توقيت القاهرة المحلي 01:52:24 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أمة عطشى للفرح

  مصر اليوم -

أمة عطشى للفرح

بقلم: نبيل عمرو

هذا الأسبوع سأنحي جانباً معالجة الوضع السياسي الذي مبتدؤه وخبره عندنا «صفقة القرن». وأعترف بأن الملل استبد بي لكثرة ما كتبت تحت هذا العنوان، حتى أنني لم أعد أقرأ ما أكتب.
هذا الأسبوع أذهب إلى الرياضة، أي إلى الفرح الذي ملأ أرواحنا العطشى، وأنزل الملايين العربية إلى الشوارع بعد منتصف ليلة شائقة، توحد فيها النبض الذي خفق قلقاً كلما اقتربت الكرة النيجيرية من هز شباك منتخبنا الجزائري، وكاد يقفز من الصدور فرحاً حين استقرت الكرة الجزائرية في الشباك النيجيرية، معلنة التأهل للدور النهائي الذي كاد يكون عربياً خالصاً، من خلال اقتراب منتخبنا التونسي من التأهل.
السياسة زرعت خصومات كارثية، وأشعلت حروباً قبلية حين نُخضع أسبابها للمقاييس المنطقية نجد أن لا مبرر لها، غير أن ما أورثته السياسة وخصوماتها وحروبها أصاب الإنسان العربي بمرض نفسي عضال، هو الأخطر والأشد إلحاقاً للأذى، في أمر التقدم واللحاق بركب الحضارة الإنسانية... إنه الانفصام بين وجدانه الموحد مع أشقائه وأبناء جلدته من أقصى المحيط إلى أقصى الخليج وما بينهما، وبين ما فرضته السياسة، لم يشمل الكيانات فقط؛ بل شمل المجتمعات وحتى الأفراد.
لم يعد على الخريطة العربية التي تشكل نسبة معقولة من خريطة العالم بقعة تخلو من القلق والتوجس، وغالباً من الأشقاء الذين لم يشبعوا اقتتالاً، ووقوعاً في كمائن الخصوم الذين لا يحبون رؤية ذلك الشيء المسمى بالعالم العربي.
حاجتنا للفرح أمر غريزي يكاد يكون كالحاجة للتنفس، فأين نجده في هذا الزمن المكتظ بالخوف، والقلق، والجثث، والمهاجرين والمهجرين، والراقدين في أضرحة الماء في قيعان البحار والمحيطات، أو تحت ركام البيوت التي دمرتها البراميل المتفجرة التي اخترعت لتوفير مزيد من أدوات القتل الجماعي، ولكن بتكلفة أقل؟
أين نجد الفرح وقد صرنا نكره، بل ونخاف من مطالعة الصحف اليومية التي تنقل الموت لبيوتنا كل صباح، ولم نعد نحب رؤية نشرات الأخبار التي غالباً ما تبدأ بالإعلان عن الذين يقتلون أو يغرقون قبالة شاطئ عربي أو أوروبي أو أفريقي، وتنهي بخبر وساطة متعثرة لوقف النزف المتدفق من كل أطراف العالم العربي.
ولأن الله جلت قدرته لا ينسى عباده، حتى أولئك الذين لا يرضى عنهم لفرط ما يفعلون بأنفسهم، فقد قيض لهم محمد صلاح، الذي تعلقت ملايين القلوب بقدمه، وقفزت خارج الصدور مع كل هدف كان يحرزه، حتى في ملاعب أصحاب «وعد بلفور». وقيض لهم رياض محرز، الذي قاد فريقاً إنجليزياً نحو التتويج في واحد من أهم دوريات الكرة العالمية، وها هو يقود أمة عطشى للفرح بركلة أصابت المرمى، مع وعد بفرح أكبر مؤجل حين يصعد محرز وزملاؤه على منصة التتويج، ويرفع الكأس الفضية وكأنه العرب جميعاً في تلك اللحظة المأمولة.
ما أتعس السياسة التي فتّتت أمة فيها كل مقومات ودوافع الوحدة، إلا الوحدة! وما أعظم وحدة الوجدان النظيف والنقي! تلك الوحدة التي لم يعد يجسدها الآن إلا انتصار كروي يروي الظمأ العربي المستدام لأي انتصار.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أمة عطشى للفرح أمة عطشى للفرح



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

GMT 01:52 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

منى واصف تكشف عن أمنيتها بعد الوفاة
  مصر اليوم - منى واصف تكشف عن أمنيتها بعد الوفاة

GMT 07:57 2021 الخميس ,02 أيلول / سبتمبر

سعر الدولار اليوم الخميس 2- 9-2021 في مصر

GMT 06:58 2021 الجمعة ,29 كانون الثاني / يناير

علاج محتمل للسكري لا يعتمد على "الإنسولين" تعرف عليه

GMT 14:10 2021 الإثنين ,25 كانون الثاني / يناير

أسوان يخطط لعقد 9 صفقات قبل غلق باب القيد لتدعيم صفوفه
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon