توقيت القاهرة المحلي 23:39:42 آخر تحديث
  مصر اليوم -

غزة وتوسيع البوابة المصرية

  مصر اليوم -

غزة وتوسيع البوابة المصرية

بقلم - نبيل عمرو

حتى الآن، لا تزال غزة تشبه كرة من نار، تنتقل من مكان إلى آخر، ولا أحد يرغب في استقرارها عنده.

كرة النار هذه صار عمرها إحدى عشرة سنة، إذا ما أرّخنا للأزمة الراهنة بانقلاب «حماس» على السلطة الشرعية صيف عام 2007. وخلال هذه الفترة الطويلة لم تجد معضلة غزة حلاً، لا داخلياً على صعيد الصراع الفلسطيني الفلسطيني، ولا إسرائيلياً بإعادة احتلالها وتصفية وجود «حماس» لتوفير هدوء دائم على الحدود، ولا إقليمياً، والمعني هنا مصر وتركيا وقطر.

أزمة طويلة ومعقدة كهذه، أخرجت الملايين الغزية من الحد الأدنى لمستوى الحياة الآدمية، ليصبحوا أتعس تجمع بشري في هذا العصر.

ما يدعو إلى التفاؤل الحذر انتقال فكرة جرى تداولها في إسرائيل، تتعلق بإنهاء حصار غزة بسيطرة إسرائيلية مطلقة على برها وبحرها وجوها، ولكن بوسيلة مبتكرة، وهي إقامة جزيرة في عرض البحر بتمويل دولي، يبلغ في الحد الأدنى خمسة مليارات دولار، ويبنى عليها مطار وميناء ومحطات تحلية، بمعنى اختصار غزة في جزيرة. المضمون الوحيد في المشروع كله هو السيطرة الإسرائيلية المطلقة.

لم تنفذ هذه الفكرة، فهي وإنْ كانت واقعية على الورق فإنها خيالية على الأرض. وإذا كان العالم جاهزاً للدخول في مغامرة كهذه، فإن الوضع الداخلي الإسرائيلي وكذلك الغزي لن يكون مستعداً لترسيخ هذه الفكرة وإدامة العمل بها.

لأسباب منطقية ووجيهة، فإن مصر لا يمكن أن تبتلع حكاية كهذه، كما لا تستطيع الدولة التي بمثابة الأم لغزة أن تنأى بنفسها عن المأساة المتمادية الواقعة على تخومها القريبة جداً. وآمل أن يكون حقيقياً استعداد مصر لإقامة ميناء ومطار ومنشآت حيوية أخرى على اليابسة المصرية في سيناء. وبوسع الدولة المصرية التي تعرف جيداً متطلبات أمنها القومي أن تنقذ غزة، وتؤمّن لها وضعاً يستفيد منه الطرفان؛ الغزي الذي يحتاج إلى رئة نقية يتنفس من خلالها، والمصري صاحب السيادة المطلقة على كل ذرة رمل تحاذي غزة، وبدل أن تتدفق الإسهامات الدولية في حل معضلة غزة على إسرائيل، فسوف تتدفق على مصر الممسكة بكل الملفات المتعلقة بغزة، وليس لها من منافس جدي حين تتقدم للعمل بهذا الاتجاه.

الظروف ملائمة لأن تنطفئ كرة النار بفعل جهد شقيق لا غبار عليه. فالأمن القومي لم يعد يُضمن بالجيوش ومعادلة القوة التقليدية القديمة، فإلى جانب ذلك هنالك العامل الأهم، وهو خلق مصالح حيوية لكل الأطراف المتجاورة، توفرها مشروعات عملاقة كتلك التي يجري الحديث عنها الآن حول مصر، وما يمكن أن تفعل بشأن غزة.
ولمصر تجارب غنية مع غزة منذ عقود، وبوسع العقل المصري أن يجد صيغة لا تكون فيها غزة عبئاً ثقيلاً؛ بل ضمانة مأمونة، وجاراً يؤدي مهام دوره في أمن الشقيق على أكمل وجه.

نقلا عن الشرق الاوسط اللندنية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

غزة وتوسيع البوابة المصرية غزة وتوسيع البوابة المصرية



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

الأميرة رجوة بإطلالة ساحرة في احتفالات اليوبيل الفضي لتولي الملك عبدالله الحكم

عمان ـ مصر اليوم

GMT 21:14 2020 الجمعة ,25 أيلول / سبتمبر

الفنانة مي فخري تعلن ارتدائها الحجاب بشكل رسمي

GMT 09:50 2020 الإثنين ,14 أيلول / سبتمبر

معلومات مهمة عن عداد الكهرباء مسبوق الدفع

GMT 09:34 2020 الخميس ,10 أيلول / سبتمبر

"دويتشه بنك" يتوقع حلول "عصر الفوضى"

GMT 14:16 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

انتبه لمصالحك المهنية جيداً

GMT 13:50 2020 السبت ,04 إبريل / نيسان

إصابة نجل جوليا بطرس بفيروس كورونا في لندن

GMT 08:12 2020 الثلاثاء ,14 كانون الثاني / يناير

محمد رمضان يعود من دبي من أجل "البرنس"

GMT 21:16 2019 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

أول تعليق لـ"منى فاروق" على شائعة انتحارها

GMT 05:24 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

600 مليون دولار حجم الاستثمارات الأردنية في مصر

GMT 02:05 2019 الخميس ,10 تشرين الأول / أكتوبر

أب يذبح ابنته الصغرى لضبطها في أحضان عشيقها داخل غرفتها

GMT 21:35 2019 الإثنين ,23 أيلول / سبتمبر

السيطرة علي حريق بقرية الشنطور فى بني سويف
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon