بيروت ـ مصر اليوم

GMT 11:06 2025 السبت ,04 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الجدي السبت 04 أكتوبر / تشرين الأول 2025

GMT 16:54 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تلامذة غزة يستأنفون الدراسة تحت الخيام وسط الدمار

GMT 08:59 2024 الثلاثاء ,23 كانون الثاني / يناير

القمر في منزلك الثاني ومن المهم أن تضاعف تركيزك

GMT 10:48 2025 السبت ,04 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الجوزاء السبت 04 أكتوبر / تشرين الأول 2025

GMT 16:45 2019 الخميس ,04 إبريل / نيسان

أبرز الأحداث اليوميّة عن شهر أيار/مايو 2018:

GMT 12:39 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الحوت الاثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 03:34 2018 الثلاثاء ,17 إبريل / نيسان

استقرار سعر الذهب في الأسواق المصرية الثلاثاء

GMT 05:48 2013 الأحد ,27 تشرين الأول / أكتوبر

كيلي بروك ترتدي ملابس ماري أنطوانيت

GMT 04:24 2021 الثلاثاء ,05 تشرين الأول / أكتوبر

أخبار البورصة المصرية اليوم الإثنين 4 أكتوبر 2021

GMT 15:13 2019 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزال يضرب سواحل إندونيسيا وتحذيرات من وقوع تسونامي

GMT 19:42 2018 الأربعاء ,25 إبريل / نيسان

أربع محطات فنية في حياة مخرج الروائع علي بدرخان

GMT 13:07 2018 الأربعاء ,14 آذار/ مارس

فضل الله والماشطة يوضحان موقف عبدالله السعيد

GMT 06:20 2018 الأربعاء ,14 آذار/ مارس

مؤسس "غوغل" يكشف عن سيارة طائرة بنظام "أوبر"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt